2024-11-24 12:34 م

نتنياهو يرضخ لشرط “حماس”-تطورات مفاجئة بملف "تهدئة غزة" واسم "سلام فياض" يعود من جديد 

2024-07-24

تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة “حماس” تحركات إيجابية ومفاجئة، قد تُضفي في النهاية لصفقة قريبة في حال تم تجاوز بعض العقبات “المُعقدة” المتبقية، والتي يحاول الوسطاء تجاوزها خلال أيام قليلة.
التطورات المفاجئة التي جرت على مفاوضات الصفقة جاءت خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن، وقبل ساعات قليلة فقط من خطابه المرتقب أمام الكونجرس الأمريكي، الأمر الذي يفتح باب التساؤل حول مغزى نشر تلك التفاصيل “الإيجابية” المحيطة بمفاوضات الصفقة، وتوقيتها.
المفاجئة كانت حين نشرت صحيفة “معاريف” العبرية، أن اسرائيل أبلغت مصر الليلة الماضية أن وفدا أمنيا سيصل إلى القاهرة اليوم الأربعاء لبحث عدة نقاط في الصفقة المتعلقة بالتبادل مع الجانب المصري.
وبحسب موقع “معاريف” أبلغت “تل أبيب” القاهرة بموافقتها على الشروط المتعلقة بمحور فيلادلفيا ورفح، ولم تحدد الصحيفة ماهية الشروط، لكنها أكدت أن “حماس” طالبت بتفكيك ما تم بناؤه في المنطقة باعتباره الجزء الأهم لاستكمال المفاوضات.
كما أفادت الأنباء أن وفداً أمنياً مصرياً سيتوجه إلى الدوحة الخميس للمشاركة في اجتماعات التوصل إلى اتفاق ووقف مؤقت لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع.
–     رضوخ نتنياهو
وقد أبلغت “حماس” مصر في وقت سابق أنها تنتظر وتتوقع وقفا كاملا للعمليات العسكرية داخل القطاع من أجل مواصلة المفاوضات، كما طالبت بالإفراج عن نحو 1000 أسير فلسطيني مقابل إبقاء ثلث المختطفين أحياء، كما اشترط دخول 600 شاحنة يوميا لمدة 42 يوما.
كما طالبت “حماس” ببدء عمليات المساعدات وترميم البنية التحتية وإدخال الوقود والغاز، كما تطالب حماس بإعادة تشغيل معبر رفح دون تواجد إسرائيلي.
وفي اجتماع مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في واشنطن، قال نتنياهو للمشاركين: “إن الظروف للتوصل إلى اتفاق أصبحت جاهزة”.
وبعد دقائق قليلة من نشر تقرير صحيفة “معاريف”، كشفت صحيفة “هارتس” العبرية، أن جميع أعضاء المستوى السياسي في إسرائيل (الائتلاف والمعارضة) باتوا مقتنعين بأن نتنياهو منفتح بالفعل على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها، صباح اليوم الأربعاء، عن وزير من حزب الليكود أن “نتنياهو يريد صفقة، وستبدأ في شهر أغسطس المقبل”، وتابعت نقلاً عن الوزير “نتنياهو يريد صفقة، ستبدأ في أغسطس، وتمتد حتى بداية ولاية ترامب، وعندما يبدأ عهد ترامب، سيكون من الملائم أكثر بكثير بدء حملة عسكرية في الشمال وضد إيران”.
وأوضحت أن نتنياهو في خضم الضغوطات والتصريحات الداخلية الإسرائيلية، وبحكم “الإنجازات” العسكرية في القطاع، أصبح منفتحاً بشكل أكبر على إتمام الصفقة.
ونقلت عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات، أن “كافة تفاصيل الصفقة بين إسرائيل والوسطاء و(حماس) قد تم التوصل إليها بالفعل، بما في ذلك حلول الصعوبات الأمنية التي قد تنشأ عن الانسحاب من محور فيلادلفيا وعودة سكان شمال قطاع غزة، وأن إعلان رئيس الوزراء عن تنفيذ الصفقة يعتمد فقط على التوقيت السياسي المناسب له”.
يشار إلى أن نتنياهو يزور هذه الأيام واشنطن، حيث من المقرر أن يلقي خطاباً في الكونجرس، بالإضافة لعقد لقاءات مع شخصيات بارزة أهمها الرئيس جو بايدن، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وينضم لتلك “المؤشرات الإيجابية”، إعلان بكين، الثلاثاء، نجاح التوصل لاتفاق بين حركتي “فتح” و”حماس” على “حكومة وحدة وطنية»” تمارس سلطاتها وصلاحياتها على الأراضي الفلسطينية كافة، بما يؤكد وحدة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، عقب استضافة 14 فصيلاً فلسطينياً في محادثات مصالحة بالعاصمة الصينية.
