2024-11-27 03:33 م

أفكار القاهرة «أميركية تناسب إسرائيل»-المقاومة: وقف الحرب وعودة النازحين قبل التبادل

علمت «الأخبار» من مصادر منخرطة في المفاوضات الجارية حول الوضع في غزة، أن قيادة المقاومة الفلسطينية خلصت إلى نتيجة واضحة بأن العدو لا يريد تسهيل التوصل إلى اتفاق يؤمّن وقفاً فعلياً لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب، وأن الضغوط التي تمارس على الجانب الفلسطيني من جميع الأطراف العربية والدولية لن تنجح في تعديل الموقف.وقالت المصادر إن الجهات الوسيطة بما فيها الجانب الأميركي تبلّغت موقفاً واضحاً بأن المقاومة غير مستعدّة للتنازل عن مطلب وضع آلية واضحة ولها جدولها الزمني لإنهاء الحرب بصورة شاملة، وأن المقاومة أبلغت الوسطاء بأنها ليست معنية بالتهديدات التي يطلقها العدو بشأن إعادة توسيع الحرب والدخول إلى رفح.
وأضافت المصادر أن قيادة الأجنحة العسكرية في القطاع، أعدّت خططها الخاصة لمواجهة أي عملية في رفح، أو حتى لمواجهة أي عمليات توغل جديدة ستقوم بها قوات الاحتلال في أكثر من منطقة، وأن استهداف نقاط تمركز قوات الاحتلال بدأ، وسوف يشهد تصعيداً في الأيام المقبلة.
وتابعت المصادر، أن وفد حركة حماس الذي غادر القاهرة، قد لا يعود سريعاً إلى مصر، وقد يتم الاكتفاء بإرسال ورقة جديدة للوسيطين المصري والقطري. وكشف المصدر أن قيادة الحركة عقدت اجتماعات داخلية مكثّفة خلال الساعات الـ36 الماضية وتوصلت إلى قرار بإعادة صياغة الورقة التي قُدّمت في 14 آذار الماضي دون أي تعديلات.
وقالت المصادر لـ»الأخبار» إن الحركة أبلغت الوسيطين المصري والقطري بأنها لم تعد معنية بأي بحث ما لم يتم حسم العناوين الأربعة التالية، واعتبارها متلازمة دون أي تمييز أو تفريق، وهي:
أولاً: إعلان صريح بوقف نهائي لإطلاق النار في كامل القطاع.
ثانياً: إطلاق عملية انسحاب شاملة لقوات الاحتلال من كامل القطاع.
ثالثاً: المباشرة بعملية إغاثة واسعة مع عودة شاملة وآمنة وغير مشروطة لجميع النازحين إلى منازلهم الأصلية. وإطلاق ورشة إزالة الركام وإعادة الإعمار وتوفير مساكن مؤقتة للنازحين.
رابعاً: إنجاز عملية تبادل على مراحل بما يضمن إطلاق سراح متناسبة وفق آليات ومعايير واضحة.
وبحسب المعلومات فإن حصيلة الجولة الأخيرة من مفاوضات القاهرة كانت سلبية، وقد تمّ التثبت من المناورة الكبيرة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، وأن الأفكار التي عُرضت لا تعكس على الإطلاق أي تغيير، وأن الحديث عن تغيير في الموقف الأميركي لا يتجاوز محاولة تحسين صورة قوات الاحتلال، وأن واشنطن ومعها أطراف أخرى تدفع باتجاه هدنة في أسرع وقت، وتتحدث بصراحة في الاجتماعات عن أن الهدف الآن هو احتواء الوضع واحتمال توسعه ربطاً برد إيراني على قصف العدوّ للقنصلية في دمشق.
