2024-11-10 11:47 ص

المرتزقة.. دور أمريكي آخر لمنع هزيمة "إسرائيل" المدوية في غزة

2024-08-26

تتزايد الدلائل والمؤشرات على مشاركة المرتزقة الأجانب، وتحديداً الأمريكيين، بالمجازر الدائرة في غزة، وعلى دورهم المحوري في إسناد جيش الاحتلال، الذي يتكبد خسائر كبيرة في القطاع على أيدي المقاومة الفلسطينية.

مؤخراً نشرت مجلة عسكرية متخصصة، تفاصيل حول مشاركة مرتزقة من شركة عسكرية أمريكية خاصة، في القتال الدائر بغزة، وهو ما يعزز التورط الأمريكي المباشر في حرب الإبادة التي يتعرض لها سكان القطاع.

وإلى جانب الدور الأمريكي المباشر في إسناد "إسرائيل" عسكرياً، يتزايد الحديث عن دور المرتزقة الأمريكان، والذي يأتي في سياق الاستماتة الأمريكية والغربية أيضاً في حماية دولة الاحتلال والحيلولة دون انهيار جيشها.

 شركة "FOG"
ومنذ اليوم الأول للهجوم الإسرائيلي البري على قطاع غزة، في 27 أكتوبر، بدأت الأنباء تتوارد حول دور فرقة مرتزقة أمريكيين يشاركون إلى جانب جيش الاحتلال في مواجهة فصائل المقاومة.

وفي تقرير لها نشرته، يوم 24 أغسطس الجاري، أشارت مجلة "ميليتري ووتش" العسكرية، إلى أن مرتزقة يتبعون مجموعة أمريكية شاركوا في القتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

المجلة أشارت إلى أن المرتزقة يتبعون شركة "مجموعة المراقبة الأمامية"، والمعروفة اختصاراً باسم "FOG"، وانتقلوا من أوكرانيا للقتال في غزة، أواخر العام 2023.

ومجموعة "FOG" هي شركة عسكرية خاصة أمريكية، أسسها أحد جنود المشاة الأمريكيين المتقاعدين، وتضم مقاتلين سابقين، ومرتزقة مأجورين، شاركوا في عمليات خاصة في عدة بلدان، آخرها أوكرانيا، وفق تقرير المجلة العسكرية.

تحليلات وصور
وكانت تحليلات نشرتها منصتا "إيكاد" و"سند"، أكدت مشاركة مرتزقة يتبعون مجموعة "FOG"، في الحرب الدائرة في غزة خلال الأشهر الأولى.

وأفاد تحليل أعدته منصة "سند" للتحقيق الإخباري التابعة لقناة "الجزيرة"، في نوفمبر الماضي، بأن مرتزقة أمريكيين يقاتلون في غزة، منذ نوفمبر الماضي، مستدلّة بفيديو لمقاتل مرتزق جاء من بروكلين في نيويورك للقتال في القطاع إلى جانب جيش الاحتلال.

كما شارك عديد من المرتزقة الأمريكيين صوراً ومقاطع فيديو لهم وهم في غزة، خلال أشهر الحرب الماضية، في حين أكد تحليل آخر لمنصة "إيكاد" لتدقيق المعلومات نشرته في 28 فبراير الماضي، وجود مرتزقة من "FOG" يقاتلون إلى جانب جيش الاحتلال بغزة، مستدلةً بما تنشره المجموعة على حسابها بمنصة "إنستغرام".

هذه المعلومات والبيانات تعيد إلى الأذهان تصريحات سابقة أدلى بها مستشار البنتاغون الأمريكي السابق دوغلاس ماغريغور، في أكتوبر الماضي، حينما أكد وجود مرتزقة أمريكيين في غزة.

وفي تقرير لها نشرته مطلع نوفمبر 2023، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن الوزارة أرسلت قوة خاصة إلى "إسرائيل" لمساعدتها في البحث عن أماكن الرهائن لدى "حماس" في غزة، وهو ما يؤكد وجود قوات نظامية أمريكية تقاتل أيضاً في القطاع.

ويبدو أن اعتماد "إسرائيل" على المرتزقة مسألة جوهرية في حربها على غزة، إذ تشير المعلومات إلى أن هناك الآلاف منهم قدموا من أوروبا وأمريكا وأوكرانيا ودول أخرى منذ بداية العدوان.

آلاف المرتزقة
ويرى الدكتور قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية سابقاً، أن هذا موضوع إسرائيلي عالمي، لافتاً إلى أن "إسرائيل" تقوم بشراء المقاتلين من خلال شركات أمنية تقوم بتأجير المرتزقة.

وأضاف محمود، وهو خبير عسكري استراتيجي أيضاً، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، أن هناك الآلاف من المرتزقة الأجانب الذين قدموا من أكثر من 15 دولة، يقاتلون حالياً إلى جانب "إسرائيل"، أغلبهم من أوروبا.

