تحتل هضبة الجولان موقعا متميزا بين سوريا وإسرائيل، وتاريخيا، كانت واحدة من ساحات الصراع العربي الإسرائيلي، منذ احتلال إسرائيل لمعظمها في يونيو 1967، وحتى انتهاء حكم عائلة الأسد لسوريا وسيطرة الإسلاميين على السلطة في الثامن من ديسمبر.
عاد اسم الهضبة للظهور مجددا في وسائل الإعلام مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، موافقة حكومته على خطة لتوسيع المستوطنات في الهضبة، معتبرا أن تقوية الجولان بمثابة "تقوية لإسرائيل خصوصا في هذا التوقيت".
وأصدر نتانياهو، الذي قال إن الجولان ستظل إسرائيلية "إلى الأبد"، أوامر للقوات بالعبور إلى منطقة عازلة تنتشر فيها الأمم المتحدة وتفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية، منذ عام 1974، وفق اتفاقية "فض الاشتباك".
وسيطرت القوات الإسرائيلية على مناطق خارج المنطقة العازلة، بينها جبل الشيخ (جبل حرمون) الاستراتيجي، الذي يقع بين سوريا ولبنان ويمر عبر الجولان، وطالبت سكان بعض البلدات بإخلائها.
وتطل الجولان جغرافيا على نهر الأردن وبحيرة طبريا من الغرب، وجبل الشيخ من الشمال، ووادي الرقاد من الشرق، ونهر اليرموك من الجنوب، وتمتد لمسافة 71 كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 43 كم من الشرق إلى الغرب، بإجمالي حوالي 1200 كم مربع.
وتنبع الأهمية الاستراتيجية لإسرائيل، وفق موقع حكومتها، من موقعها المطل على منطقة الجليل، ومن حقيقة أنها تزود بحيرة طبريا، وهي المصدر الرئيسي للمياه لإسرائيل، بثلث مياهها.
واستولت إسرائيل على معظم الهضبة من سوريا في حرب الأيام الستة عام 1967، وبعدها، باتت إسرائيل صاحبة السيادة على كل الجولان تقريبا باستثناء شريط ضيق في الشرق يتبع خط الهدنة الإسرائيلي السوري المبرم في 10 يونيو 1967، الذي تم تعديله لاحقا بموجب اتفاقية فصل القوات المبرمة في 31 مايو 1974.
وتوضح الموسوعة البريطانية أنه بعد توقف القتال في 10 يونيو 1967، وُضعت مرتفعات الجولان تحت الإدارة العسكرية الإسرائيلية، وبقيت خمس قرى تسكنها غالبية من الدروز، عُرضت عليها الجنسية الإسرائيلية، لكن معظم سكانها رفضوا واحتفظوا بالجنسية السورية. ويعتبر معظمم دروز الجولان أنفسهم سوريين لكن لديهم بطاقات إقامة إسرائيلية.
سيطرت إسرائيل على نحو ثلثي الجولان خلال حرب عام 1967، وأنشأت بعد حوالي شهر واحد أول مستوطنة هناك، وهي ميروم الجولان. وبحلول عام 1970 تم إنشاء 12 مستوطنة أخرى. وبحلول أواخر السبعينيات، كانت هناك 30 مستوطنة ، من أهمها قصرين، التي تعتبر ثاني أكبر تجمع سكني في الهضبة بعد بلدة مجدل شمس الدرزية.
وفي عام 1981 أعلنت إسرائيل ضم المنطقة من جانب واحد.
وفي عام 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن هذا الضم لم تعترف به معظم الدول.
وفي السابع من ديسمبر 2024، مع تطورات الحرب الأهلية السورية، دخلت القوات لإسرائيلية المنطقة العازلة منزوعة السلاح، تحت ذريعة منع تسلل المسلحين إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
وحاليا، يقطن الجولان نحو 23 ألف عربي درزي، يعود وجودهم إلى ما قبل 1967، يحتفظ معظمهم بالجنسية السورية، إضافة إلى نحو 30 ألف مستوطن يهودي يعيشون في نحو 30 مستوطنة.
ووفقا لدراسة أجراها مركز بيو للأبحاث في إسرائيل، فإن الدروز يشكلون حوالي 2 في المئة من سكان إسرائيل ويعيش معظمهم في المناطق الشمالية من الجليل ومرتفعات الجولان.
وتعتبر مجدل شمس، التي تقع في سفوح جبل الشيخ، واحدة من بين 4 بلدات درزية في هضبة الجولان حاليا.
ويبلغ عدد سكان مجدل شمس نحو 12 ألف نسمة، غالبيتهم من الموحدين الدروز، ويضاف إلى هذا الرقم نحو 8 آلاف شخص آخر يقيمون في بقية البلدات الواقعة في الجولان، وفقا لإحصائيات رسمية إسرائيلية، وهي عين قينيا، ومسعدة، وبقعاثا.
وعلى غرار مستوطنات الضفة الغربية، لطالما انتقدت الأمم المتحدة الاستيطان في الهضبة.
والعام الماضي، دق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن خطة إسرائيل لمضاعفة عدد المستوطنين هناك، بحلول عام 2027.
والأحد، وافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على خطة نتانياهو لتوسيع المستوطنات هناك في "ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا"، و"لتشجيع النمو الديمغرافي في مستوطنات الجولان وكتسرين، بتكلفة إجمالية تزيد عن 40 مليون شيكل".
وأضافت أن الهدف الرئيسي هو مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين في المنطقة.
الحرة - واشنطن