تشهد الحدود اللبنانية الاسرائيلية تصاعدا غير مسبوق في الهجمات المتبادلة بين حزب الله واسرائيل، وتتعالى الاصوات المحذرة من امكانية انزلاق الاوضاع نحو حرب طاحنة. وفي هذا السياق نشرت مجلة روز اليوسف تقريرا تناول التدهور الحاصل في الايام الاخيرة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، واعلان الجيش الاسرائيلي سحب جزء من قواته من الجنوب الى الشمال على الحدود اللبنانية لمواجهة اي هجوم استباقي يقوم به حزب الله.
وأورت المجلة المقالة التي نشرها الكاتب اليهودي الشهير توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز، والتي حذر فيها صحيفة بأن اسرائيل تواجه أزمة وجودية وقد تجر الولايات المتحدة الأمريكية للدخول في حرب بمنطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن الحرب لن تقتصر على الوكلاء فقط بل ستتورط الدول التي تحرك أدواتها في المنطقة ونجد روسيا والصين، في المعركة من جهة والغرب بقيادة أمريكا من جهة أخرى في المواجهة.
وبحسب موقع "Avia pro" الروسي المتخصص في الشؤون العسكرية، يهدد هذا الصراع المعقد والمتعدد الطبقات بالتصعيد إلى أعمال عدائية واسعة النطاق يمكن أن تغير الخريطة السياسية والعسكرية للمنطقة.
أسباب التفاقم .. والوضع الحالي
وأكد الموقع الروسي أن السبب الرئيسي للتصعيد هو المواجهة المستمرة بين الكيان الصهيوني وعناصر المقاومة اللبنانية "حزب الله". ويعتبر الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة حزب الله تهديدا مباشرا لأمنه ويهاجم بانتظام أهدافه في جنوب لبنان.
وعلى خلفية هذه الأحداث، أبدت فرنسا استعدادها لنشر قواتها إلى جانب الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل في حال حدوث تصعيد. ويؤكد هذا البيان خطورة الوضع واستعداد المجتمع الدولي للتدخل لمنع المزيد من تدهور الوضع.
ومن المهم الإشارة إلى أنه كان مطلوبًا من حزب الله مغادرة جنوب لبنان بحلول 24 يونيو الجاري، وهو ما قد يصبح نقطة انطلاق لمزيد من العمل العسكري الإسرائيلي ضد لبنان.
وذكر الموقع الروسي أن دولة عربية كبرى مصر، تشعر بالقلق إزاء التصعيد المحتمل، من الولايات المتحدة إثناء إسرائيل عن القيام بعمليات عسكرية في لبنان، مؤكدًا أن هذا يدل على أن الدول المجاورة تدرك أيضًا العواقب المحتملة للصراع وهي ملتزمة بمنع تطوره.
وأفيد سابقًا أن الضربات ضد حزب الله في لبنان ستتبعها ضربات متعددة على الأراضي السورية، وبالتالي قد يمتد الصراع إلى دول مجاورة، مما يزيد الوضع تعقيدًا.
السيناريوهات المحتملة لتطور الأحداث
وأشار موقع Avia.Pro الروسي إلى أن هناك عدة سيناريوهات محتملة لتطور الأحداث، اعتمادًا على كيفية تطور تصرفات الأطراف ورد فعل المجتمع الدولي.
وبحسب الموقع الروسي، يفترض السيناريو الأول أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية محدودة ضد حزب الله في جنوب لبنان، الأمر الذي سيؤدي إلى تصعيد قصير الأمد للصراع.
وفي هذه الحالة من الممكن أن تتدخل القوات الدولية، مثل القوات الفرنسية، لتحقيق الاستقرار في الوضع ومنع المزيد من التصعيد.
أما السيناريو الثاني فيفترض أن حزب الله يشن ضربات انتقامية ضد إسرائيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق يشمل سوريا وغيرها من اللاعبين الإقليميين.
في هذه الحالة، من الممكن حدوث دمار خطير وخسائر كبيرة في الأرواح على كلا الجانبين.
ويفترض السيناريو الثالث أن الجهود الدبلوماسية، مثل النهج الذي تتبعه الدولة العربية الكبرى تجاه الولايات المتحدة، ستكون ناجحة وستمنع الصراع من التصعيد.
وفي هذه الحالة يمكن للأطراف العودة إلى الحوار الدبلوماسي والبحث عن حلول سلمية.
المصدر: روز اليوسف+وكالات