القدس/ المنــار/ الحكومة المرتقبة في اسرائيل، لن تكون قادرة على اتخاذ قرارات في أي من المسائل والقضايا والملفات المطروحة والمفتوحة، فهي عبارة عن "مركبة مكلبشة" يمكن أن تخرج صوتا، لكن، لا يمكنها الحراك، أو مركبا له أكثر من قبطان، يصطدم بالصخور وقد يغرق، ونتنياهو يدرك ذلك..
فحكومة يشارك فيها يئير لبيد وزعيم البيت اليهودي نفتالي بينت بدون مشاركة المتزمتين، هي حكومة عمرها الافتراضي قصير، وستقع في أخطاء عديدة، ولن تحقق أي انجاز، ولن يكون نتنياهو قادرا على اتخاذ القرار ، والانفراد في حسم الازمات العالقة، وأي قرار قد يسعى لاتخاذه سيكون مضطرا للتشاور بشأنه مع الثنائي لبيد وبينت، وأن كل خطوة سيحتاج الى التمهيد لها عبر ساعات وأيام من التفاوض والحوار، وهذا الوضع لن يتحمله نتنياهو طويلا، غير أنه مضطر للذهاب الى رئيس الدولة قبل انتهاء المهلة الاخيرة الـ 14 يوما، ليخبره بأنه حصل على العدد الكافي لتمرير ائتلافه القادم في الكنيست ، ولكن، بالنسبة لنتنياهو لن يكون اعلان الائتلاف هو نهاية المشوار، بل هي البداية الحقيقية بالنسبة اليه، فهو لا يرغب بالذهاب سريعا الى انتخابات مبكرة قد لا تأتي بنتائج مختلفة عن سابقتها، وانما سيعمل على ادارة اتصالات وهو مرتاح على كرسي الرئاسة، ليكون لديه ائتلاف بديل، أو قد يحاول خلق التوازن المهم والمطلوب عبر تليين مواقف لبيد وبينت، من خلال ادخال المتزمتين، أو التخلي عن هذا الثنائي في لحظة مفاجئة واستبدالهما بحزب العمل والمتزمتين (شاس ويهدوت هتوراة).
في الساحة الحزبية باسرائيل يقولون أن نتناهو شخص واقعي ، لا يغرق في الاوهام أو يأخذ بها، ويدرك أنه في ظل نتائج الانتخابات الاخيرة، لن تكون لديه حكومة بدون لبيد أو بينت أو الاثنين معا، وهو لن يكتفي بالعمل النظيف ، فقد يلجأ الى استخدام اساليب قذرة من خلال زرع الفتنة والانقسام داخل البيت اليهودي حيث الارضية مناسبة، ونتنياهو يمتلك الكثير من الوسائل والكثير من جهود المخلصين ، وحتى الآن لم يفقد الأمل في أن تنجح أساليبه الالتفافية في اللحظة الاخيرة، قبل أن يدخل قاعة التوقيع على الاتفاقيات الائتلافية مع لبيد وبينت.