2024-11-25 12:53 م

“الوطني الفلسطيني”: إدارة بايدن شريكة في “الإبادة” بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

شن رئيس “المجلس الوطني الفلسطيني” روحي فتوح،  هجوما على الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، متهما إياها بأنها “شريكة في عملية الإبادة” بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة خلال مشاركته في مؤتمر: “برلمانيون من أجل القدس”، الذي انطلق بمدينة إسطنبول في وقت سابق الجمعة، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واستنكر فتوح عدم تنفيذ الولايات المتحدة “حل الدولتين” (فلسطينية وإسرائيلية) الذي تدعو إليه، وعرقلة منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
وقال: “الإدارة الأمريكية الحالية شريكة في عملية الإبادة (التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة حاليًا)، كما أنها لم تنفذ ما تقوله بخصوص حل الدولتين، ولم تمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة”.
وفي 18 أبريل/ نيسان الماضي، أسقطت الولايات المتحدة عبر سلطة النقض “الفيتو” مشروع قرار بمجلس الأمن كان يُطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة عوضًا عن وضع “دولة غير عضو لها صفة مراقب” الذي تتمتع به حاليًا.
وأضاف فتوح أن إدارة بايدن “تفتح مستودعات الأسلحة (أمام الجيش الإسرائيلي) لقتل النساء والأطفال وممارسة التجويع والتعطيش” في غزة، لافتا إلى وجود دول أخرى تساندها في ذلك، دون أن يسميها.
وطالب المسؤول الفلسطيني “المجتمع الدولي ودول الغرب بتحمل مسؤولياتهم، والتخلي عن مواقفهم السلبية المرفوضة، والانتقال للتحرك الفعلي لوقف الحرب الوحشية” على غزة.
كما دعا فتوح المجتمع الدولي ودول الغرب إلى “توفير الحماية الدولية للفلسطينيين، وإدخال المساعدات الطبية والتموينية (إلى غزة)، والانتقال لمحاسبة إسرائيل (على ممارستها بحق الفلسطينيين) ودفعها للانسحاب من كافة الأراضي المحتلة، وإنجاز سلام عادل وشامل يؤدي لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس بحدود عام 1967”.
واعتبر أن من شأن ذلك “وقف الصراع، وأن لا يمتد أو يتعاظم”.
وشدد فتوح في كلمته على أن قضية فلسطين هي “قضية كل الأحرار والشرفاء في العالم”.
واستنكر ما وصفه بـ”الصمت المريب” إزاء ما تتعرض له غزة على يد إسرائيل، وعده “وصمة عار لداعمي مرتكبي الجرائم” بالقطاع.
** شكر للرئيس أردوغان والشعب التركي
في المقابل، قال فتوح: “شعبنا يثمن مواقف الرئيس أردوغان وشعب تركيا الصديق الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية وحقوقه العدالة”.
وشكر المسؤول الفلسطيني في هذا الصدد الرئيس أردوغان على كلمته خلال مؤتمر: “برلمانيون من أجل القدس”، التي شدد فيها على أنه لا يمكن لأحد أن ينتظر من تركيا الصمت إزاء الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة منذ 203 أيام.
واعتبر فتوح أن الفلسطينيين يستمدون من هذه الكلمة “القوة المعنوية”.
كما وجه شكره وتقديره لرئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش على “مواقفه العظيمة” المساندة لقضية فلسطين التي عبر عنها خلال المؤتمر ذاته، الذي تتواصل فعالياته على مدى 3 أيام.
وأردف: “أتوجه بالشكر والامتنان للرئيس أردوغان رئيس تركيا وشعبها العظيم، الذي تجمعنا به علاقات تاريخية متميزة، على تنظيم هذا المؤتمر الذي ينعقد في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني (في غزة) لأبشع أنواع الإبادة الوحشية”.
وأضاف: “كما نثمن موقف دولة جنوب إفريقيا، التي تُثبت أنها ضد الظلم، وتعمل بضمير حر وسط عالم متنكر لحقوق شعبنا”.
وتابع: “الشكر موصول لجمهورية نيكاراغو للتحرك قانونيا ضد ألمانيا، كما نشكر الدول التي دعمت فلسطين للحصول على عضوية فلسطين بشكل كامل”.
