2024-10-07 11:23 م

الدوحة- الجزائر- إلى موسكو وطهران.. زحام مُبادرات يُرعب السلطة الفلسطينية

2024-10-07

 تأخذ القيادة السياسية لحركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية بالإعتبار السيناريو الذي يفترض أن الحراك المُفاجئ الذي أسس له الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحت عنوان العودة الى لقاءات طارئة وسريعة هو مناورة جديدة عنوانها الأبعد والأعرض قد يكون رغبة الرئيس عباس بلفت  نظر الأمريكيين لحقائق الوضع المعقد في أجهزة السلطة الفلسطينية ثم في الأراضي الفلسطينية المحتلة وليس كما يتصوّر الكثيرون هو تقديم تنازلات من أجل المصالحة.
على نحو مفاجئ وخلال الساعات القليلة الماضية أرسل الرئيس عباس موفدين ورسائل لقيادات في حركة حماس وأخرى في حركة الجهاد الإسلامي وثالثة في تيارات فتح وأقطابها الغاضبون تحت عنوان المبادرة إلى لقاءات وطنية سريعة.
  وفي تلك الرسائل حديث غير مألوف بالعادة عن الدعوة إلى توحيد الموقف الفلسطيني في هذه المرحلة الخطرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
ثم تسرّبت أنباء عن اتصالات مصالحة هنا وهناك وعقدت لقاءات فعلية ممثلين لتيارات غاضبة من حركة فتح أو مطرودة من الحركة بقرار من رئيسها الرئيس عباس.
لكن هذه اللقاءات تتعامل معها التيارات المناهضة لعباس والسلطة في حركة فتح أو حتى في فصائل المقاومة باعتبارها جس نبض وغير جادة في هذه المرحلة ما لم يتم توفير أرضية حقيقية عبر ما قيل عن العودة إلى متطلبات ومقتضيات وثيقة بكين.
وثيقة بكين في مشروع المصالحة الفلسطينية تصر عليه الحكومة الصينية في الواقع وتضغط من اجله لكن مصادر في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ذكرت بأن هذه الوثيقة سقطت في أول اختباراتها عندما اشتد القصف على النازحين في قطاع غزة وعندما اقتحمت السلطات العسكرية الإسرائيلية مدينتي جنين وطولكرم ولاحقا نابلس بعنف وقسوة وتسبّبت بتخريب البنية التحتية.
لا أحد يعلم بعد ما إذا كان الرئيس عباس يخطط لإحياء وإنعاش ما يسمى بوثيقة بكين التي تنص على برنامج عمل تفصيلي موحد يصل بأطراف المعادلة الفلسطينية جميعا نحو المصالحة.
  لكن دعوات المصالحة والتلاقي والتواصل المباغتة التي تبنّاها الرئيس عباس وبعض القادة المقربين منه الآن تحصل في الواقع فيما تنطلق  سلسلة من المبادرات الغامضة من حيث الشكل والمضمون والنتائج ايضا تحت عنوان توحيد الصف الفلسطيني أو إعادة إحياء منظمة التحرير الفلسطينية و لم يعد سرا أن مبادرة عريضة تشغل الاوساط الفلسطينية لتجميع قيادات فلسطينية وإطلاق مبادرات لها علاقة بمنظمة التحرير تجري الآن في العاصمة القطرية الدوحة.
ولم يعد سرا أن العاصمة الروسية موسكو  والجزائرية وعدة أطراف بدأت تضغط باتجاه مبادرات مماثلة فيما لاحظ الجميع بان مسئولين إيرانيين بارزين عقدوا اجتماعات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في سورية.
ويبدو أن زحام المبادرات أرعب الدوائر القريبة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومن الرئيس عباس وأقنعه بأن الحاجة موضوعيا ملحّة للعودة إلى الإطار المفضل الذي صيغ برعايته وبتشجيع منه بدلا من أن يزيد معدل تدخّل الدول الأجنبية والعربية بالقضية الفلسطينية وبملف التمثيل ومنظمة التحرير تحديدا.
 والإطار المقترح هنا العودة لوثيقة بكين وهو مسار عطّلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأوامر مباشرة من الرئيس عباس عند الاقتحامات الاسرائيلية أو عند تشيع جنازات الشهداء في الضفة الغربية خلافا لتعطيله عندما يتعلق الامر باي حالة نضالية تتطلب توحيد الجهود ردا على مشاريع الاستيطان أو على التخريب المنهجي للبنية التحتية في مدن الضفة الغربية.

المصدر: رأي اليوم