2024-11-25 06:31 م

سقوط اسماعيل هنية شهيدا في طهران.. لماذا وماذا بعد؟!

2024-07-31

كتبت سنــــاء وجـــدي || اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، يمكن النظر اليه من عدة زوايا وجوانب ويطرح عددا من الحقائق ويطرح لأهم أسباب هذا الحدث ويفرض التوجه سريعا لاقرار وتنفيذ خطوات تمناها وانتظرها طويلا الشعب الفلسطيني.

سقوط اسماعيل هنية شهيدا يؤكد فشل اسرائيل في معركة طوفان الاقصى المستمرة منذ عشرة أشهر وهي الحرب الأطول التي تخوضها اسرائيل والتي هزت العالم أجمع بكل ارجائه وميادينه وأفرزت الكثير من المتغيرات والمعادلات وستكون لها تداعيات في كل المجالات تحمل الترتيبات والتداعيات وتشكيل التحالفات مع التأكيد على الهزة القوية التي ضربت قواعد اسرائيل.

اغتيال اسماعيل هنية، يؤكد مجددا الدور العدواني القذر الذي تضطلع به الولايات المتحدة وشراكتها الواضحة والقوية مع اسرائيل في حروبها وجرائمها. وفي ذات الوقت يفضح ادوار القيادات العربية المتواطئة المتحالفة مع تل أبيب وواشنطن، والخاضعة لتعليمات اعداء الامة كأيدي نجسىة مأجورة لتنفيذ ما يطلب منها، مشاركة وتنسيقا وفتح أجواء وأراض لاجهزة اسرائيل العسكرية والأمنية، وهذا يقودنا الى أن شعوب هذه القيادات العاجزة حتى الان عن اسقاطها والدفع بها الى مزابل التاريخ، بعد أن تحولت هذه القيادات وأجهزتها الاستخبارية الى عملاء وجواسيس منتشرين في الدول المختلفة، وهي نفسها التي تقف متفرجة امام حرب الابادة التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة، وتشاركها جرائمها اسنادا عسكريا واقتصاديا، معتقدة أن أقنعة الادانة والتنديد تغطي عورتها.

ويأتي استشهاد اسماعيل هنية ليثبت مجددا ان اسرائيل لا تريد سلاما ولا حلا للصراع مع الفلسطينيين، ويوضح أن رئيس وزرائها غير معني بذلك، بل يدفع باتجاه اشعال المنطقة نيرانا وحروبا وجرائم، للبقاء على رأس دفة الحكم في تل أبيب، ليواصل تتفيذ برامج التهويد والتهجير والسيطرة على ثروات دول المنطقة، تصفية للقضية الفلسطينية.

اما الحقيقىة الاخرى التي اثبتها حادث الاغتيال الاجرامي، فهو هذا الاختراق المهين لبعض الساحات من جانب اسرائيل وحلفائها من قادة عربا يسهلون لها تنفيذ جرائمها اغتيالا وتدميرا، مما يفرض على هذه الساحات وقياداتها تحصين دولها وتطهيرها من شبكات التجسس، التي على ما يبدو آخذة في التعمق والتجذر.

أما بالنسبة لصفقة الاسرى ووقف اطلاق النار، فان امكانية انجازها قد ابتعدت، فرئيس الوزراء الاسرائيلي يواصل وضع العراقيل في طريقها، رافضا الاعتراف بفشله وفشل قواته في معركة طوفان الاقصى، ومن هنا، جاء حدث الاغتيال في طهران وبيروت، استمرارا للجرائم والمذابح والاغتيالات ومنها لسقوطه عن الحكم في تل أبيب.

ان الاغتيالات التي اعتادت عليها اسرائيل ضد حركات المقاومة لن تحقق اغراضها وأهدافها، هذه الحركات ستمضي نحو تحقيق الحرية والاستقلال، ووأد البرامج الاسرائيلية، وتل أبيب لا تريد أن تدرك ذلك، فهذه الاغتيالات الممتدة على سنوات طويلة لم توقف نهوض المقاومة وشعوبها ومواصلة طويقها رفضا للاحتلال وداعميه وأعوانه.

آن الاوان ... لاتخاذ خطوات جادة صادقة وعملية في الساحة الفلسطينية، خطوات ترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز جدرانه المثقوبة.. خطوات تنهي الانقسام المدمر، وتشيكل قيادة وطنية موحدة، تضم كافة القوى الرئيس ذات الثقل في الشارع الفلسطيني، خطوات تعيد لمنظمة التحرير الفلسطينية هيبتها وتأثيرها ودورها المغيب.

آن الاوان لأن تحترم الفصائل تواقيعها على وثيقة بكين، والتوقف عن اللامبالاة والغش والكذب والضحك على الذقون، ولتتوقف عملية الخداع التي يمارسها البعض في الساحة الفلسطينية.

والآن الجميع ينتظر الرد الايراني على استباحة اراضيها واغتيال ضيف رسمي في مبنى رسمي، جاء الى طهران للمشاركة في تنصيب رئيسها الجديد، رد موجع، لأن فقدان واستشهاد اسماعيل هنية أوجع أبناء فلسطين.