2024-11-25 05:43 م

هل اقترب موعد فرض الحكم العسكري الاسرائيلي-خطة نتنياهو السرية كُشفت وهذه تفاصيلها.. ماذا يُحاك لغزة؟

2024-11-23

يبدو أن الخطة التي وضعها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لقطاع غزة، بدأت تتكشف تفاصيلها الحقيقية وبنودها السرية، بعد مرور 413 يومًا على حرب دامية أحرقت الأخضر واليابس، وقتلت وشردت مئات الآلاف من الفلسطينيين.
نتنياهو الذي ماطل طوال أيام الحرب في التوصل لتسوية حقيقة، وعطل اتفاق وقف إطلاق النار واستعادة الأسرى، يعكف اليوم على وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الحقيقة التي أخفاها عن الجميع والمتعلقة بقطاع غزة، والسيطرة عليه بشكل كامل أمنيًا وعسكريًا وحتى إداريًا.
نتنياهو أعلن بشكل صريح خلال زيارته قبل أيام لغزة من محور “نتساريم”، أن القطاع سيكون تحت الحكم الإسرائيلي، لن يكون لحركة “حماس” أي إدارة أو دور في غزة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يوضح فعليًا أن ما قبل الحرب لن يكون كما بعدها، خاصة بعد حصول “تل أبيب” على الضوء الأخضر الأمريكي لتنفيذ أخطر المخططات في غزة، واستمرار الدول العربية والأوربية في إصدار تصريحات “الإدانة النارية” التي لا يتلفت لها نتنياهو.
“تشريد، تجويع، قتل بدم بارد، وتقسيم، وتجهيز للسيطرة العسكرية لسنوات طويلة”، قد تكون هذه هي ملامح خطة نتنياهو لغزة، فالأيام المقبلة ستحمل معها الكثير من المفاجآت التي ستحدد مصير سكان غزة المحاصرين، ويعانون من ويلات الحرب بكل فصولها القاسية.
وتُخطط الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المحاور التي يسيطر عليها الجيش، من أجل التمهيد لإقامة حكم عسكري في قطاع غزة لفترة غير محددة من الزمن، وقال الصحفي في “يديعوت أحرونوت”، إليشع بن كيمون، إن جيش الاحتلال يقوم بتوسيع سيطرته على القطاع، وتوسيع المحاور التي يسيطر عليها، وإنشاء ما يشبه “المواقع العسكرية”، كل هذا في طريق الاستيلاء على مساحة واسعة وتطبيق الحكم العسكري عملياً في غزة.
وأوضح بن كيمون، أنه في الأيام الأخيرة جرت مناقشات حيّة حول هذه القضية بين مختلف الأطراف، بما في ذلك وزير الحرب الجديد “يسرائيل كاتس”، وكبار أعضاء “المؤسسة الأمنية” ووزراء كبار آخرين، من أجل تعزيز هذه السياسة.
وأضاف الصحفي الإسرائيلي، أنه بعد إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، وفي ظل الإدارة الأميركية الجديدة، تعمل إسرائيل على تثبيت الوقائع على الأرض والسيطرة الفعلية على القطاع، لكن من دون قرار سياسي قد يترتب عليه عواقب قانونية كثيرة وثقلها في الوقت نفسه، وهذا يتوافق مع خطط المستوطنين للاستيطان في شمال القطاع.
وتابع: “بحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، فإن بعض المسؤولين في القيادة الجنوبية يدفعون نحو تطبيق الحكم العسكري في غزة، ويقيمون حواراً مع المستوى السياسي حول هذا الموضوع”.
وفي وقت سابق، ألمح وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إلى أن حكومته تخطط لإقامة حكم عسكري في قطاع غزة لفترة غير محددة من الزمن.
ويرى ألون بن دافيد، الخبير العسكريّ في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ أن قادة الجيش يدفعون بكلّ قوتهم من أجل إنهاء الحرب على غزّة، بيد أنّ المستوى السياسيّ، وتحديدًا نتنياهو، يرفضون ذلك، ويسعون لفرض الحقائق على أرض الواقع، والذي يتمثّل في احتلالٍ دائمٍ لشمال قطاع غزّة وإقامة المستوطنات الاستعماريّة فيه، على حدّ تعبيره.
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية كشفت عن خطة إسرائيليّة تهدف إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتقسيمه إلى أربعة محاور منفصلة، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الفلسطينية والعربية، وأفادت بأنّ هذه الخطة ستبدأ بتقسيم القطاع إلى مناطق جغرافية منفصلة، تشمل محاور عسكرية تسهل السيطرة على القطاع.
وبدأت الخطة فعلاً في المنطقة الشمالية لغزة، حيث تعرضت العديد من المباني للهدم، ولم يتبقَّ هناك سوى نحو 20 ألف شخص من أصل مليون كانوا يعيشون في تلك المنطقة، والمحور الثاني، هو “نتساريم”، الذي سيتم تحويله من شارع ضيق إلى ممر رئيسي بعرض 5-6 كيلومترات وطول 7 كيلومترات، يمتد عبر القطاع من الشرق إلى الغرب.
كما أشارت الصحيفة إلى محور صلاح الدين (أو محور فيلادلفيا)، حيث يُتوقع أنْ تشهد هذه المنطقة عمليات هدم واسعة للأحياء السكنية. وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة إسرائيلية لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود الشرقية لغزة بعرض كيلومتر واحد داخل أراضي القطاع، مع تنفيذها بشكلٍ تدريجيٍّ حتى نهاية عام 2025.
إلى ذلك، قال محرر الشؤون الفلسطينية في هيئة البث الإسرائيلية، إليئور ليفي، إنّ جيش الاحتلال، دخل في ما أسماه بنوبة غضب مؤخرًا، تعتمد على “هندسة العقل” لجمهور الاحتلال، عبر تسويق أنّ حركة حماس سوف تركع على ركبتيها.
وأوضح ليفي، في منشورات عبر حسابه على موقع إكس، أنّ الجيش يسوق للجمهور شعورًا وهميًا، أنّ سكان غزة، سيقومون بانقلاب في أيّ لحظة على الحركة، لكن الواقع مختلف تمامًا.
ولفت ليفي إلى أنّ الناطق باسم الجيش، الجنرال دانيئيل هاغاري، يطلع الصحفيين على حقيقة أنّ من أسماهم بالإرهابيين الذين تمّ أسرهم في جباليا، يدلون خلال التحقيقات بأنّ قتل رئيس حركة حماس يحيى السنوار، أضعفهم، وتابع: “يبدو عظيمًا ذلك أليس كذلك؟”.
ومضلا الخبير الإسرائيليّ قائلاً: “لكن الحقيقة المريرة، هي أنّه منذ بدء المناورة في جباليا، قتل ما يقرب من 30 مقاتلاً بمن فيهم قائد اللواء 401 إحسان الدقسة”.
وتساءل الصحفي الإسرائيلي: “كم عدد الكتائب التي قضي عليها خلال هذه الفترة، كم عدد المختطفين الذين أطلق سراحهم الآسرون مقابل العفو أو المال في المقابل؟.. الجواب صفر”.
علاوة على ما ذُكر آنفًا، قال ليفي إنّ نشر هذه البيانات غير المبهجة يسبب انتشار صورة ضبابية، والشيء المهم هو أنْ يؤكدوا أنّ حماس موجودة.
ولفت إلى أنّه قام بتصوير أشياء هذا الأسبوع: “لا تتناسب مع السرد الذي يحاولون بيعه، وطلبت التقاط بعض الصور من داخل القطاع، لكن المتحدث أراد معرفة مضمون المادة قبل الموافقة على إدخالي هناك”، على حدّ تعبيره
وأوضح أنّه بعد إفصاحه عن مادته، فقد بدأ الجيش بالتلعثم عبر حجج عديدة، لا يوجد تصريح بالتصوير في غزة، وأعذار أخرى طنانة حول السبب، وأنّه غير ممكن.
وأشار إلى أنّ المتحدث باسم جيش الاحتلال، “يمسك ببوابة الدخول إلى غزة، وعندما تداعبه يسمح لك بالتصوير هناك، وعندما تتحدى السرد بطريقة واقعية ومحترمة، يصبح فجأة أقل تعاونًا”.
وقال الخبير في الختام وهو مستشرق، إنّ ما أراد تصويره قام به، لكن “من حدود القطاع وليس داخله، كما أردت أنْ يكون، وسوف ترى المادة، وأعتقد أنّهم سيتواصلون معي بشكل أقل لاحقًا”، على حدّ قوله.
وتبقى هنا التساؤلات
هل انتهى عصر “حماس”؟ وهل قادر نتنياهو على تنفيذ خطته بحكم القطاع؟ وماذا عن الجارة مصر؟

المصدر: رأي اليوم