وحول ما عُرض من أفكار خلال المفاوضات، قال مصدر مشارك في المفاوضات لـ»الأخبار» إنه يمكن إيجاز الوضع بالآتي:
أولاً: إن ما حصل في القاهرة كان عبارة عن مناورة كبيرة قادتها الولايات المتحدة الأميركية، وإن ما عُرض على الحركة من أفكار، قال الوسطاء إنها حصيلة نقاش بينهم وبين الأميركيين مع الجانب الإسرائيلي، وإن الصياغة النهائية تنتظر رأي حماس.
ثانياً: إن الأفكار التي وردت والتي قال الأميركيون «إنها جيدة» تبيّن أنها لا تلبي أي من متطلبات الجانب الفلسطيني، اذ لم ترد أي إشارة مباشرة أو واضحة حيال وقف إطلاق النار، وأن مسألة الانسحاب لقوات الاحتلال بقيت غامضة، وأن الوسطاء نفوا قدرتهم على تقديم التزام بوقف العدو للعمليات العسكرية مباشرة بعد الهدنة.
ثالثاً: تحدثت الأفكار عن انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد وصلاح الدين، ولكنها تريد إبقاء نقاط تفتيش، خصوصاً تلك التقنية، بحيث يتم فحص هوية وأوراق جميع من يريدون العبور بين الشمال والجنوب، وقد قال الأميركيون بصراحة إنهم يتفهمون مطالب العدو بأن يكون العبور مقتصراً في المرحلة الأولى على النساء والأطفال والمسنين من الرجال.
وعلمت «الأخبار» أن قوات الاحتلال استقدمت تعزيزات لوجستية هائلة إلى نقاط التفتيش الخاصة بها على طريقي الرشيد وصلاح الدين، وهي عبارة عن أجهزة تقنية متطورة تشتمل على كاميرات تصوير وأجهزة استشعار موصولة ببرامج الذكاء الاصطناعي والتي تعمل وفق داتا جُمعت لأجل محاولة الوصول إلى مقاتلين أو قياديين من فصائل المقاومة.
وعطفا على مقترح أميركي سابق بنشر قوات عربية لادارة القطاع انسانيا وأمنيا، طرحت الولايات المتحدة ان تنتشر قوات عسكرية مصرية، وان تتولى هي، بدلا من القوات الاسرائيلية، تفتيش العابرين بين المنطقتنين.
رابعاً: أشارت الأفكار إلى أن العودة لا يمكن أن تكون مفتوحة إلى جميع مناطق الشمال، وأن منظمات إغاثة دولية ستتعاون مع القوات الإسرائيلية لإقامة مخيمات خاصة بالنازحين العائدين ضمن مناطق مفتوحة تحددها قوات الاحتلال، وأن إقامة المخيمات تتم وفق الشروط الإسرائيلية.
خامساً: إن المساعدات سوف تكون مخصّصة أساساً للجنوب، وإن كمية منها تقل عن النصف سوف تُرسل إلى الشمال على أن يتم وضعها وتوزيعها في المخيمات الجديدة، على أن تكون هناك لجنة تشارك فيها الأمم المتحدة وشخصيات فلسطينية من خارج مؤسسات حماس السياسية أو المدنية.
سادساً: قال الإسرائيليون إنهم يريدون إطلاق سراح 40 أسيراً حياً لدى المقاومة، وفي الشرح قالوا إن ذلك يعني أنه في حال كان هناك قتلى من الأسرى المدنيين، فإن على المقاومة أن تستبدلهم بأحياء من الأسرى العسكريين، وأن المقابل لن يتجاوز الـ900 أسير فلسطيني تختارهم إسرائيل بنفسها.

