2024-11-25 02:17 م

3 سيناريوهات محتملة لتطورات الصراع بين إيران وإسرائيل

نشرت صحيفة “لوفيغارو” في مقال كتبه جورج مالبرونو، الصحافي بالصحيفة المختص في شؤون منطقة الشرق الأوسط، تحت عنوان: (السيناريوهات الثلاثة لهجوم عسكري إيراني على إسرائيل)، إن الولايات المتحدة تعمل على زيادة المكالمات الهاتفية مع القادة ذوي النفوذ على إيران، من أجل منع ضربة من شأنها أن تهدد بإغراق الشرق الأوسط في تصعيد خطير للغاية للعنف.

مرة أخرى، جاءت الأخبار المطمئنة نسبياً من سلطنة عمان، الوسيط المعتاد بين العدوين الأمريكي والإيراني.

وبحسب عدة مصادر إيرانية نقلا عن وكالة رويترز، فإن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعث برسالة إلى واشنطن، الأحد، خلال زيارته مسقط، مفادها أن “رد” بلاده لن يؤدي إلى “تصعيد” للتوترات، وأن طهران “لن تتعجل” في الرد على الهجوم الإسرائيلي في دمشق. وأكد مصدر استخباراتي أمريكي، نقلاً عن رويترز، من جهته أن الرد الإيراني سيكون “منضبطاً” و“غير تصعيدي”، وأن طهران “ستدعو على الأرجح” وكلاءها الإقليميين إلى إطلاق عدد معين من الصواريخ على إسرائيل. والحديث هنا عن حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية والمتمردين الحوثيين اليمنيين.

السيناريو الأول: شن ضربة من الأراضي الإيرانية

واعتبرت “لوفيغارو” أن هناك ثلاثة سيناريوهات للرد الإيراني.. الأول والأكثر إثارة للخوف هو ضربة إيرانية غير مسبوقة، تنطلق من أراضيها وتستهدف إسرائيل. ومن شأن هذا الخيار أن يمثل قطيعة مع السياسة الإيرانية التقليدية. والواقع أن طهران، التي واجهت في الماضي اغتيالات لكبار أعضاء جهازها العسكري، لم ترد قط بشكل مباشر على إسرائيل أو الولايات المتحدة. كما هو الحال بعد تصفية عماد مغنية، أحد رموز حزب الله وإيران، في دمشق عام 2008، في عملية إسرائيلية أمريكية مشتركة. وجاء الانتقام بعد سنوات، عندما سعت إيران ووكلاؤها إلى مهاجمة المصالح الإسرائيلية في بلغاريا.

ثم في عام 2020، عندما قضت الولايات المتحدة على الجنرال القوي قاسم سليماني في هجوم بطائرة بدون طيار في بغداد، اكتفت إيران بإطلاق بضعة صواريخ على قاعدة عين الأسد العسكرية العراقية، شمال بغداد، حيث كان الجنود الأمريكيون متمركزين. ولم يكن للخطاب الإيراني العدواني آثار.

ونقلت “لوفيغارو” عن خبير في الشؤون الإيرانية لم تذكر اسمه، استبعاده أن تهاجم إيران إسرائيل، موضحا أن النظام الإيراني، الذي يخرج من الاحتجاجات الشعبية، يواجه أزمة اقتصادية خطيرة، وهو قلق بشأن إعادة انتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة، ويعرف أن هجومه لن يثني إسرائيل عن الرد بقسوة شديدة، وهو ما أرادت إيران تجنبه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

السيناريو الثاني: الرد عبر وكلاء إيران في الشرق الأوسط

ورأت “لوفيغارو” أن السيناريو الثاني، هو الأرجح، بقيام إيران بالرد عبر وكلائها في الشرق الأوسط، كي تحفظ ماء وجهها وتتجنب الوقوع في “الفخ” الذي نصبته لها إسرائيل. وهذا الرد الكلاسيكي غير المتكافئ، سيسمح لطهران بـ “إنكار” مسؤوليتها العملياتية بينما تجعل الآخرين ينتقمون لـ“جريمة” دمشق. والهدف الذي كثيرا ما يذكره الخبراء هو مرتفعات الجولان السورية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، والتي غادرت منها الطائرات المقاتلة الإسرائيلية لقصف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية. وهي طريقة للحد من ردود الفعل الإسرائيلية. ومن الممكن أن تصل أهداف أخرى إلى منشآت حساسة في إسرائيل والتي قد يقصفها حزب الله من لبنان.

السيناريو الثالث: مهاجمة المصالح الإسرائيلية خلال الأشهر المقبلة

أما السيناريو الثالث – تتابع “لوفيغارو” – فهو ألا يحدث رد على الفور، على أن تهاجم إيران و/أو ”وكلاؤها” المصالح الإسرائيلية في الخارج في الأشهر أو السنوات المقبلة، في أفريقيا، على سبيل المثال. وأشارت “لوفيغارو” إلى أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أوضح أن بلاده “لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب”.

فمنذ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول، سعت إيران، التي لم يتم إبلاغها بالهجوم من قبل حماس في إسرائيل، إلى تجنب الدخول في “حرب شاملة” ضد الدولة العبرية. وفي يناير/كانون الثاني، عُقدت محادثات بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في مسقط بعمان، من أجل “تهدئة الأمور” في خضم حرب غزة. ومن باب “التضامن” مع حليفها الفلسطيني الذي تساعده ماليا ولوجستيا منذ سنوات، تسمح طهران لوكلائها بضرب إسرائيل أو المصالح الأمريكية والغربية في البحر الأحمر، لكنهم (الوكلاء) يكررون أن هجماتهم ستتوقف في حال توقف إطلاق النار قطاع غرة.

فبعد أن وصلت إلى عتبة القنبلة النووية، لم تعد إيران، مهتمة بضرب إسرائيل منشآتها النووية رداً على ذلك. ومن ناحية أخرى، إذا كان الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية قد يؤدي إلى توحيد بعض الإيرانيين خلف النظام، فإن كثيرين آخرين، من ناحية أخرى، سيبتهجون بهذا السيناريو الذي يحمل كل المخاطر، تقول “لوفيغارو”.

يذكر أن الحرس الثوري الإيراني كان أعلن في الأول من أبريل مقتل محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي فضلاً عن 5 من الضباط المرافقين لهما في هجوم إسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق.

وشكل هذا الهجوم ضربة مؤلمة بل ربما الأكثر إيلاماً لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في محيط مطار بغداد في يناير 2020.
ما دفع كافة المسؤولين الإيرانيين في أعلى هرم الحكم إلى التأكيد بأن الرد الانتقامي آت لا محال، ومهددين بأنه سيكون مؤلماً.

المصدر :القدس العربي