2024-10-05 02:21 ص

خريطة القواعد الجوية العسكرية الإسرائيلية.. من منصات حصينة للعدوان إلى أهداف سهلة

2024-10-03

منذ بداية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 ، استهدفت العديد من القواعد الجوية العسكرية الإسرائيلية وتوابعها بقصف صاروخي أو بواسطة طائرات مسيرة، سواء من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة أو حزب الله اللبناني، أو جماعة "أنصار الله" الحوثيين في اليمن، وكذلك المجموعات المسلحة في العراق، أو من قبل الحرس الثوري في إيران.

وتعتبر القواعد الجوية الإسرائيلية من أكثر المنشآت العسكرية سرية وتأثيراً في المعارك والحروب التي خاضها الاحتلال خلال العقود الأخيرة، نظراً لدورها الحيوي في العمليات القتالية والدفاعية والتجسسية الاستطلاعية. وبينما يعترف الجيش الإسرائيلي بوجود 10 قواعد جوية عسكرية رسمياً، كشفت وثائق مسربة عن وجود قواعد أخرى سرية يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي.

وتلجأ سلطات الاحتلال إلى إخفاء هذه القواعد على الخرائط، عبر تحويلها إلى أراضٍ زراعية أو صحراوية وهمية، أو تمويهها بمساحات بيضاء أو سوداء لإخفاء مواقعها الدقيقة عن الخصوم.

وتتنوع مهام هذه القواعد بين الاستطلاع والتجسس واعتراض الطائرات والصواريخ المعادية، إلى جانب توفير الدعم الجوي للقوات البرية والبحرية والمدفعية، وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة، كما تلعب دوراً أساسياً في تنفيذ هجمات على جبهات داخلية وخارجية.

يرجع تاريخ بعض هذه القواعد إلى ما قبل قيام دولة الاحتلال، حيث أسس الجيش البريطاني خلال فترة الانتداب قواعد لسلاحه الجوي ورثتها عنه إسرائيل. وبعد عام 1948، أسست دولة الاحتلال العديد من القواعد الجوية وتوابعها سواء بجهدها الداخلي أو بدعم أمريكي كامل.