وفي 29 ديسمبر/ كانون الأول 2023، رفعت جنوب إفريقيا قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل على خلفية حربها على غزة، وردا على ذلك أمرت المحكمة، في 26 يناير/ كانون الثاني، تل أبيب باتخاذ “تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في غزة”.
فيما رفعت نيكاراغوا، في مارس/ آذار 2024، قضية أمام محكمة العدل تُطالب فيها بإلزام ألمانيا بوقف دعمها العسكري لإسرائيل الذي “يُسهل ارتكاب إبادة” بحق أهالي غزة.
** “حرب إجرامية”
وفي كلمته خلال المؤتمر تحدث فتوح عن مخططات إسرائيل بحق القضية الفلسطينية.
وقال: “جئت اليوم للمؤتمر لتأكيد أن القدس عاصمة فلسطين، التي تعد جوهر الصراع ومدينة السلام والأديان، تتعرض (من قبل إسرائيل) لأبشع مخططات وبرامج التهويد وتدنيس المعالم والمقدسات”.
وأضاف: “هذا ما تئن تحته القدس والضفة الغربية، في وقت يتعرض فيه قطاع غزة لإبادة وحشية تُستخدم فيها كافة الأسلحة المتطورة والمحظورة دوليا”.
ووصف ذلك الوضع بأنه “حرب إجرامية يُنفذها الاحتلال، وتهدف لتهجير شعبنا (من أرضه)، وتصفية قضيته العادلة”.
وبشأن ما يحدث في قطاع غزة، قال فتوح إن القطاع يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 “لحرب إبادة وحشية، تشمل مجازر يومية، وتدميرا ممنهجا طال المستشفيات والمراكز الطبية والمراكز التعليمية والبنية التحتية، واغتيال الكفاءات، وتجويعا متعمدا”.
وشدد على أن إسرائيل تشن “حربا مفتوحة على الشعب الفلسطيني منذ 76 عامًا، وهناك مخططات إبادة موضوعة تُنفذ تباعًا، وتأخذ أشكالا مختلفة بشكل لا مثيل له”.
وأكمل: “دولة الاحتلال تواصل تقطيع أوصال وطننا، وتحاول القفز على الوصاية الهاشمية على القدس، وتغيير الوضع التاريخي لها المعتمد منذ عام 1852، وضرب جناحي الوطن المتمثلين في الضفة الغربية والقطاع”.
واستدرك مشددا: “لكننا لن ننسى الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني”.
** أبشع حروب التاريخ
فتوح واصل الكلام بالقول إن “الحرب المدمرة الوحشية والإرهابية التي يتعرض لها قطاع غزة تُعد من أبشع الحروب التي عرفها التاريخ، فقد وصل بها الأمر إلى حد ملاحقة المصابين والجرحى داخل المستشفيات وإعدامهم ثم دفنهم بمقابر جماعية” بالمستشفيات.
وزاد: “أكثر من 3 آلاف شهيد دفنوا في قبور جماعية بهذه المستشفيات، وهذه الجرائم تحظى بدعم أمريكي، حيث تقدم واشنطن لإسرائيل أسلحة متطورة ومحظورة، علاوة على الدعم السياسي في المحاكم والمحافل الدولية واستخدام الفيتو” في مجلس الأمن لإحباط القرارات التي تطالب بوقف الحرب.
وشدد بالقول: “ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد والصادق ووقف جرائم الاحتلال ومحاكمته على ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين وإجباره على إنهاء الاحتلال وحصول شعبنا على حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس”.
وختم القول: “نقول لأهل غزة: نحن معكم وبقلوبنا سنفشل مخططات الاحتلال، والتحية لكم والتحية للشهداء والأسرى والشفاء للجرحى”.
وتابع: “من هنا نكرر دعوتنا لكل فلسطيني وخاصة إخوتنا في حركة حماس لإفشال كل المؤامرات التي تُحاك ضد شعبنا من خلال توحيد الصف الفلسطيني ولم الشمل تحت راية منظمة التحرير، التي تعد الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، حيث نختلف داخلها، ولا نختلف في قضايانا”.
و”المجلس الوطني الفلسطيني” هو الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره، داخل فلسطين وخارجها، ويُعتبر حسب النظام الأساسي لمنظمة التحرير السلطة العليا للمنظمة، والجهة التي تضع سياساتها.