وفي ذات السياق، كشف مصدر مصري، تفاصيل جديدة حول ما سيتم مناقشته اليوم في القاهرة عقب استئناف مفاوضات وقف اطلاق النار في قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وبحسب المصدر المصري، فإن جولة المفاوضات اليوم ستناقش التفاصيل الخاصة بالوضع على الشريط الحدودي وتحديداً ملفَّي معبر رفح وتواجد القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا.
وأشار المصدر إلى أن الموافقة المصرية على استقبال الوفد الإسرائيلي مجدداً، جاءت بعد الاتصالات التي أكدت منح الأخير صلاحيات واسعة، تسمح بالوصول إلى اتفاق.
ومن المقرر أن يصل وفد أمني إسرائيلي يضم ممثلين عن الموساد والشاباك والجيش إلى القاهرة.
ووفقا للمصدر المصري المطلع على المفاوضات، فإن الوسطاء في القاهرة والدوحة، يرون أن المرحلة الأولى من الصفقة، تبدو في متناول اليد حالياً، ويمكن المضيّ فيها، لكن الخوف يبقى من مفاجآت نتنياهو وألغامه التي اعتاد تفجيرها في الساعات الأخيرة”.
وبين أن الاتصالات بين الوسيطين القطري والمصري ومسؤولي الإدارة الأميركية، خلال اليومين الماضيين، شهدت تأكيدات أميركية أن صفقة التبادل يمكن أن تكون وشيكة، وأن على الأطراف الاستعداد لذلك.
وغداً الخميس، ستستأنف مفاوضات رباعية في الدوحة بمشاركة قطر ومصر وإسرائيل والولايات المتحدة، بحسب مصادر إعلامية.
–     مصير غزة
وفي تطور آخر حول مصير غزة بعد الحرب، ناقش وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر، المقرب جداً من نتنياهو الأسبوع الماضي مقترحات جديدة لـ “اليوم التالي” في غزة في اجتماع سري عقد في أبو ظبي وحضره مسؤولون كبار من إسرائيل الولايات المتحدة والإمارات، حسبما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.
بحث الحضور الدور المحتمل للسلطة الفلسطينية “المتجددة “مدعومة من الدول العربية المعتدلة وأوروبا لارسال قوات لتحقيق الاستقرار” في غزة. كما ناقشوا قائمة القادة الجدد المحتملين وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق سلام فياض.
وجوهر الاقتراح هو إنشاء سلطة فلسطينية “إصلاحية” تحكم غزة وتكون قادرة على دعوة القوات الدولية للمساعدة في الأمن والمساعدات الإنسانية وتحقيق الاستقرار الذي قد يستمر لمدة تصل إلى عام. ولم يستبعد الجانب الإسرائيلي، بحسب التقرير، الفكرة.
واستضاف المحادثات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومندوب الولايات المتحدة بريت ماكغورك مدير سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي للرئيس بايدن.
وكان اللقاء بمبادرة من حكومة الإمارات التي طورت علاقة ثقة مع إسرائيل ونتنياهو خلال المفاوضات حول اتفاقات أبراهام عام 2020 في نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب. ويمكن وصف هذا الحوار، إلى حد ما، بأنه “الاتفاق الإبراهيمي المتجدد.
مصدر في الإمارات، قال إن اللقاء جاء بسبب ما أسماه الإحباط من جمود المناقشات حول “اليوم التالي”، وطرح بن زايد أفكارا حول كيفية إدارة الأمن والسياسة بعد انتهاء الحرب، فيما تصفه إدارة بايدن بالمرحلة الثانية من خطتها لوقف إطلاق النار، وفق الصحيفة الأمريكية.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية الأسبوع الماضي أن الإمارات العربية المتحدة ستدعم إنشاء قوة دولية لحفظ الأمن في قطاع غزة وربما ترسل قوات للانضمام إليها.
وأمام هذه التطورات..
هل اقترب موعد انتهاء الحرب؟ أم ما يجري فخ جديد يُنصب لحماس؟ ولماذا استجاب نتنياهو الآن لشرط المقاومة؟ وما مصير غزة؟
المصدر: رأي اليوم