1- قاعدة بلماخيم الجوية
قاعدة جوية كبيرة يوجد بها مطار عسكري ووكالة فضاء، تقع بالقرب من مدينة "ريشون لتسيون" جنوب تل أبيب، ويوجد بها العديد من أسراب المروحيات والطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة، لذلك فهي القاعدة الجوية الوحيدة في "إسرائيل" التي تشتمل تخصصات متعددة، ويُمارَس فيها العديد من المهام التي تحظى بأهمية بالغة لدى جيش الاحتلال، وتحت غطاء كثيف من السرية.
تتكون قاعدة بلماخيم من 7 أقسام رئيسية تحتوي على الكثير من التخصصات الحيوية والإستراتيجية التي يُبنى عليها جزء مهم من خطة الهجوم و"الدفاع" الإسرائيلية، وتشكّل رافداً مهماً لا غنى عنه في المنظومة القتالية التي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي، ومن أبرز ما تمتلكه القاعدة هي منشأة الإطلاق الفضائي. ويوجد بها منظومات الدفاع الجوي المضادة للصواريخ الباليستية "حيتس".
2- قاعدة تل نوف الجوية
قاعدة تل نوف الجوية هي قاعدة عسكرية إسرائيلية يوجد بها مطار عسكري ومدرج، تقع في مدينة الرملة المحتلة، وبنيت في عام 1939 على يد الجيش البريطاني الذي أورثها للعصابات الصهيونية قبيل النكبة.
تعتبر تل نوف بمثابة مدينة عسكرية، فهي واحدة من 3 قواعد رئيسية لسلاح الجو الإسرائيلي، والمركز التشغيلي والتدريبي الأساسي لجميع قوات المظليين في الجيش الإسرائيلي.
كما تضم القاعدة سرب طائرات دون طيار من طراز "هيرون تي بي-إيتان" الألمانية، وفق اتفاقية عسكرية بين البلدين، ويعتقد بأن القاعدة تحتوي كذلك على مستودعات لإخفاء القنابل النووية الإسرائيلية المخصصة للطائرات الهجومية.
كما تحتوي المنشأة على 3 مدارج، وعدد من الأسراب التشغيلية، منها: سربا طائرات "إف- 15″، وسرب طائرات "يسعور"، والوحدة 555 الخاصة بالحرب الإلكترونية والمحمولة جوا عبر طائرات "سي-130″، وطائرات "يسعور".
تعرضت قاعدة تل نوف لقصف عنيف وانفجارات ضخم جراء سقوط الصواريخ الإيرانية، حيث اعترف الاحتلال بتضرر عدد من قواعده بسبب هذا القصف، لكن الاحتلال لجأ لاستخدام سحابة رقمية لاخفاء صور القاعدة عن جميع الخرائط لعدم إظهار حجم الضرر الذي وقع عليها.
3- قاعدة حتسريم الجوية
تقع قاعدة "حتسريم" الجوية في صحراء النقب غربي مدينة بئر السبع، وأسست بداية ستينيات القرن الماضي وبدأ العمل فيها فعلياً عام 1966، وتضم أكاديمية طيران قوات الاحتلال الجوية.
لا تتوفر الكثير من المعلومات حول هذه القاعدة، لكن بحسب موقع  Global Security تضم "حتسريم" أكاديمية الطيران التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، كما تشتمل على متحف القوات الجوية، ويُعتقد، بحسب معهد "ستوكهولم" الدولي لأبحاث السلام، أن القاعدة ربما تكون موقعا لتخزين السلاح النووي في إسرائيل.
تستقر في القاعدة مجموعة من الأسراب، بما فيها: سرب طائرات "إف-16″، وسرب طائرات "إف-15″، وسرب طائرات تدريبية "إم 346-لافي". وتحتوي "حتسريم" على 4 مدارج، تستخدم الأسراب النظامية المدرجين الجنوبيين منها، في حين خُصص الآخران لمدرسة الطيران.
تعرضت القاعدة لقصف من قبل كتائب القسام أكثر من مرة في معركتي سيف القدس عام 2021 وطوفان الأقصى 2023. كما تعرضت القاعدة لقصف صاروخي باليستي من قبل الحرس الثوري الإيراني في أكتوبر 2024.
4- قاعدة حتسور الجوية
قاعدة عسكرية تقع شرقي جنوب مدينة أسدود المحتلة، تحوي مطار ومدرج عسكري، وبنيت على يد الجيش البريطاني عام 1942 وتم تسليمها لكيان الاحتلال قبيل النكبة في عام 1948.
وتعد قاعدة حتسور من أنشط القواعد الجوية الإسرائيلية، وتقوم بمهام متعددة، فهي تشارك في الدفاع والهجوم والاعتراض وجمع المعلومات الاستخبارية، ويوجد بها أسباب من الطائرات المروحية والهجومية وطائرات بدون طيار.
