القدس/المنـــار/ كتب محرر الشؤون الاسرائيلية/ رغم الصعوبات والعوائق التي اعترضت طريق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مشوار تشكيل الائتلاف، الا أنه استطاع انهاء هذا المشوار قبل أن تدق ساعة الصفر، وعرض نتنياهو حكومته على الكنيست وحصل على ثقتها، وكان من الواضح أن صياغة الخطوط الرئيسية لللائتلاف استمرت حتى الساعة الاخيرة قبل دخوله الى قاعة الكنيست للمشاركة في المصادقة على حكومته والقاء خطاب اعلان الحكومة من على منصة الكنيست.
وشهدت جلسة المصادقة على الحكومة بعض "الوقفات" الاحتجاجية للضيوف الجدد على صفوف المعارضة "الاحزب المتزمتة" فعلى الرغم من محاولة نتنياهو ارسال بعض رسائل التطمين الى الاحزاب المتزمتة من خلال الكلمة التي القاها بأن الحكومة برئاسته ستخدم جميع القطاعات في المجتمع الاسرائيلي حتى تلك القطاعات التي لم يشارك ممثلوها في الحكومة، الا أن حجم الغضب في صفوف الاحزب اليهودية المتزمتة كان اكبر بكثير من أن تمحوه تطمينات نتنياهو ولغته الدبلوماسية. أعضاء حزب "يهدوت هتوراة" فضلوا مغادرة قاعة الكنيست عندما بدأ نتنياهو في اعلان أسماء وزراء حكومته، وهي مغادرة احتجاجية تعكس مدى الغضب الذي تشعر به هذه الشريحة من المجتمع الاسرائيلي التي تخشى المساس بمصالحها وتراجعا في الميزانيات المخصصة لها في ظل ابتعادها القسري عن صفوف الحكومة. هذه الشريحة التي اعلنت وبشكل تهديدي أنها ستكون "معارضة مقاتلة ومحاربة" ضد حكومة نتنياهو، تتمنى تعاونا كبيرا مع حزب العمل وزعيمته شيلي يحيموفيتش التي ستترأس المعارضة، كونها تقود الحزب الاكبر في المعارضة، وهذه الرغبة في التعاون كان يمكن لمسها من خلال قرار "الحردانين" من "يهدوت هتوراة" العودة من جديد الى قاعة الكنيست بعد انتهاء خطاب نتنياهو وبدء خطاب شيلي يحيموفيتش، التي لم تتردد في توجيه انتقادات لاذعة الى حكومة نتنياهو والى الطريقة التي تمت فيها ادارة المفاوضات الائتلافية واتهمت رئيس الوزراء واعضاء ائتلافه بان تعنتهم وتشددهم في المفاوضات لم تكن بدوافع سليمة تتعلق بالرغبة في انتزاع ما يضمن تنفيذ وتطبيق الوعود التي قطعوها لمناصريهم خلال الحملة الانتخابية وانما بهدف التنافس على الحقائب الوزارية والمناصب.
لكن، هذا الغضب في المعارضة ووحدة الهدف بين اعضائها لا يعني أن حكومة نتنياهو ستسقط غدا، واحزاب المعارضة تدرك ذلك جيدا، خاصة وأن المشاركين في الائتلاف سيعملون على اطالة عمر الحكومة لاطول فترة ممكنة، وسيكون هناك مهمة صعبة امام المعارضة التي ستحاول استغلال اية تصدعات في جسم الائتلاف برئاسة نتنياهو من أجل التسلل عبره ومحاولة ضرب أعمدة الائتلاف وصولا الى اسقاطه. وفي ما يعلق البعض في المعارضة الكثير من الامال على تصدعات تتسبب بها قضايا داخلية ومصالح ضيقة، يرى البعض الاخر أن تصدعات الحكومة ستسببها بالاساس رغبة العالم في رؤية مفاوضات اسرائيلية ـ فلسطينية، هذه المفاوضات التي قد تفرض على نتنياهو واقعا صعبا ومناورة معقدة بين جذب نحو اليسار تقوده ليفني وجذب نحو اليمين يقوده موشيه يعالون وأعضاء في البيت اليهودي، وحول موقف لبيد من هذه المسألة، يرى البعض أن لبيد لديه مواقف مشابهة الى حد كبير من مواقف نتنياهو، حول اسلوب ومبادىء ادارة المفاوضات مع الفلسطينيين والعديد من الخطوط الحمراء التي يتبناها نتنياهو لا يرفضها لبيد بل يدعمها علنا في بعض الاحيان. لذلك يتمنى المتربصون بائتلاف نتنياهو في صفوف المعارضة أن يواجه نتنياهو صعوبات كبرى في الحفاظ على "دفة" قيادة الحكم مستقرة ومتوازنة، وان يسقط في فخ التجاذبات بين الاعتدال والتشدد في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين والاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية.