2024-11-22 11:41 م

القواعد الأمريكية في الخليج.. حجم الحضور العسكري وأهدافه

2024-10-15

تصاعد حدّة التوترات ووصولها لمستويات غير مسبوقة في الشرق الأوسط، والتأكيد الأمريكي المتكرر للدفاع غير المشروط عن "إسرائيل"، برز مؤخراً الحديث عن الدور الأمريكي المرتقب في أي صدام عسكري بين "إسرائيل" وإيران.

وعند الحديث عن الدور الأمريكي العسكري في الشرق الأوسط، تقفز إلى صدارة المشهد القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة، وتحديداً في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تحتفظ واشنطن بقواعد تحوي آلاف الجنود وترسانة عسكرية ضخمة.

 

ويشكل الحضور العسكري الأمريكي في منطقة الخليج تأكيداً للشراكة الوثيقة بين واشنطن والعواصم الخليجية، إلا أنه يشكل تحدياً كبيراً في ظل النزاعات الجيوسياسية الراهنة، خصوصاً بعد التحذير الإيراني من استخدام تلك القواعد في استهدافها.

 

حدود الاستخدام

بالنظر إلى ظروف إنشاء تلك القواعد الأمريكية في منطقة الخليج، يتضح أنها تعكس رغبة بلدان المنطقة والولايات المتحدة في تعزيز الأمن الإقليمي، وحماية مصالح واشنطن، وأيضاً المساهمة في درء المخاطر التي تتهدد تلك الدول.

 

وبموجب الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، فإن القوات الأمريكية تحصل على تسهيلات واسعة تتضمن القيام بمناورات عسكرية مشتركة، وكذا حق استخدام المجال الجوي والموانئ والمطارات والمعسكرات، بحسب موقع "الجزيرة نت" (2 فبراير 2024).

 

كما تحصل القوات الأمريكية على خدمات الوقود وتخزين الأسلحة في تلك القواعد، ما يمنحها مرونة وحرية بالغة في الحركة براً وبحراً وجواً، وفعلاً شاركت انطلاقاً من قواعدها بدول الخليج بفعالية في عدة حروب خاضتها بالمنطقة، وعلى رأسها الحرب على تنظيم القاعدة، وأيضاً تنظيم "الدولة الإسلامية"، وحرب أفغانستان، وغيرها.

ومن غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد استخدمت قواعدها بدول مجلس التعاون الخليجي في تقديم أي شكل من أشكال الدعم للجيش الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، إلا أن عدداً من دول الخليج قيَّدت استخدام تلك القواعد، خصوصاً مع تصاعد حدة التهديدات بين "إسرائيل" وإيران.

 

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" هذا الشهر، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن دولاً خليجية أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية رفضها شن قوات الولايات المتحدة عمليات هجومية من داخل أو فوق مجالها الجوي، لكنها لم تقيد حق تلك القوات في الدفاع عن نفسها.

 

حجم القوات الأمريكية

تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بأكثر من 30 ألف جندي بشكل دائم في قواعد عسكرية موجودة بدول مجلس التعاون الخليجي، غالبيتهم يتمركزون في قطر والكويت، والإمارات.

 

وتحتفظ الولايات المتحدة أيضاً بأصول عسكرية ضخمة، من بينها قاذفات استراتيجية، وأيضاً مخازن أسلحة قادرة على تغطية أي عمليات أمريكية في المنطقة، فضلاً عن أنظمة دفاع متقدمة، إلى جانب ما يملكه الجيش الأمريكي من أصول بحرية تجوب مياه الخليج العربي.

 

ولدى الجيش الأمريكي قرابة 12 قاعدة عسكرية، بعضها ضخم، والأخرى عبارة عن مراكز تحوي أنظمة مراقبة وتحكم وتجسس ورصد، لمراقبة التهديدات وتحليلها.

 

قطر

عند الحديث عن القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج، تحضر قطر على رأس القائمة، فهي الدولة التي أصبحت حليفاً رئيساً للولايات المتحدة من خارج الناتو، بموجب إعلان الرئيس جو بايدن مطلع عام 2022.

 

وبدأ الوجود الأمريكي في قطر بموجب اتفاق أمني بين البلدين عام 1992، وتستضيف الدوحة في قاعدة "العديد" قرابة 13 ألف جندي، وهي القاعدة التي تعتبر أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وأيضاً أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج.

 

وأصبحت قاعدة "العديد" تحت تصرف الجيش الأمريكي عام 2002 بموجب اتفاق رسمي بين الدوحة وواشنطن، ووفق تقديرات قناة "الجزيرة" القطرية، فإن القاعدة تحتوي على أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط.

 

كما تعتبر أكبر معقل للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وفيها أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج، وتتمركز فيها أكثر من 100 طائرة، واستخدمت ولا تزال لضرب أهداف تابعة لتنظيم الدولة في العراق وسوريا.

وتحوي قاعدة "العديد"، القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية، وجناح المشاة 379 للبعثات الجوية، والمجموعة 319 الاستكشافية.

 

ولدى الولايات المتحدة وجود في قاعدة "السيلية"، التي جرى افتتاحها عام 2000، وكانت مركزاً للقيادة الوسطى الأمريكية خلال الحرب على العراق عام 2003، وهي عبارة عن مستودع للمعدات العسكرية.

الكويت

تأتي الكويت في المرتبة الثانية من ناحية عدد ونوعية القوات الأمريكية الموجودة فيها، ويعود التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة إلى عام 1991، عقب التوقيع على الاتفاقية الدفاعية بين البلدين، والتي بموجبها امتلكت واشنطن حق نشر آلاف الجنود في الكويت.