في عام 2021 تم بناء مركز عمليات مشترك للجيش الأمريكي وإسرائيل هناك في القاعدة.
تعرضت القاعدة لقصف متكرر من قبل كتائب القسام في غزة، وحزب الله اللبناني خلال معركة طوفان الأقصى.
5- قاعدة رامون الجوية
قاعدة عسكرية تحتوي على مطار عسكري كبير، تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، تقع جنوب غرب بئر السبع، بالقرب من مستوطنة "متسبي رمون"، وكانت تُعرف سابقاً باسم "ماتريد". 
جرى بناؤها بتمويل حكومي إسرائيلي وأمريكي مشترك، كجزء من عملية إعادة انتشار سلاح الجو الإسرائيلي خارج قواعده في سيناء، بعد أن سُلمت شبه الجزيرة إلى مصر عام 1978 عقب اتفاقيات كامب ديفيد.
تمتلك القاعدة أسراباً من المقاتلات أبرزها F-16 وأسراباً من مروحيات أباتشي. وفي سبتمبر 2007، هاجمت أربع طائرات من القاعدة المفاعل النووي في سوريا، اثنتان من السرب 119 واثنتان من السرب 253.
تعرضت القاعدة لقصف متكرر من قبل المقاومة الفلسطينية في غزة بصواريخ محلية، و"المقاومة الإسلامية في العراق" بطائرات مسيرة، والحرس الثوري الإيراني بصواريخ باليستية، خلال معركة طوفان الأقصى.
6- قاعدة رامات ديفيد الجوية
قاعدة رامات ديفيد هي عسكرية جوية إسرائيلية تقع شرق حيفا المحتلة، أنشأتها بريطانيا عام 1942 في شمالي فلسطين إبان عهد الانتداب وقامت بتسليمها للعصابات الصهيونية قبيل النكبة.
تعد رامات ديفية من أهم القواعد العسكرية في دولة الاحتلال، فهي القاعدة الأكبر في المنطقة الشمالية وواحدة من 3 قواعد جوية رئيسية في الكيان، ولديها ثلاثة مدارج، يبلغ طول أحدها 2440 مترًا، ويبلغ طول الآخران 2750 مترًا. وتحتل موقعا إستراتيجياً بالقرب من خطوط المواجهة الإسرائيلية مع لبنان وسوريا والضفة الغربية.
تضم القاعدة أسراباً من طائرات إف-16 وإف-16 وأنواعاً أخرى من المقاتلات والطائرات بدون طيار والمروحيات. تمتلك القاعدة حظائر طائرات تحت الأرض، وثلاث مدرجات لإقلاع وهبوط الطائرات.
وتضم هذه القاعدة مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مثل منظومة "باتريوت" الأميركية، ومنظومات "السهم 2" و"السهم 3″، ومنظومة "مقلاع داود"، ومنظومة "آردو" لاعتراض الصواريخ الباليستية، إضافة لمنظومة "القبة الحديدية".
تنطلق من تلك القاعدة غالبية العمليات العسكرية الإسرائيلية الجوية التي تستهدف سوريا ولبنان. وتعرضت لقصف متكرر من قبل حزب الله اللبناني خلال معركة طوفان الأقصى.
7- قاعدة نيفاتيم الجوية
قاعدة نيفاتيم من أهم القواعد الجوية العسكرية الإسرائيلية، فهي موطن لأكثر طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقدما، بما في ذلك مقاتلات الشبح "إف-35 لايتنينغ 2" التي تنتجها الولايات المتحدة خصيصاً لدولة الاحتلال. 
تقع قاعدة نيفاتيم في صحراء النقب، شرقي بئر السبع، ويوجد فيها مقر القيادة الجوية الإستراتيجية لسلاح الجو الإسرائيلي تحت الأرض، والمقر الأساسي لطائرات "إف-35″، وتتمركز فيها طائرات أخرى حديثة مثل: طائرات الشبح وطائرات النقل العسكري وطائرات ومعدات المراقبة الإلكترونية، وتعد القاعدة الرئيسية لطائرة الرئاسة الإسرائيلية، التي يتم تشغيلها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
تضم القاعدة 3 مدارج، وفيها الأسراب: 140 أو "سرب النسر الذهبي"، والسرب "إف-35″، وسربان للنقل، وسرب طائرات التزود بالوقود، وسرب نحشون 122 التجسسي، ووحدات أخرى داعمة، كما تمتلك أجهزة محاكاة متطورة خاصة بتدريب الطيارين داخل القاعدة.
بنيت القاعدة عام 1947، وكانت عبارة عن مدرج هبوط، يُعرف باسم "مالهاتا"، وفي إطار الدفع بمحادثات السلام بين مصر والكيان التي أسفرت عن توقيع معاهدة "كامب ديفيد" عام 1978، مولت الولايات المتحدة الأمريكية بناء قاعدة جوية في الموقع عام 1983.
في العام 1981، شاركت طائرات الـ"إف16″ الموجودة داخل قاعدة "نفاتيم" الجوية في قصف المفاعل النووي العراقي "تموز".
تعرضت القاعدة لقصف شديد من قبل الحرس الثوري الإيراني يوم 1 أكتوبر 2024 مما أوقع أضراراً بالغة فيها، حيث تقول تقرير أجنبية إنها طائرات من طراز إف-35 تعرضت لتدمير كبير بسبب القصف الإيراني. وسبق أن تعرضت لقصف من قبل جماعة "أنصار الله" في اليمن.
8- قاعدة ميرون العسكرية
قاعدة مراقبة الحركة الجوية الشمالية التي تحمل اسم BA 506 لدى سلاح الجو الإسرائيلي، وهي قاعدة تحكم ومراقبة تابعة لسلاح الجو وتُعرف بأنها "إحدى أعين إسرائيل التي ترى كل شيء"، وتقع على قمة جبل ميرون في مدينة صفد المحتلة حيث تحظى بموقع استراتيجي، يمكنها من التحكم والرصد للمجال الجوي في النصف الشمالي من الأراضي المحتلة المطلة على لبنان وسوريا، وكذلك قبرص والدول المجاورة الأخرى.
منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" شن حزب الله اللبناني عشرات عمليات القصف الصاروخي لـ"قاعدة ميرون" ، وتتلخص مهام هذه الوحدة في كشف وتحديد محاولات التسلل إلى المجال الجوي، وخلق صورة للوضع الجوي فوق إسرائيل والدول المجاورة، والإنذار المبكر لصالح الدفاع الجوي والمهام التشغيلية المختلفة. وإلى جانب النشاط العملياتي الحالي، يتدرب جنود الوحدة على إمكانية القتال على الجبهة الشمالية. 
9- قاعدة مجيدو العسكرية
تقع قاعدة "مجيدو" في وادي زرعين "يزرعيل"، غرب مدينة العفولة شمالي الكيان، وتحتوي على مطار عسكري. وتعتبر قاعدة عملياتية للطائرات الخفيفة والمروحيات، كما تضم نادياً للطيران الشراعي ومفرزة من الوحدة 505 وبعض الطائرات الزراعية، وتحتوي القاعدة على مدرج واحد يبلغ طوله 2350 متراً.
قد أُنشئت "مجيدو" عام 1942 على يد الجيش البريطاني قبل تسليمها للعصابات الصهيونية، وكانت بمثابة ساحة إضافية داعمة لقاعدة "رامات ديفيد" الاستراتيجية الشمالية.
استهدف حزب الله اللبناني قاعدة مجيدو مرات عديدة خلال معركة طوفان الأقصى، وقبيل اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله، استهدفها الحزب بصواريخ فادي 1 وفادي 2.
10- قاعدة عين شمير العسكرية
قاعدة عسكرية جوية يوجد بها مطار عسكري إسرائيلي، يبعد حوالي 6 كيلومتر شرقاً عن مدينة الخضيرة المحتلة شمالاً، ويوجد بالقاعدة منصات للدفاع الجوي المتعدد الطبقات، حيث تحتوي على منظومات (حيتس، مقلاع داوود والقبة الحديدية). 
تضم القاعدة مقر لواء "منشيه" ومطاراً لتجارب للطائرات بدون طيار الإسرائيلية مثل طائرات Heron.
كان القاعدة تشغل من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني قبل عام 1948 واحتوت على 7 أسراب من الطائرات المقاتلة، قبل أن يتم تسليمها للعصابات الصهيونية.
تم استهداف القاعدة من قبل حزب الله اللبناني خلال معركة طوفان الأقصى.
11- قاعدة عوفدا العسكرية
قاعدة عسكرية ومطار يقع شمالي غرب مدينة إيلات، في منطقة النقب الجنوبي، بالقرب من الحدود الأردنية، وتتكون من مدرجين، وتضم مدرسة التحكم الجوي، التي يجري فيها معظم التدريبات الأساسية للقوات الجوية.
افتُتحت عام 1981 وكانت قد أُنشئت بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية وبتمويل منها، في أعقاب معاهدة كامب ديفيد عام 1978، بغرض تسهيل نقل قاعدة "عتصيون" الجوية الإسرائيلية التي بُنيت بسيناء إبان الاحتلال.
تعرضت القاعدة لقصف من قبل "فصائل المقاومة العراقية" المسلحة خلال معركة طوفان الأقصى.

المصدر: عربي بوست