2024-12-29 09:30 م

مذكّرات دبلوماسية إسرائيلية تُمهّد لـ”إعادة احتلال الضفة”

2024-12-25

أبلغت حكومة اليمين الإسرائيلي عدّة أطراف من الدول الصديقة والشريكة لها بأنها قد تضطر للتصرف ضمن الاعتبارات الأمنية الحرجة في الضفة الغربية إذا ما انتهت المهلة التي مُنحت لأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية بخصوص حسم المواجهة مع المقاومين في مخيم مدينة جنين  وفي مناطق تماس أخرى موازية.
 وبدأت السلطات الإسرائيلية تُكثر من توجيه البرقيات الدبلوماسية لدول أوروبية محددة بعنوان مخاوفها من انهيار الوضع الأمني والقانوني في أراضي الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت برقيات أرسلت لوزارة الخارجية أمس الأول في كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة شاملة للتدخل بهدف الحفاظ على الأمن العام وحماية المستوطنات الإسرائيلية من الإرهاب الذي يتنامى وسط مجموعات فلسطينية.
 وأبلغت الدوائر الأوروبية أن خطة الدفاع الاسرائيلية تتضمّن عدم السماح بحصول فراغ  أمني يستغله المسلحون الإرهابيون الفلسطينيون وأن وحدات من الجيش الإسرائيلي جاهزة على بوابات المدن الفلسطينية لفرض السيطرة الأمنية في اللحظة التي يتم فيها الإعلان عن فشل السلطة الفلسطينية وأجهزتها في استعادة ما يسميه الإسرائيليون بسلطة القانون.
ويتم إبلاغ مسؤولين أوروبيين أن أجهزة السلطة الأمنية في طريقها للإخفاق وبنسبة 80% وأن حكومة إسرائيل لا تستطيع الرهان على قيام أجهزة السلطة بواجبها المنصوص عليه بموجب اتفاقية أوسلو ومُلحقاتها.

بالتالي تقضي الاستعدادات أن يتدخل الجيش الاسرائيلي عندما يتم التوثق ميدانيا  من أن التدخلات السلطة ومؤسساتها لا تقوم ولا تنفذ الهدف المطلوب ويُبلّغ الاسرائيليون أيضا أن الوقت يمضي والأمن الداخلي الإسرائيلي لا يستطيع المجازفة بالصمت والترقب  والحكومة الاسرائيلية  وضعت خطة طوارئ ولا تملك في ظل التحديات الامنية الاقليمية ترف المزيد من الانتظار.
والمذكرات الدبلوماسية الرسمية التي أرسلت عبر سفارات الكيان في عدة دول أوروبية  تتحدث عن انهيار متوقع للسلطة الفلسطينية واخفاق في القيام بواجباتها وتبلغ ضمنا أن الجانب الإسرائيلي سيعود للسيطرة الأمنية الشاملة على جميع انحاء المناطق في الضفة الغربية عندما يستقر فشل السلطة واخفاقها.
 واعتبر دبلوماسيون غربيون أن الرسائل التي وصلت من الجانب الاسرائيلي تمهيد مباشر  لإعادة احتلال الضفة الغربية.
 وهو جزء من خطة موضوعة أساسا حتى يصبح التفاوض بمعايير مختلفة على تحقيق حالة من تخفيض التصعيد في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعنوان التهدئة الطويلة.
 وتتفاعل وتتدحرج الأحداث بشكل متوتر ومأزوم في محيط العديد من مخيمات اللجوء الفلسطيني في الضفة الغربية ويضغط الجانب الإسرائيلي بشدة على السلطة الفلسطينية وأجهزتها وبصيغة تدعو إلى الاعتقاد بضرورة الخوف والقلق من فتنة داخلية.

المصدر: رأي اليوم