ووفق تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية عام 2021، يتمركز في الكويت قرابة 13 ألف جندي امريكي، وقد استخدمت القواعد الأمريكية في الدولة الخليجية، خلال الحرب على العراق عام 2003، كما لعبت تلك القواعد دوراً في تسهيل مهمة انسحاب القوات الأمريكية من العراق، واستخدمت في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وتلك القواعد هي:

 

قاعدة "عريفجان"، التي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت، وفيها المقر الرئيس لقوات واشنطن في البلاد.

قاعدة "علي السالم" الجوية، وتضم فرقة من القوة الجوية الأمريكية 386.

قاعدة "معسكر الدوحة"، التي هي مقر القيادة المركزية للجيش الأمريكي، وقوة المهام المشتركة.

قاعدة "بيورينغ"، التي تضم رادارات متطورة تستخدم في حالات الرؤية المنخفضة عند هبوط الطائرات.

الإمارات

تمتلك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية مهمة في الإمارات تُعرف بقاعدة "الظفرة" الجوية، ولم تعترف واشنطن بوجود عسكري فيها إلا عام 2017، رغم أن قواتها موجودة هناك منذ تسعينيات القرن الماضي.

 

ولدى الولايات المتحدة ثلاث قواعد عسكرية أمريكية، تحوي قرابة 5 آلاف جندي أمريكي، وتلك القواعد هي:

 

قاعدة "الظفرة" الجوية، وهي المقر الرئيس للقوات الأمريكية في الإمارات، وتوجد بها وحدة الانتشار الجوي 380، وتقدم خدمات الدعم اللوجيستي وتزويد الطائرات بالوقود، وفق تقرير لموقع "الجزيرة نت" (نوفمبر 2024).

ميناء "جبل علي"، وفيه توجد قوات بحرية أمريكية، ويتضمن رصيفاً قادراً على خدمة حاملات الطائرات.

قاعدة "الفجيرة" البحرية، وتوفر صلة برية لوجستية لجبل علي في حال إغلاق مضيق هرمز.

السعودية

تحتفظ الولايات المتحدة بقرابة 2700 جندي في المملكة، بعد أن كان عددهم قبل عام 2003 قرابة 10 آلاف جندي، وتقوم تلك القوات بمهام تتعلق بالتدريب وتقديم المشورة، والمساهمة في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

 

ووفقاً للبيانات المتوافرة، فإن القوات الأمريكية الموجودة في السعودية لا تشارك في أي عمليات أو مهام قتالية، خصوصاً خلال الحرب التي قادتها الرياض ضد الحوثيين في اليمن ابتداءً من مارس 2015.

 

وحالياً يقتصر التنسيق بين الجانب السعودي والقوات الأمريكية في المنطقة، على توفير أنظمة دفاع جوي وصاروخي، واستخدام الطائرات العسكرية، فضلاً عن صلاحية استخدام مرافق تابعة للجيش السعودي، وتتمركز تلك القوات في قاعدتين هما:

 

قاعدة "الإسكان" الجوية، وفيها تتمركز المجموعة الجوية 320 ومجموعة الاستطلاع 64.

قاعدة "الأمير سلطان" الجوية، وهي القاعدة التي ظلت فيها القوات الأمريكية قرابة 13 عاماً، وانسحبت عام 2003، ثم عادت بشكل محدود إليها عام 2020.

البحرين

أصبحت البحرين مركزاً مهماً لقوات الولايات المتحدة، وفيها تقع قيادة أسطولها الخامس، وتشير المعلومات المتوافرة إلى أنه يوجد في المملكة قرابة 9 آلاف جندي أمريكي.

 

يعود تاريخ الوجود العسكري الأمريكي في البحرين إلى عام 1948، وتم إبرام اتفاقيات تعاون أمنية، خلال فترتي السبعينيات والتسعينيات، وحالياً تتمركز القوات الأمريكية في ثلاث قواعد رئيسة بالمملكة، هي:

 

قاعدة "الجفير" البحرية، وهي قاعدة بحرية شاطئية دائمة، وهي الوحيدة من هذا النوع في الشرق الأوسط، وفيها توجد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، ومقر الأسطول الخامس.

قاعدة "الشيخ عيسى" الجوية، ويوجد بها مخيم للدعم الجوي، واستخدمت بكثرة في الحرب على أفغانستان.

قاعدة "المحرق" الجوية، والتي تعتبر جزءاً من مطار البحرين الدولي، وتتمركز فيها قوة المهام المشتركة الـ53 الجوية.

سلطنة عُمان

لدى الولايات المتحدة اتفاقية مع سلطنة عُمان تعود للعام 1980، تمنح القوات الأمريكية صلاحية الوصول إلى المرافق العُمانية، وبموجبها يستطيع قرابة 600 جندي الوصول إلى 24 مرفقاً عسكرياً، بينها مطارات وموانئ وقواعد عسكرية هي:

قاعدة "مصيرة" الجوية، وفيها محطة مراقبة للمسطحات المائية في المنطقة، وتستخدم لتسيير طائرات التجسس.

قاعدة "المسننة" الجوية، وتحوي مخازن أمريكية ضخمة للذخيرة، وتستخدم لعمليات النقل الجوي، والإمداد اللوجستي.

قاعدة "ثمريت" الجوية، وتحوي مخازن للعتاد والسلاح الأمريكي، وفق المعلومات المتوافرة.

المصدر: الخليج اون لاين