2024-11-25 09:51 م

ماذا يجري داخل الغرف المغلقة؟!-ضغوط عربية “هائلة” على “حماس” لقبول مبادرة بايدن “المعدلة”

2024-06-30

تتعرض حركة “حماس” وقادتها في داخل غزة وخارجها لضغوطات عربية وصفت بـ”الهائلة والكبيرة” من أجل القبول بمبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تم تقديمها قبل أسابيع وجرى تعديل بعض بنودها الأيام الماضية، والمتعلقة بوقف القتال في القطاع، على عدة مراحل.
ورغم أن الحركة قد أعلنت موقفها الرسمي بعدم التعامل مع مبادرة بايدن كونها لا تُلبي شروطها في وقف شامل للحرب والقتال بغزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع، إلا أن الضغوط العربية لم تتوقف بل تصاعدت الفترة الأخيرة بعد الحديث عن “تعديلات” جرت على المبادرة.
والساعات الماضية انهالت على رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، العديد من الاتصالات من قبل مسؤولين أمنيين وسياسيين في دول عربية وإسلامية، من أجل تحريك مياه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة المتوقفة منذ فترة، وإعادة مناقشة المبادرة الأمريكية.
ووفق لمسؤولين، فإن مبادرة بايدن بالنسبة لعديد من الدول العربية وعلى رأسهم الوسيطين المصري والقطري، تعد “الأنسب” هذه الفترة لمعالجة قضية حرب غزة، رغم رفض “حماس” وباقي فصائل المقاومة لها، وأن على المقاومة عدم تضييع هذه الفرصة الذهبية لإنهاء الحرب.
وذكرت وسائل إعلام، أن إسرائيل تستغل رفض حركة “حماس” للمبادرات التي تُقدم لها لتنفيذ المزيد من المجازر في قطاع غزة، وجعله منطقة لا تصلح للعيش خاصة مع اقتراب عدد الشهداء إلى 38 الفا وتدمير كل مظاهر الحياة بداخله من مدارس ومرافق ومستشفيات وجامعات ومصانع ومؤسسات.
وكذلك تخشى الدول العربية من اتساع رقعة الحرب وامتدادها للبنان، معتبرين هذه الخطوة ستكون الأكثر خطورة، وقد تطيل أمد التصعيد العسكري لسنوات طويلة، وقد يكون أبناء غزة أكثر من يدفع ثمنها في هذه المرحلة.
وتلقّى هنية، السبت، اتصالًا هاتفيًا من وزير المخابرات المصرية عباس كامل تناول فيه مسار المفاوضات الجارية الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.
كما قدّم وزير المخابرات المصرية التعازي لرئيس الحركة باستشهاد شقيقته الكبرى وعائلتها. وكان هنية قد شدد، الأسبوع الماضي، على أنّ الحركة منفتحة على التعاطي مع أي ورقة أو مبادرة تؤمن أسس موقف المقاومة الفلسطينية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وأكد هنية أنّ حماس لديها أولوية وقف الحرب الإجرامية على شعبنا، والنظر للمصالح المشتركة مع محور المقاومة، سواء في جبهة لبنان أو غيرها من الجبهات في اليمن والعراق وسوريا ومكونات الأمة.
وبعدها بساعات بحث رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، هاتفيا، مع هنية، مسار المفاوضات الرامية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
وتناول قالن وهنية، المرحلة التي وصلت إليها مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والخطوات التي يجب اتخاذها لضمان وقف دائم لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
هذا وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن واشنطن تحاول سد الفجوات بين موقف حركة “حماس” وإسرائيل لإنعاش مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وفي حين نفى قيادي بحماس وجود جديد في المفاوضات تلقى رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية اتصالات من مسؤولين مصريين وأتراك.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر دبلوماسي عربي قوله إن الوسطاء قدموا مسودة جديدة لجسر الهوة بشأن مصطلحي إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، كما تتطرق المسودة بشكل أكبر إلى قضية الأسرى الفلسطينيين.
بدورها، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن هناك استعدادا لتقصير العملية في رفح من أجل التوصل إلى اتفاق بالشمال مع لبنان يشمل أيضا إعادة إعمار الجنوب وإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني.
وكانت قناة “سي إن إن” نقلت عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله إنه تم اقتراح صياغات جديدة لأجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار لتضييق الفجوات بين حماس وإسرائيل.
وقال موقع أكسيوس نقلا عن مصادر من إدارة الرئيس جو بايدن إن هذه الجهود الجديدة التي تبذلها واشنطن مع وسطاء قطريين ومصريين تركز على المادة الثامنة من المقترح.
وذكرت المصادر أن مسؤولين أميركيين صاغوا المادة الثامنة بلغة جديدة، ويدفعون الوسطاء إلى الضغط على حماس لقبول المقترح الجديد، كما نقل الموقع عن مصدر وصفه بالمطلع أن واشنطن تعمل بشكل مكثف لإيجاد صيغة تسمح بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
في المقابل، قال القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، إنه لا يوجد أي تطور جديد حقيقي في مفاوضات وقف العدوان على قطاع غزة المستمر للشهر التاسع على التوالي، لافتا إلى أن ما يتم نقله عن مسؤولين في الإدارة الأميركية يهدف فقط إلى ممارسة ضغط على حركة حماس، وأن هذه التصريحات لا تحمل أي جديد.
وأضاف حمدان -في مؤتمر صحفي من بيروت السبت- أن حماس تلقت مقترحا جديدا من الولايات المتحدة مؤخرا، لكنه لم يكن يشمل الوقف الدائم لإطلاق النار ولا سحب قوات الاحتلال من القطاع.
وامام هذا التطور..
هل ستخضع “حماس” للضغوطات وتعيد فتح ملف مفاوضات التهدئة؟ وهل ستقدم تنازلات؟ ومن الضامن لإسرائيل؟

المصدر: رأي اليوم