2024-11-21 09:08 م

"سماء مزدحمة بالصواريخ".. 8 أشهر والاحتلال يقترب من هزيمة تاريخية

2024-06-07

ثمان عجاف مرت من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولا تزال مفاجآت المقاومة لم تنته بعد، من المعارك الجبهوية المفتوحة وصولا للصواريخ التي كان إيقافها أهم هدف للاحتلال.

ومثل شهر أيار/ مايو الماضي صدمة لدى أوساط الاحتلال العسكرية، فبعد كل التصريحات عن تقويض قدرات المقاومة وتأمين المستوطنات القريبة من الصواريخ، جاءت المفاجأة بأن "تل أبيب" ذاتها ما زالت تحت النار الكثيفة وقصفها مسألة قرار فقط.

سماء مزدحمة
وخلال الشهر الماضي كانت سماء الأراضي المحتلة مزدحمة بالصواريخ، إذ مثل ذلك قفزة نوعية بكم وعدد الصواريخ التي انطلقت من غزة، ما مثل صدمة للاحتلال.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن عمليات إطلاق القذائف والصواريخ نحو أهداف في الأراضي المحتلة تصاعدت سواء من لبنان أو من قطاع غزة، وذلك بحسب معطيات الشاباك.
ووفقا لإحصائيات جيش الاحتلال التي نقلتها الإذاعة، فقد أطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة 452 صاروخا وقذيفة خلال أيار/ مايو الماضي، وهي زيادة تقدر بـ4 أضعاف مقارنة بنيسان/أبريل، الذي شهد إطلاق 113 صاروخا، فيما تم إطلاق 104 صواريخ في شهر آذار /مارس، و165 في شباط/فبراير، و357 صاروخا وقذيفة في كانون الثاني/يناير الماضي.

وأواخر الشهر الماضي أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.

وقالت القناة الـ12 العبرية إن تل أبيب قُصفت من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ودوت صفارات الإنذار في المدن المحتلة بعد الرشقة الصاروخية المكثفة، كما دوت في كفار سابا وهرتسليا ورعنانا شمال تل أبيب.

ويمثل قصف "تل أبيب الكبرى" كابوسا ليس من الناحية الأمنية والعسكرية فقط، بل أحجية سياسية تنسف كل روايات الاحتلال عن تحقيق إنجازات خلال العدوان على غزة.

ومما أثار دهشة الخبراء العسكريين هو صلابة أعصاب قيادة المقاومة التي لم تلق بكل أوراقها دفعة واحدة بل انتظرت طوال هذه الفترة ليكون وقع الحدث أشد وأكثر تأثيرا.

كما يؤكد كم ونوع الصواريخ وإقرار الاحتلال بذلك، على سلامة الترسانة الصاروخية للمقاومة التي زعم نتنياهو تدمير جزء كبير منها، فما زالت الصواريخ بعيدة المدى تدك قلب مدن الاحتلال مع شلل كبير تعانيه القبة الحديدية.

جبهات مشتعلة
خلال الأيام الأخيرة صعد حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان من وتيرة قصف مستوطنات ومواقع الاحتلال شمال فلسطين المحتلة.

واندلعت حرائق هائلة في عدة مواقع شمال فلسطين المحتلة، بما في ذلك في مستوطنة كريات شمونة، وفي المنطقة الحدودية مع لبنان، جرّاء سقوط قذائف ومسيّرات أُطلقت من لبنان. 

وأعلنت "القناة 12" العبرية عن فشل اعتراض صاروخي في سماء مدينة صفد أدى إلى اشتعال حريق في المنطقة.

فيما ذكر بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن "قواته تشارك في جهود إخماد الحرائق في الشمال" معلنا عن إصابة ستة من عناصره.

وأشارت تقديرات إسرائيليّة إلى أن حرائق التهمت عشرات الدونمات في منطقة الجولان السوريّ المحتلّ.

والتهمت الحرائق أجزاء من بعض المنازل في كريات شمونة ومرغليوت ومستوطنات أخرى.

وانطلق من سوريا ولبنان نحو 1000 صاروخ وقذيفة تجاه الأراضي المحتلة خلال أيار/مايو الماضي وهي تمثل الحصيلة الأعلى منذ اندلاع المواجهات الحدودية المتواصلة من الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفقا لإذاعة جيش الاحتلال.

وشهد نيسان/أبريل الماضي إطلاق نحو 744 صاروخا، و746 في آذار/مارس ، و534 في شباط/فبراير و334 في كانون الثاني/يناير.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن الشاباك قوله، "إن هناك اتجاها تصاعديا حادا في المواجهات الحدودية المندلعة في المنطقة الحدودية مع لبنان، ولا يقتصر ذلك على الهجمات الصاروخية وكذلك على هجمات الطائرات المسيرة".

