2025-03-16 07:41 ص

فلسطينيو سوريا.. العودة للمخيمات تصطدم بواقع مؤلم

2025-03-13

يتوق الفلسطينيون في مخيمات سوريا للعودة إلى منازلهم وممتلكاتهم، لكن رغبتهم هذه تصطدم بعقبات معقدة. 

فإلى جانب التحديات القانونية والمالية، يواجهون دمارا واسعا طال مساكنهم، وانهيار الخدمات الأساسية، وندرة فرص العمل، ما يجعل العودة حاليا شبه مستحيلة.

 شهادات من الواقع 
أحمد، أحد أبناء مخيم اليرموك (جنوبي دمشق) والذي تهجر إلى مدينة صيدا اللبنانية، يقول إنه من المبكر حاليا التفكير بالعودة إلى سوريا بسبب ضبابية الأوضاع هناك والفلتان الأمني.

وتابع في حديثه إلى موقع "الحرة": "إذا فكرت بالعودة، فإلى أين سأعود؟ منزلي مدمر بالكامل، ولم يعد في سوريا أيٌّ من أفراد عائلتي".

وتساءل:  "إلى أين أعود؟ ومن أجل من؟".

أما رشيد، من مخيم حندرات (شمال حلب)، الذي اضطر للفرار إلى مصر بسبب الأحداث في سوريا، فقد حسم أمره قائلا: "لن أعود أبدا. ففي مصر تمكنت من بناء حياتي، وأعمل حاليا في التجارة، وأموري جيدة". 

وأضاف: "هل أعود كي أبدأ من الصفر وأبحث عن عمل من جديد؟ هذا لن يحدث".

بدوره، عبَّر محمد، وهو ناشط فلسطيني من مخيم درعا، ويقيم حاليا في الأردن، عن أمله في العودة إلى سوريا.

لكن محمد لا يملك تكاليف السفر، ما يجعل حتى مجرد التفكير في العودة أمرا صعبا عليه في الوقت الراهن.

أما ماجد، اللاجئ المتزوج والأب لثلاثة أطفال، فقد قال لموقع "الحرة": "لا أريد أن أخاطر بأطفالي. العودة تعني أن أضعهم في خطر. نحن بحاجة إلى مستقبل أفضل لهم".

وفي المنحى ذاته، يعتبر سامر، من أبناء مخيم حندرات المهجر إلى تركيا، أن قرار العودة إلى سوريا ليس سهلًا بالنسبة له ولعائلته.

وقال إن 80 بالمئة من المخيم مدمر بالكامل، بما في ذلك منزله، كما أنه لا يمتلك القدرة المالية لإعادة بنائه. وأعرب عن مخاوفه من عدم تمكنه من العثور على فرص عمل مناسبة هناك.

ويقول هادي، وهو لاجئ من مخيم سبينة (جنوب دمشق) ويقيم في أربيل بكردستان العراق إن "البقاء في أربيل قد يكون الخيار الأكثر واقعية في الوقت الراهن، ريثما تتضح الأمور في سوريا". 

ويضيف قوله:  "هنا أستطيع أن أعمل وأؤمّن مستقبلا لأولادي، أما في سوريا، فلا أعرف ما الذي ينتظرنا".

أرقام وإحصائيات 
ووفقا لتقديرات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فقد بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا قبل اندلاع الأزمة عام 2011 نحو 528 ألف لاجئ.

ولكن العدد الفعلي للفلسطينيين المقيمين في سوريا تقلص بعد الأزمة إلى 431 ألف لاجئ، حيث نزح 60 بالمئة منهم خارج مخيماتهم وتجمعاتهم.

ومن بين هؤلاء، 1700 عائلة فلسطينية هجرت قسرا من مخيمي اليرموك وخان الشيح وجنوب دمشق إلى الشمال السوري.

أما بالنسبة لمن اضطروا للهجرة خارج سوريا، فقد تجاوز عددهم 200 ألف لاجئ فلسطيني، توزعوا على النحو التالي: 
- 125 ألف لاجئ في أوروبا 
- 23 ألف لاجئ في لبنان 
- 21 ألف لاجئ في الأردن 
- 3500 لاجئ في مصر 
- 14 ألف لاجئ في تركيا 
- 350 لاجئًا في غزة

العودة ليست خيارًا سهلًا 
في هذا السياق، يقول فايز أبو عيد، مدير "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، في حديثه إلى موقع "الحرة"، إن آلاف اللاجئين الفلسطينيين السوريين في دول الشتات الجديد يعيشون حالة من الحيرة والتردد بين العودة إلى سوريا أو البقاء في بلدان اللجوء الجديدة. 

وأوضح أن البعض تغلب عليه مشاعر الحنين إلى سوريا ومخيماتهم التي نشأوا وترعرعوا فيها، بينما يرى آخرون أن واقع اللجوء، رغم صعوباته، قد يكون أكثر أمانًا من العودة إلى أوضاع غير مستقرة في سوريا.

وأضاف أبو عيد أن اللاجئ الفلسطيني السوري يقف عند مفترق طرق، حيث تتجاذبه مشاعر متضاربة؛ فمن ناحية، هناك الحنين إلى مرتع الصبا والشوق إلى الأماكن التي عاش فيها، والذكريات التي تربطه بمخيمات اللجوء في سوريا.

ومن ناحية أخرى، هناك واقع اللجوء، الذي قد يوفر فرصًا أفضل للعيش والعمل والتعليم، فضلًا عن توفر الخدمات الأساسية والأمن.

وأشار إلى أنه حتى لو قرر اللاجئون العودة، فإن الظروف في المخيمات تجعل هذا القرار شبه مستحيل، فالبنية التحتية مدمرة، والخدمات الأساسية معدومة، والاقتصاد منهار، مما يشكل تحديات كبرى أمام أي تفكير جدي بالعودة.

الحرة / خاص
 

آراء ومقالات