2025-01-21 04:00 م

ملف المُصالحة الفلسطينية… هل يقفز سيناريو قطري ويتجاوز “المصري والجزائري”؟

2025-01-21

المناخ العام الذي ساد قبل 4 أيام في لقاء جماعي نادر لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية بدأ يحاول تسليط الأضواء مجددا على ملف المصالحة الفلسطينية  في المرحلة التي تعقب اتفاق وقف إطلاق النار بمرحلته الأولى بغزة.
لكن من زاوية مختلفة هذه المرة وبعيدا عن كلاسيكيات خطاب واجتماعات المصالحة الفتحاوية الحمساوية التي سبق أن استضافتها دول مثل مصر والجزائر.
 الجديد الذي تلمّسه دبلوماسيون غربيون مؤخرا أن الوسيط القطري تحديدا الذي عُرف بنشاطه وفعاليته وإصراره يبدو أنه في طريقه لإعادة صياغة تصوّر جديد يدعم تطلعات المصالحة الفلسطينية في مهمة يعلم الجميع أنها صعبة ومعقدة لكنّها واجبة الآن في ظل المشهد الداخلي الفلسطيني والإقليمي برأي القيادة القطرية.
 ما يعنيه ذلك بكل بساطة أن السيناريو القطري للمصالحة الفلسطينية بدأ يتململ ويتحرك ويزاحم بعدما أخفق في الماضي القريب السيناريو الجزائري  والسيناريو المصري فيما لم يُعرف بعد موقف لا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولا أقطاب حركة فتح.
العنصر الأكثر إثارة سياسيا هنا هو ذلك المتمثل بقناعة حركة حماس بأنها تستطيع التعاون مجددا مع الحاضنة القطرية لملف المصالحة بناء على قواعد اللعب الجديدة.
 وبعدما صمدت الحركة عسكريا في قطاع غزة وفي إطار اهتمام المؤسسة القطرية تحديدا ومعها التركية بالمناسبة بإعادة انتاج مشهد الادارة في قطاع غزة بصيغة لا تُخاصم السلطة ولا تُقصي  فصائل المقاومة بذات الوقت.
 والمعنى هُنا أن ما تفكر به المؤسسة القطرية مرحليا هو الاستكشاف وجس النبض وتحديد تقنيات وبروتوكولات تحضيرية لفهم متطلبات المرحلة الفلسطينية اللاحقة وفي الوقت الذي تستثمر فيه فصائل المقاومة الكبيرة صمودها في المواجهة مع إسرائيل في غزة يبدو واضحا أن ضعف مؤسسات السلطة الفلسطينية بعد الاحتكاك في جنين وبعض البؤر الساخنة في الضفة الغربية مع المقاومة من العناصر المؤثرة أيضا في إعادة ترتيب المشهد الداخلي الفلسطيني.
 ويُحاجج مسؤولون وسياسيون كبار بالمستوى الفلسطيني بأن المؤسسات الفلسطينية برمتها  وحتى تتجنّب الصدام مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وتستثمر في مقولة “فرض السلام بالقوة” عليها واجب تقديم صيغة مصالحة مرحلية لا تتصادم مع حركة فتح ولا تقصي في ذات الوقت حركة حماس، الأمر الذي يعتقد أنه ممكن الآن في ظل مستجدات الصمود في غزة وقائع الحال في الضفة الغربية.
يرغب السيناريو القطري بوضوح في لعب دور الحاضن الوسيط لصيغة ما من الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت لافتة ويافطة  الإجابة على سؤال المجتمع الدولي عن غزة في اليوم التالي والتأطير لسلسلة الوثائق في حوارات فلسطينية فصائلية عميقة تُريد الآن العودة إلى صيغة منظمة التحرير.
 حوار الفصائل الفلسطيني الذي احتضنته الدوحة قبل ايام قليلة لأغراض صفقة الأسرى هو خطوة أساسية في هذا الاتجاه قد يعقبها بعض الخطوات والتداعيات خصوصا بعدما تنوعّت هوية الأسرى الذين وضعت حركة حماس قوائمهم للإفراج عنهم بحيث شملت طيف واسع من أسرى الفصائل لا بل من الفتحاويين تحديدا مما يساعد في العودة للنطاق الحيوي للمبادرات المرتبطة بإعادة إحياء منظمة التحرير ضمن رؤية توافق عليها فصائل المقاومة إذا تم لاحقا استبعاد الخيارات العسكرية الصّدامية.
المصدر: رأي اليوم