2024-11-27 12:30 م

اليـوم التـالي للحـرب:-تحركات مريبة لـ "تدويل" قطاع غزة | تنسيق اسرائيلي أمريكي عربي لفرض الهيمنة

في تجاهل تام لارادة الشعب الفلسطيني وأهل قطاع غزة بشكل خاص وقفزا عن كل المتغيرات والمعادلات التي افرزها يوم السابع من اكتوبر، تقوم دول عربية بتنسق وتعاون تامين مع الادارة الامريكية واسرائيل بدراسة مقترحات وطرح حلول تتناول اليوم التالي للحرب الهمجية على قطاع غزة، بدلا من العمل على وقف هذه الحرب التي تدخل شهرها السابع دون جدية من جانب هذه الدول لنصرة أهل القطاع، بل انتقلت الى الخندق الاسرائيلي تموينا وتمويلا واسنادا للجبهة الداخلية الاسرائيلية، مكتفية بلعبة الانزال الجوي تخديرا لشعوبها، وتغطية لما تمارسه سرا وعلانية من الوقوف الى جانب تل أبيب في حربها المسعورة على غزة.

في معلومات حصلت عليها (المنــار) أن قيادات عسكرية اسرائيلية زارت عواصم هذه الدول لترتيب ماذا سيكون عليه اليوم التالي للحرب، وهذا التحرك يتوافق تماما مع ما يقوم به وزير خارجية الولايات المتحدة ومدير مخابراتها في زياراتهما المتتالية الى تلك العواصم.

ان ما يجري في الحقيقة أن دولا عربية مشاركة في هذه الحرب بشكل أو بآخر ، وانخرطت في مخططات امريكا واسرائيل، التي تدرس حاليا وآخرها تشكيل ما يسمى بـ "قوات سلام"، لادارة قطاع غزة يجري تدريبها امريكيا تتألف من ثلاثين ألف عنصر، وأن الدول المذكورة تتجه نحو مشاركة السلطة الفلسطينية فيما يجري.

ويشكك المحللون بأن مثل هذه المخططات سيكتب لها النجاح، فخلية واحدة للمقاومة تمتلك القدرة لافشالها، فلا يعقل أن تستثنى حركة حماس من أي تحركات وهي التي خاضت القتال في مواجهة الحرب الاسرائيلية وتتجاوز المقاومة، يصبح من الصعب تمرير مخططات اللاعبين بمصير القطاع.

فمن ناحية السلطة الفلسطينية من الصعب ان تنخرط في هذه اللعبة، ما دام الانقسام موجودا ومن الصعب ايضا ان تنخرط في هذه اللعبة، ما دام الانقسام موجودا، ومن الصعب ياضا على كل اللاعبين المضي قدما في برامجهم، ما داموا هم شركاء في الحرب الاجرامية.

ومن غير المنطق أن تثق دول عربية والسلطة الفلسطينية بوعود امريكا، التي تطلقها من خلال شعارات تخدير كاذب، خالية من اي مضمون كمقولة اقامة دولة فلسطينية، والسعي لاعادة الاعمار الذي سيأخذ سنوات طويلة.

ما يريده قطاع غزة بعد هذه التضحيات الجسام ان تتوقف الحرب وتنسحب قوات الاحتلال من القطاع، وبعدها يفرز الشعب الخطوات التي سيتخذها، بعيدا عن اطماع اللاعبين عربا او غير عرب.

هذه التحركات المريبة ومحاولات واشنطن وال أبيب استقطاب داعمين ومشاركين لمخططاتهما، كشفت بوضوح الدور التآمري الذي تضطلع به جهات بعينها في الاقليم، فالحرب على غزة اسقطت الاقنعة وفي الوقت الذي لا تتسابق فيه دول عربية لمشاركة امريكا في خططها، دفعت واشنطن الى ارسال اسلحة مدمرة جديدة الى اسرائيل تتضمن اكثر من ١٨٠٠ قنبلة تزن كل واحدة ١٨٠٠ رطل و ٥٠٠ قنبلة تزن كل واحدة ٥٠٠ رطل، علاوة على عشرات الطائرات الحربية، فهي طرف رئيس في الحرب الوحشية على غزة، ومشاركة دول عربية اسرائيل وامريكا في تنفيذ خططهما تعني المشاركة الفعلية في هذه الحرب القذرة من حانب دول لم تدرك بعد أن ما بعد ٧ اكتوبر ليس كما قبله.