2024-11-30 06:39 م

توقعات بتصاعد الهجمات-صناعات إسرائيل العسكرية في بؤرة استهداف حزب الله

2024-06-12

ذكرت أوساط في دولة الاحتلال أنّ حزب الله اللبناني كثف أخيراً جهوده لاستهداف مرافق الصناعات العسكرية في الجليل. وفي هذا السياق، نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت  أنّّ الصناعات العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في الشمال باتت في بؤرة استهداف حزب الله. وأفادت، في تقرير نشره موقعها، بأنّ حزب الله يواصل قصف مصانع السلاح والذخيرة المنتشرة في شمال فلسطين، وأن الحزب استهدف مصنعاً في كيبوتس سعسع ينتج لوحات التأمين والتصفيح التي تحتاجها عربات عسكرية تستخدم في تنفيذ العمليات الخاصة، ويستعملها جيش الاحتلال الإسرائيلي وتشتريها جيوش أجنبية.

ولفتت الصحيفة إلى تعاظم المخاوف في تل أبيب من أن يتجه حزب الله إلى تكثيف استهداف المصانع الحربية ومنظومات الدفاع الجوية من خلال استخدام الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية والمسيرات الانقضاضية. وخلصت إلى أنّ مجريات الأشهر الأخيرة، وتحديداً أمس الأربعاء، دلّلت على أنّ حزب الله لم يثبت فقط قوة وفتك الأسلحة الدقيقة التي راكمها منذ حرب لبنان الثانية في 2006 "بل أيضاً وبشكل خاص سلم الأولويات الذكي الذي وضعه لاختيار الأهداف التي يضربها، حيث إنه يفضّل بشكل واضح استهداف المرافق العسكرية".

وكتبت "يديعوت أحرنوت" أنّ ما يدلل على أنّ حزب الله يقصد استهداف المصانع العسكرية في الشمال حقيقة أنه هو الذي يبادر إلى الإعلان عن استهدافها وليس دولة الاحتلال، كما حدث بعدما هاجم المصنع العسكري في كيبوتس سعسع أمس، لافتة إلى أنّ حزب الله يعمد، بين حين وآخر، إلى استهداف مصانع تعود إلى شركة صناعة الوسائل القتالية الحكومية "رافائيل"، وتحديداً مصنعها في التجمّع الاستيطاني "هكريوت"، شمال مدينة حيفا، بالإضافة إلى مصانع عسكرية في منطقة الجليل.

وفي إطار إثارة خطورة تداعيات هجمات حزب الله، أبرزت الصحيفة أن منطقة الشمال لا تضم فقط عدة مصانع لإنتاج الوسائل القتالية، بل تضم أيضاً مؤسّسات بحث وتطوير تتبع عدّة تجمّعات عسكرية في إسرائيل. وحذرت من أنّ منطقة الشمال تضم مصانع تحوز أهمية استراتيجية، مثل مصانع شركة "إلبيت" التي تتخصّص، ضمن أمور أخرى، في إنتاج المسيّرات التي تؤدي مختلف المهام على الصعيدين الهجومي والاستخباري.

تقديرات باستهداف حزب الله مصانع عسكرية مهمة حال اتساع الحرب
وبحسب الصحيفة، توجد في شمالي إسرائيل مصانع عسكرية لإنتاج الصواريخ من كل الطرازات لصالح سلاحي الجو والمدفعية في الجيش، بالإضافة إلى "قنابل ذكية" ومسيّرات ومنظومات دفاع جوية وغيرها. ويزيد الأمور تعقيداً أنّ حزب الله لا يحتاج قدرات استخبارية كبيرة لاستهداف المصانع العسكرية، على اعتبار أنّه يمكن العثور على خريطة هذه المصانع على الشبكة العنكبوتية.

واستدركت الصحيفة يالقول إنّ حزب الله لم يستهدف المصانع العسكرية التي تنتج الأسلحة المهمّة؛ الصواريخ، المسيّرات، منظومات الدفاع الجوية، مرجحة أنّه سيلجأ إلى استهداف هذه المصانع باستخدام الصواريخ الأكثر تطوراً التي يحوزها في حال اتسعت دائرة المواجهة. ووفق تقديرات الجيش الإسرائيلي، كما تنقلها الصحيفة، يمكن أن يستخدم حزب الله صاروخ "ياخونت" أو "أونيكس 800" الروسي في ضرب الأهداف البحرية، ونظراً إلى أن مدى الصاروخ يصل إلى مئات الكيلومترات، فإنّ حزب الله قد يستخدمه في استهداف منصّات إنتاج الغاز وقاعدة سلاح البحرية في ميناءي حيفا وأسدود؛ ثاني أكبر ميناء في دولة الاحتلال، والقاعدة البحرية العسكرية المتاخمة له.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أنّ وسائل إعلام أجنبية أفادت بأنّ الجيش الإسرائيلي استهدف مخازن صواريخ "ياخونت" في كل من لبنان وسورية، وأنه يستعد لسيناريو شنّ حزب الله هجماتٍ تشارك في كل منها عشرات من المسيّرات الانقضاضية، وهو السيناريو الذي ينفذه الحزب. وتوقّعت الصحيفة أن يستهل جيش الاحتلال أي حرب شاملة ضد حزب الله باستهداف مخازن الصواريخ ذات دقّة الإصابة والمسيرات التي يملكها الحزب، وتحديداً في المناطق الجبلية.

وذكرت صحيفة معاريف  أنّ أوساطاً عسكرية في تل أبيب تقدّر بأنّ حزب الله سيكثّف هجماته على مقرّ قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي في إطار تصعيد ردّه على اغتيال القيادي في الحزب طالب سامي عبد الله (أبو طالب)، أمس الأربعاء. وفي السياق، حذرت صحيفة هآرتس من خطورة اندلاع مواجهة شاملة مع حزب الله من دون أن تكون القيادة السياسية في إسرائيل على إدراك بتبعات هذه المواجهة وتداعياتها. ولم تستبعد أن يفضي اغتيال "أبو طالب" إلى مواجهة، كما أفضى اغتيال القيادي في الحرس الثوري الإيراني الجنرال رضا زاهدي في القنصلية الإيرانية في دمشق، مطلع إبريل/ نيسان الماضي، إلى مواجهة مباشرة وعلنية بين طهران وتل أبيب. وشكّكت الصحيفة بأنّ المستوى السياسي الحاكم في إسرائيل على إحاطة بتداعيات العمليات العسكرية التي يوصي الجيش بتنفيذها، ويمكن أن تفضي إلى خروج الأمور عن السيطرة.

المصدر: العربي الجديد