نص ورقة حماس: 3 مراحل لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى
سبق لحركة حماس أن تقدّمت في 14 آذار الماضي، بورقة حول مشروع اتفاق على الهدنة على مراحل، وتضمّن مراجعة للمراحل السابقة من المفاوضات، إضافة إلى نتائج الاتصالات التي جرت مع حلفاء المقاومة من جهة ومع الوسيطين القطري والمصري من جهة ثانية. وقد نصّ الاقتراح الذي سلّمته حماس لمصر وقطر حرفياً على الآتي:
«اتفاق إطار حول غزة:
يكون اتفاق الإطار مكوّناً من 3 مراحل وكل مرحلة تستمر لـ 42 يوماً، وتكون المراحل على النحو الآتي:

المرحلة الأولى:
• الوقف المُؤقت للعمليات العسكرية ووقف الطيران والاستطلاع الجوي وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية شرقاً وبعيداً عن المناطق المُكتظة بالسكان في جميع مناطق قطاع غزة.
• مع بداية المرحلة الأولى تبتعد القوات الإسرائيلية عن شارع الرشيد بما يسمح لدخول المساعدات والبدء بعودة النازحين وحركة السكان، وبعد مُرور 14 يوماً تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع خاصة (محور الشهداء، نتساريم، ومحور دوار الكويت) شرقاً نحو صلاح الدين بما يسمح بعودة النازحين إلى أماكن سكناهم شمال القطاع.
• دخول كميات مُكثفة كافية لاحتياجات السكان من المُساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود (600 شاحنة على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 للشمال) بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرياء والتجارة والمعدات اللازمة لإزالة الركام، وإعادة تأهيل وتشغيل المُستشفيات والمراكز الصحية والمخابز في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاق.

• تبادل الأسرى:
• تطلق حماس سراح المُحتجزين الإسرائيليين الأحياء من النساء المدنيات والأطفال (دون سن 19)، بالمقابل تطلق إسرائيل 30 من الأطفال والنساء مقابل كل واحد/واحدة، بناءً على قوائم تقدّمها حماس حسب الأقدم اعتقالاً.
• تطلق حماس سراح المُحتجزين الإسرائيليين من كبار السن فوق 50 عاماً والمرضى (الأحياء)، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح 30 أسيراً من كبار السن فوق 50 عاماً والمرضى (مقابل كل واحد) ، بناءً على قوائم تقدّمها حماس حسب الأقدم اعتقالاً.
• تطلق حماس سراح المُجندات اللواتي بقين على قيد الحياة، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح 50 أسيراً من سجونها مقابل كل مُجندة، 30 مُؤبدات، و20 (أحكام)، بناءً على قوائم تقدّمها حماس.
• تطلق إسرائيل جميع أسرى صفقة شاليط الذين تمت إعادة اعتقالهم، وعددهم 48.
• إتمام الإجراءات القانونية اللازمة التي تضمن عدم اعتقال المُحررين الفلسطينيين استناداً إلى نفس التهم التي اعتُقلوا عليها سابقاً. (مُرفق مقترح قانوني).
• لا تشكل مفاتيح المرحلة الأولى أساساً للتفاوض على المرحلة الثانية.
• ترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام ببنود الاتفاق بما فيها انسحاب القوات وعودة النازحين ودخول المُساعدات.
• تحسين أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال ورفع الإجراءات والعقوبات التي تمّ إتخاذها بعد 7/10/2023م.
• البدء بمُباحثات غير مُباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على الترتيبات اللازمة لعودة الهدوء.
• قيام الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية والمُنظمات الدولية بأعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع المراحل.
• إعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق). في جميع مناطق قطاع غزة، وإدخال المعدات اللازمة للدفاع المدني، وإزالة الركام والأنقاض، واستمرار ذلك في جميع المراحل.
• دخول مُستلزمات ومُتطلبات إقامة مُخيمات الإيواء اللازمة لاستيعاب النازحين الذي فقدوا بيوتهم خلال الحرب (60 ألف مسكن مُؤقت كرفان، و200 ألف خيمة).
• مُضاعفة أعداد المُسافرين والمرضى والجرحى من خلال معبر رفح، بالإضافة إلى أعداد يتم الاتفاق عليها من الجرحى العسكريين.
• عودة حركة البضائع والتجارة كما كانت قبل 7 أكتوبر.
• استمرار جميع التفاصيل السابقة في المرحلتين الثانية والثالثة.

المرحلة الثانية:
• الانتهاء من الاتفاق على الترتيبات اللازمة لعودة الهدوء المُستدام والإعلان عنه قبل البدء بتبادل الأسرى بين الطرفين (الجنود والرجال مُقابل أعداد يُتفق عليها من الأسرى في السجون الإسرائيلية)، وانسحاب القوات الإسرائيلية خارج قطاع غزة.

المرحلة الثالثة:
• تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول والتعرف إليهم.
• البدء في عملية الإعمار الشامل لقطاع غزة وإنهاء الحصار.

الضامنون للاتفاق:
قطر، الولايات المتحدة، تركيا، الأمم المتحدة، ودول أخرى من ضمنها روسيا».

المصدر: الاخبار اللبنانية