2024-11-23 03:56 م

الربيع الأمريكي بمقاوليه العرب يصل فلسطين * أبو مازن وحيدا في مواجهة اسرائيل

2013-03-21
القدس/المنــار/ الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختار اسرائيل محطته الأولى في جولته خارج الولايات المتحدة بعد استلامه الرئاسة لولاية ثانية، تمتد اربع سنوات، وفي هذا الاختيار دلالة واضحة على دعم امريكي كامل لاسرائيل سياسة وبرامج ومخططات ومواقف، جولة "ربيعية" لتمرير تسويات سياسية لقضية العرب المركزية، بعد أن قاد حربا تدميرية لساحات عربية، أخرج من خلالها جيوش الدول ذات التأثير في الصراع العربي الاسرائيلي.
انها جولة تحد للامة العربية، أكد خلالها أن أمن اسرائيل فوق كل اعتبار، وأن ما تشهده المنطقة من فوضى وعنف وحروب اجرامية هدفه دعم اسرائيل وأمنها.. وأن مرحلة تصفية القضية الفلسطينية قد بدأت، وأن الادوات الشيطانية التي تعمل لحساب امريكا واسرائيل قد أوكلت اليها مهمة تمرير وفرض تسوية مذلة للقضية الفلسطينية، وتحت مظلة الجامعة المخطوفة خليجيا، وسيلتقي القادة الجدد نتاج الربيع الاطلسي والقادة المرتعشون العاجزون في قمة الدوحة ايذانا بربيع سياسي من صنع أمريكي اسرائيلي يأتي بتطبيع عربي مع اسرائيل، تتزعمه السعودية وقطر ضغطا على الفلسطينيين وابتزازا تحت يافطة مبادرة السلام العربية، بعد تشذيبها وتهذيبها تحت اسم التعديل، لصنع حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بدون قدس وحق عودة وبقية أرض تحت الحصار وبلا سيادة وبحدود مستباحة.
أوباما وصل الى اسرائيل متحديا كل شعوب الأمة، ومن القدس أكد أن على كل العرب والفلسطينيين وفي مقدمتهم الاعتراف بدولة اسرائيل اليهودية، ودون المساس بحقها في الاستيطان والقمع، وأمام الاسرائيليين الذين صفقوا له طويلا أعطى لنفسه ولاسرائيل وجواسيسه في الخليج وغيرها حق تدمير سوريا، وضرب حزب الله، ومواصلة الضغط على ايران، واخضاع الفلسطينيين لرغبات اسرائيل في رسم حدودها حسب مصالحها الأمنية.
زيارة أوباما الى اسرائيل وما طرحه في كلماته وخطاباته، وما وجهه من تهديدات للعرب والفلسطينيين شبيهة بالجولات الانتخابية، وكأن الرئيس الأمريكي في أجواء حملة انتخابية مع أنه لن يترشح لولاية ثالثة ، فهو لا يستطيع الفكاك من قيد العبودية والاهانة، ووضع نفسه في خانة خدم الصهيونية ومشاريعها، ينظر باستخفاف للامة العربية، التي تغفو في سبات عميق، وقبلت على نفسها أن يقودها حكام خونه في الرياض والدوحة.
الرئيس الامريكي في جولته هذه ، يقدم الولاء والطاعة لاسرائيل، دعما أمنيا وسياسيا ، ورأس حربة ضد العرب حروبا وتدميرا واستخفافا بحقوقهم، وتطمينا لاسرائيل بأن هناك جواسيس ووكلاء ومقاولون ينشطون في تنفيذ مخططات واشنطن وتل أبيب وأنه يمكن الاعتماد عليهم، ويتولون الانفاق المالي، ويخوضون حروب الامريكيين والاسرائيليين.
الرئيس الأمريكي كان واضحا فيما طرحه وأعلنه في كل مكان وصل اليه في جولته.. أنه مهتم فقط بأمن اسرائيل، متنكرا وناكرا للحقوق الفلسطينية، مطلقا يد اسرائيل للقيام بما تراه يعزز امتها.
باراك اوباما وصل الى المقاطعة في رام الله، ليعلن من هناك مواقف تحمل في طياتها تهديدات مفادها بأن الرئيس محمود عباس وحده في مواجهة اسرائيل، وبأن حكام العرب قادمون نحو تطبيع شامل مع اسرائيل، وأقوال أوباما في المقاطعة اسقطت الاشتراطات الفلسطينية دون مقابل.. الرئيس أوباما متفق مع القيادة الاسرائيلية على تمرير حل عبر وكلائه العرب مع اختيار انتقائي لمسائل الصراع تبدأ بترسيم الحدود وتأجيل المسائل الاخرى الى اشعار آخر.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدرك حقيقة أهداف جولة اوباما وما تخطط له واشنطن وتل أبيب ومعها عواصم الردة والخيانة في الساحة العربية، ورغم كل التحديات والتهديدات وما يقوم به "البعض" من دسائس واستقواء بالامريكان طرح بثبات موقف شعبه، أمام رئيس أكبر دولة في العالم ، لا سلام مع الاستيطان ولا تنازل عن دولة ذات سيادة على أرض العام 1967 وعاصمتها اسرائيل.
وفي ختام هذه العجالة.. نتمنى أن لا يخرج علينا ناطقون من طويلي الالسنة، والمغرمون بالظهور على وسائل الاعلام ليعلنوا ترحيبهم بما صدر عن أوباما، واصفين جولته بالرائعة والمهمة، ونذكر هؤلاء بأن اوباما رحب بدولة فلسطينية ولكن بمقاييس أمنية اسرائيلية.