2024-12-12 06:56 م

"ممر آمن باشراف الاستخبارات الروسية"-تفاصيل رحلة خروج الاسد من دمشق إلى موسكو

2024-12-12

فور الإعلان عن انهيار نظام بشار الأسد وصدور خبر هروبه من العاصمة دمشق، بدأت التكهنات حول وجهته المستقبلية. وبعد ساعات قليلة، تبين أن الرئيس السابق يتواجد في موسكو، مما أثار العديد من السيناريوهات حول عملية "إجلائه". وكشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية في تقرير نشرته يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024 عن تفاصيل الترتيبات التي سبقت مغادرته البلاد، وذلك بالتزامن مع وصول عناصر المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة. 

وفي تقريرها نقلا عن مصادر روسية في الكرملين، أشارت وكالة بلومبرغ إلى أن الكرملين تمكن من إقناع الرئيس السوري بشار الأسد باللجوء إلى روسيا مع عائلته بعد أن أدركت أن نظامه مهدد بالسقوط أمام تقدم المعارضة السريع، وأنه من المرجح "أن يخسر أمام الهجوم الخاطف" الذي شنته الفصائل المعارضة.

وعلى إثر هذه المخاوف الروسية -التي تبين لاحقا أنها كانت في محلها- عرض الكرملين على الأسد وعائلته ما سمي بـ"الممر الآمن" إذا غادروا البلاد على الفور، وهو ما حدث بالفعل.

ووفقا لنفس التقرير، تم نقل بشار الأسد بسرعة عبر قاعدة حميميم الجوية الروسية الواقعة جنوب شرق مدينة اللاذقية، على متن طائرة مملوكة لموسكو، تحت إشراف عناصر من الاستخبارات الروسية. كما أشارت المصادر إلى أنه تم تعطيل جهاز الإرسال الخاص بالطائرة لتجنب تعقبها.

كما أشار التقرير إلى أن الأسد غادر دمشق دون أن يعلم أحد من مستشاريه "خوفا من الخيانة"، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية. وقد أظهرت معلومات سابقة أن الاتصال مع بشار الأسد انقطع اعتبارًا من الساعة العاشرة مساء، وأن وزراء حكومته لم يتمكنوا من الوصول إليه منذ اللحظة التي تم فيها الإعلان عن تقدم المعارضة نحو دمشق.

وتأتي هذه التفاصيل الجديدة التي تم الكشف عنها، بعد تأكيد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن الدكتاتور السوري تم إخراجه من البلاد "بأكثر الطرق أمانا". وقال ريابكوف خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأمريكية "لقد تم تأمينه، وهذا يظهر أن روسيا تتصرف بما يتناسب مع الوضع الاستثنائي".

بوتين لا ينوي الاجتماع مع الأسد
وفي نفس السياق، نقلت التقارير الإعلامية الغربية عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن فلاديمير بوتين "لا ينوي مقابلة الأسد في موسكو". وقال بيسكوف: "لا يوجد مثل هذا الاجتماع في الجدول الرسمي للرئيس، وليس لدينا ما نقوله عن مكان وجود الأسد".

وبحسب وكالة "بلومبرغ"، فقد وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات لأجهزته الأمنية بسبب فشلها في رصد التهديد المتزايد لنظام الأسد إلا عندما أصبح الوضع بالغ التأزم.

ويذكر أنه منذ تدخلها في سوريا عام 2015، قدمت موسكو دعما عسكريا كبيرا لنظام الأسد  في مواجهة أطياف المعارضة المتعددة.
المصدر: بلومبرغ