2024-06-29 07:24 م

أوسلو وراء كل نكبة فلسطينية!!

2024-06-26

قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد كيالي إن النكبة الجديدة التي يتعرض لها الفلسطينيين تكمن في اتفاق أوسلو المجحف، الذي عقد برعاية أميركية، في البيت الأبيض في واشنطن (1993)، وقوضته “إسرائيل” تحت سمع العالم وبصره دون أن يفعل شيئاً طوال 30 عاما.

وأضاف كيالي في مقال أن المشكلة أمام العالم اليوم نتيجة كل ما تقدم، تفاقمت كثيرا، بحيث أن إسرائيل باتت تتمظهر اليوم على شكل دولة فاشية، وكدولة تمارس الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، غير مبالية لا بالقرارات ولا بالمعايير الدولية.

وأشار إلى أن المشكلة أن العالم لا يتصرف وفقاً لتلك الإدراكات، إذ أن القوى الدولية والإقليمية لا تفعل شيئاً، سوى دفع الفلسطينيين نحو مزيد من التنازلات، والتكيف مع واقع الاحتلال والاستيطان، وبدعوى طمأنة إسرائيل، ونيل ثقتها، وحفظ أمنها، والتركيز على التنمية الاقتصادية، والحاجات الإنسانية وفقط، كأنه لا يوجد احتلال، ولا يوجد حرب إبادة.

وذكر أن ما يهمنا أن “إسرائيل” وبالتوازي مع حرب الإبادة التي تشنها في غزة، فإنها تقوم بعملية قضم في الضفة، قضم الأراضي، وقضم حقوق الفلسطينيين، وقضم صلاحيات السلطة.

ووفق الكاتب فإنه وفي وقت سابق (2022) ألغت قانون فك الارتباط (2005)، الذي نجم عنه انسحاب إسرائيل الأحادي من قطاع غزة، وتفكيك مستوطناتها، مع تفكيك ٤ مستوطنات في شمال الضفة الغربية، ويمكن معرفة الدلالة الخطيرة من ذلك باعتبار أن نتنياهو أتى إلى الحكم، بعد اغتيال رابين، بشعار إسقاط اتفاق أوسلو (1996 ـ 1999)، وهو ما كرسه في حقبته الثانية والثالثة التي استمرت منذ العام 2009 (باستثناء العام 2021).

وذكر أنه وقبل حرب غزة، مثلا، فإن “إسرائيل” فتحت المجال أمام العمال الفلسطينيين للعمل فيها عبر علاقة مباشرة مع الإدارة المدنية، بحيث وصل عدد العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى 180 ألف عامل، كما منحت تصاريح دخول، وتصاريح تجارية، لرجال الأعمال ولقطاع من الفلسطينيين، أيضا عبر الإدارة المدنية الإسرائيلية، من دون مرور بالسلطة الفلسطينية.

ونبه إلى أنه وصل الفلسطينيون إلى البدايات، إلى حيث أخذتهم “إسرائيل” إلى ما قبل اتفاق أوسلو، أو إلى لحظة النكبة الأولى، في صراع صفري، مع نتنياهو وبن غفير وسموتريتش، وكأن حقبة من المعاناة والتضحيات والمقاومة والانتفاضات لم تكن، فثمة تمييز عنصري ضد فلسطينيي 48، ومحو وحرب إبادة وإزاحة في غزة، وثمة هيمنة على الفلسطينيين، في نظام مختلط من الاستعمار الاستيطاني، والأبارثايد.

مع ذلك ثمة صفحة جديدة في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كما علمتنا دروس التجربة التاريخية، لكن من الصعب، أو من المبكر، التكهن بماهيتها. وفق الكاتب كيالي.
المصدر: الشاهد