وقال: "المرتزقة هم مقاتلون يستأجرون من شركات أمنية وعسكرية كفاغنر في روسيا، وبلاك ووتر الأمريكية، وهناك عشرات الشركات الأخرى حول العالم، تؤجر المقاتلين، إضافة إلى أن هناك مرتزقة "فري لانسر"، تقوم مؤسسات إسرائيلية باستقطابهم وتجنيدهم".

ولفت الخبير العسكري الأردني إلى أن هؤلاء المرتزقة موجودون بأعداد كبيرة، ودورهم مهم جداً في القتال إلى جانب "إسرائيل"، مضيفاً: "هم مقاتلون ذوو خبرات سابقة، مجرمون، وهم أكثر نوع من المقاتلين الذين يمكن أن يحققوا أهداف إسرائيل الوحشية في غزة".

القتل بوحشية
ويرى الدكتور قاصد محمود أن هؤلاء المرتزقة "يقتلون دون أي عواطف؛ لأنهم وجدوا ليقتلوا"، لافتاً إلى أن كلفة المقاتل المرتزق كبيرة جداً، وهي أضعاف الجندي الإسرائيلي، لكن بالنسبة إلى "إسرائيل" فإن المرتزقة يوفرون عليها قتل جنودها، و"هذه قيمة عالية جداً".

وأشار إلى أن "هؤلاء المرتزقة يؤدون دوراً كبيراً، ولا يعلن موتهم، كما أنهم يأخذون تعويضات بموجب عقود في حال تعرضوا للقتل والإصابة"، لافتاً إلى أن أغلب الخسائر التي يتعرض لها المدنيون في غزة "يكون سببها المرتزقة".

وأضاف قائلاً: "هناك قرابة 13 إلى 15 ألف مرتزق في غزة، يقاتلون في الخطوط الأمامية، ودائماً يتحركون ضمن خطوط أمامية، وموجودون ضمن وحدات إسرائيلية، ولا توجد وحدات مستقلة مرتزقة، حيث يوزعون على الوحدات الأمامية وعلى الألوية، ويقاتلون مع الجيش الإسرائيلي في المناطق الأمامية غالباً".

الدور الأمريكي
ويعتقد الدكتور قاصد أن الدور الأمريكي المباشر في غزة معروف، "فهناك دور سياسي واقتصادي وسياسي وقضائي أمريكي لمساندة إسرائيل، وكل المؤسسات الأمريكية مجندة لهذا الأمر".

وتابع: "إسرائيل تقاتل بالسلاح الأمريكي، والذخيرة الأمريكية، وبالمال الأمريكي، وبكل شيء أمريكي، وهناك قوات أمريكية نظامية على شكل مستشارين، وعلى شكل مجموعات قوات خاصة، مثل مجموعة دلتا، تشارك في الحرب على غزة، وهذا معروف تماماً".

ونوّه بأن الدعم الأمريكي "مرتبط بقيمة إسرائيل كجزء من المشروع الصهيوني"، لافتاً إلى أن هذا المشروع "ليس إسرائيلي بل هو مشروع عالمي، لأمريكا والعالم الغربي المسيحي، الذي يهدف من ورائه إلى إبقاء العالم الإسلامي والجغرافيا العربية والإسلامية في هذه الحالة من الضعف والتأخر".

واختتم حديثه لـ"الخليج أونلاين" بالقول: "أمريكا لا تقاتل عن (إسرائيل)، هي تقاتل معركتها في حرب غزة، وفي غيرها في أي تهديد قد يؤثر على أمن (إسرائيل) أو على وجودها".

وبعيداً عن المرتزقة الأمريكيين والأجانب الذين يقاتلون إلى جانب "إسرائيل"، وأعدادهم بالآلاف، ثمة دور آخر مباشر تقوم به الولايات المتحدة، يتمثل في تقديم الدعم الاستخباري والمعلوماتي للجيش الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب على غزة، فضلاً عن المساهمة في اعتراض أي هجمات تتعرض لها "إسرائيل".

الاثنين (26 أغسطس)، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الجانب الأمريكي قدم دعماً كبيراً لـ"إسرائيل" لملاحقة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار في غزة، ومن ذلك تزويد جيش الاحتلال برادارات قادرة على اختراق الأرض، وتقنيات عديدة متطورة.

كما جندت واشنطن، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، وكالات التجسس لاعتراض اتصالات السنوار، بينما أنشأت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه" فرقة عمل خاصة، وأرسل "البنتاغون" قوات عمليات خاصة لتقديم المشورة للجيش الإسرائيلي.

ولا تتوقف الولايات المتحدة عن إمداد "إسرائيل" بالأسلحة الدقيقة والمتنوعة، التي استخدمت بشكل واضح وموثق في المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزة.

وحتى 26 أغسطس، أعلنت وزارة الجيش الإسرائيلية أنه منذ الـ7 من أكتوبر تسلّمت "إسرائيل" من واشنطن أكثر من 50 ألف طن من المعدات العسكرية عبر 500 رحلة جوية و107 شحنات بحرية.
المصدر: الخليج اون لاين