وبلغ عدد عمليات إطلاق الطائرات المسيرة من لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في أيار/مايو الماضي، 90 عملية إطلاق في حصيلة قياسية منذ الثامن من تشرين الأول، في هجمات باتت تستهدف مواقع أكثر عمقا داخل الأراضي المحتلة.
هزيمة تاريخية
وطغى فشل الاحتلال بتحقيق أهدافه في الحرب، ووعد المقاومة الذي تحقق بأن الأسرى لن يخرجوا إلا بصفقة ترضيها، على حديث وسائل الإعلام العبرية التي تسلط الضوء على خسارة لم تعدها "إسرائيل" من قبل.

وتقول صحيفة "معاريف" في تقرير نشر أواخر الشهر الماضي، "إن إسرائيل تواجه هزيمة تاريخية رغم القتال الضاري الجاري في غزة والأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية لحماس، فعلى الرغم من هذه الجهود، فإن أهداف الحرب لم تتحقق".

واتهمت الصحيفة، مجلس الحرب وهيئة الأركان، "بتضليل الجمهور بإصدار تصريحات مبهمة وأنصاف حقائق".

وتسرد معاريف في تقريرها أهداف الاحتلال منذ بداية العملية البرية في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، المتمثلة بـ "تحرير المحتجزين وتدمير القدرة العسكرية لحماس، إزالة التهديد الإرهابي لإسرائيل، حماية حدود البلاد ومواطنيها".

وتنقل الصحيفة عن رئيس الجمعية الوطنية، تساحي هنغبي، إقراره بالفشل أمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن قائلاً: "لم نحقق أيًا من الأهداف الاستراتيجية للحرب".

جباليا المثال الحي
وبينت الصحيفة، أن حماس لا تزال قادرة على إعادة بسط سيطرتها العسكرية في كل منطقة ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، كما أنها نجحت في إعادة تنظيم صفوفها واستعادة قوتها في شمال قطاع غزة وجنوبه.

ورغم الهجوم على جباليا مرتين، فشل الاحتلال بالسيطرة على المنطقة، واعترف الجيش الإسرائيلي بأن العملية في جباليا لم تؤدِ إلى تفكيك القدرة العسكرية لكتيبة جباليا ولواء الشمال التابعين لحماس، حيث فوجئت القوات الإسرائيلية بعدد كبير من مقاتلي حماس الذين بقوا في المنطقة وحجم النيران التي تمكنوا من إطلاقها.

وأكدت معاريف أن وسائل الإعلام العبرية والمعلقين العسكريين يواصلون "تزييف الحقائق وتضليل الجمهور"، رغم كل هذه الإخفاقات.

وأكدت، أن الحركة لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات وإطلاق صواريخ على إسرائيل، مما يعكس فشل الاستراتيجية العسكرية الحالية.
الفشل "أكثر وضوحا"
وبدت مخاوف الاحتلال واضحة في تصاعد الانتقادات للعملية العسكرية التي تسير إلى ما لا نهاية، بالتزامن مع نقمة دولية واسعة تجاه المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين.

وتقول الكاتبة سيما كدمون في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ‏"لا يوجد أحد لا يعلم أننا خسرنا هذه الحرب بالفعل في 7 أكتوبر، وكل يوم يمرّ منذ ذلك الحين فقط يجعل هذا الفشل أكثر وضوحا".

وتحدثت كدمون عن التحويلات سواء السياسية أو العسكرية في الداخل والخارج منذ السابع من أكتوبر قائلة، "كيف يمكن أن تكون هناك حرب بدأت لأسباب مبرّرة، ثم تحوّلت في غضون أشهر قليلة إلى نزاع مثير للفرقة والانقسام بإسرائيل؟ حرب نجحت في تحويلنا إلى مجذومين في أعين الولايات المتحدة وأوروبا أيضا؟ كيف أنه ورغم الدعم القانوني المتين والنظام القانوني المحترم، انتهى بنا الأمر في محكمة العدل الدولية في لاهاي؟".

وتابعت، "كيف لم نتمكن، بعد ثمانية أشهر من القتال، من القضاء على منظمة إرهابية على الرغم من خطابات رئيس الوزراء ووزير الدفاع البليغة؟ وكيف -وهذا هو الأهم- لم نتمكّن من إعادة المختطفين إلى منازلهم؟".

ومع هذا الفشل تنحصر الحلول أمام حكومة نتنياهو أكثر فأكثر، فهي بين فكي كماشة، صلابة المقاومة من جهة، وتداعيات الحرب خارجيا وداخليا من جهة، أخرى.

وعن الحلول تقول "معاريف" في تقريرها، "إنه يتعين على إسرائيل الآن اتخاذ خطوات جذرية، إما بالتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار مقابل إعادة جميع المختطفين، أو باتخاذ قرار باحتلال كامل لقطاع غزة وإقامة حكومة عسكرية مؤقتة هناك بالتعاون مع المجتمع الدولي".

وبين صفقة شاملة مع المقاومة قد تطيح بحكومة الاحتلال، وخيار المضي قدما بالحرب ينكفئ نتنياهو في زاوية بين نارين وبات التهديد لا يتعلق بمستقبله السياسي فحسب بل بدولة الاحتلال ككل.

المصدر: عربي ٢١