دوائر سياسية في اسرائيل ترى أنه كلما زادت تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل سيء على الوضع الاقتصادي في اسرائيل، وزادت الاحتجاجات الشعبية على الاوضاع الاقتصادية المتردية، فان نتنياهو يتجه نحو دائرة الخطر، وفي حال نجح رئيس الوزراء الاسرائيلي في تمرير ميزانية الدولة فان الانتخابات ستجري في موعدها، وهذا أمر نادر الحصول في اسرائيل، ولكن، اذا ما تبين لنتنياهو أن هناك صعوبة فعلية في تمرير الميزانية فان الانتخابات ستجري على أبعد تقدير خلال فترة لا تتجاوز الستة الاشهر من الان.
وينشغل نتنياهو في هذه الايام في وضع التصورات والاحتمالات سلبا وايجابا لكل سيناريو من السيناريوهات، وهو يدرك أن لا أحد يعلم كيف ستنتهي اليه المعركة الانتخابية، فقد تكون نتائجها مرضية، وقد تكون عكسية، اي على عكس التقديرات والتوقعات، خاصة وأن الواقع في اسرائيل وتحديدا من الناحيتين الاقتصادية والامنية هو غير مستقر في ظل الوضع القائم.
فالانتخابات وفق ما هو مقرر لها يجب ان تجري في نهاية العام المقبل.. وهذه فترة زمنية مناسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي، حيث أن كل شيء اضافي في عمر ولاية نتنياهو هو في الحقيقة ربح حقيقي لنتنياهو الذي يتمتع برغبة عالية في البقاء على رأس الحكم وفي دائرة صنع القرار، الا أن هناك من يرى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي قد يلجأ الى تبكير الانتخابات، حيث الوضع الحالي من الناحية الامنية وضعف الاستقرار في الشرق الاوسط يمنح نتنياهو أسهما اضافية قد يستغلها في المعركة الانتخابية، وحسب التقديرات التي يتلقاها من دوائر الاستخبارات المختلفة، يدرك بأن المستقبل في المنطقة على المدى القريب لن يكون مريحا بالنسبة لاسرائيل، وبالذات من الناحية الامنية، كما أن الاوضاع الاقتصادية سوف تسوء أكثر في المرحلة المقبلة.
ويخشى نتنياهو تغييرات على الصعيدين الخارجي وبشكل خاص الانتخابات الامريكية، ويأمل في أن يحصل على ثقة شعبه في الانتخابات النيابية، قبل المواجهة مع الادارة الامريكية القادمة مهما كان شكلها، فاذا نجح مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات فان رئيس الوزراء الاسرائيلي سوف يشعر براحة كبيرة، وسيعمل معه، بعد أن يكون قد حظي بثقة جديدة من الشعب، وفي حال عاد اوباما الى دفة الحكم مرة اخرى في البيت الابيض، فان نجاح نتنياهو في الانتخابات ستمنحه قوة أكبر في تعامله مع اوباما، في ولايته الثانية.
ان تمرير الميزانية من جانب نتنياهو وبأي ثمن، حتى لو اضطر الى تقديم تنازلات الى حلفائه في الائتلاف سيشكل لو اضطر الى تقديم تنازلات الى حلفائه في الائتلاف سيشكل صدمة لبعض ناخبيه الذين سيعتبرون هذه الخطوة خضوعا لاملاءات هذا الجناح او ذاك داخل الائتلاف.
غير أن نتنياهو لا يستبعد ايضا ولا يستغرب ان تكون هناك مفاجآت أمنية في المنطقة قد تؤدي الى انخفاض شعبية نتنياهو، ولذلك، تبقى الانتخابات دائما خطرة وغير مضمونة النتائج، في ظل ما يحدث في الدول المجاورة، كذلك، الازمة مع ايران، واستعدادات حزب الله، لكن، المؤكد أن نتنياهو لم يتخذ حتى الان قرارا، وما زال يدرس جميع السيناريوهات، لكن، الوقت ليس لصالحه، وعليه أن يتخذ القرار سريعا.
جهات وأوساط في حركة شاس توقعت بتبكير الانتخابات، وأن تجري في فصل الشتاء ، كما أن أطياف ائتلافية اخرى تشارك حركة شاس تقديراتها وتوقعاتها، بأن الانتخابات ستجري في بداية 2013، وهذه ايضا ـ كما تقول بعض المصادر ـ رغبة نتنياهو في استباق اية تقليصات في الميزانيات بانتخابات تعيده الى رئاسة الوزراء قبل أن يقوم بتطبيق خطته الاقتصادية التي يؤمن بها.