2024-11-27 11:46 م

لا حماس لا مقاومة ولا سلطة-أخطر مخططات نتنياهو لغزة بعد انتهاء الحرب!!

يومًا بعد يومًا، تتكشف تفاصيل المخططات الإسرائيلية السرية التي تُطبخ على نار هادئة في الليل والنهار، لتحديد مصير قطاع غزة، الذي يتعرض لأبشع وأشد الحروب منذ أكثر من 153 يومًا، ودمرته بالكامل وجعلته “مكان لا يصلح للعيش”. ويبدو أن الأهداف التي وضعها رئيس الحكومة الأكثر تطرفًا بتاريخ إسرائيل بنيامين نتنياهو، أول أيام الحرب التي شنها على قطاع غزة، لم تعد تُلبي “غروره وجشعة” بل وضع أهدافًا أخرى ستُغير شكل القطاع بأكمله، وتحوله لمنطقة مستباحة أمنيًا كما هو الحال حاليًا بالضفة الغربية المحتلة. ورغم أن الضغوطات التي تُمارس على إسرائيل (الأمريكية-الأوربية-الدولية-العربية) للانسحاب الفوري من غزة وتركها تحت حكم الفلسطينيين بأنفسهم يبدو إعلاميًا انها كبيرة وقوية، كلن تخفي في باطنها الكثير، فنتنياهو يتحرك بطريقة مدروسة وعملية وكأنه يتلقى ضوءًا أخضرًا من الكثير من العواصم بعيدًا عن ما يقال عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات الصحفية “الحماسية والرنانة”. الإعلام العبري بدأ عمليًا بمرحلة تسريب تفاصيل تلك الخطط في انتظار ردود الفعل الأمريكية والأوربية على وجه الخصوص، كأنها “بالون اختبار” يُطرح في هذه المرحلة الحساسة، وطبيعة تلك الردود ستحدد بوصلة نتنياهو التي تتجه نحو التصعيد العسكري وحرق المنطقة وجر أطراف أخرى للحرب.

 صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، كشفت، أن نتنياهو يخطط لبقاء إسرائيل في قطاع غزة لمدة تصل إلى 10 سنوات، ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن التقديرات تشير إلى أن “المرحلة الأولى من الحرب، التي هدفها القضاء على حركة حماس، سوف تستغرق سنة أو سنتين، مضيفةً أن الخطة تنطوي على 8 سنوات أخرى، لكي تستقر حكومة بديلة في غزة، لكن بعد تدمير حماس، إذا حدث ذلك بالمطلق”. وأوضحت أنه “خلال هذه الفترة، سيتعين على إسرائيل الحفاظ على وجودها المستمر في غزة، حتى لا تعود حماس إلى السيطرة”، مضيفةً: “سيكون هناك دائماً مسلحون في غزة، وسيتعين على إسرائيل مواصلة قتالهم”. وقال “تايمز أوف إسرائيل”، أيضاً إن “قطاع غزة سيبدو بعد 5 أو 10 سنوات، تماماً كما تبدو الضفة الغربية الآن”، لافتةً أنه “سيتم نزع سلاح القطاع من الأسلحة الثقيلة، ووضعه تحت سيطرة فلسطينية جزئياً، مثل السلطة الفلسطينية، مع ضربات وعمليات إسرائيلية لا نهاية لها على مراكز العنف في عمق القطاع”. ويأتي ذلك بالإضافة إلى المداهمات، مثل تلك التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في نابلس وجنين، وتدمير منازل المسلحين (إذا تم إعادة بنائها بحلول ذلك الوقت)، والاعتقالات الليلية ستستمر في خان يونس والشجاعية”، وفق الخطة. وأضافت الصحيفة: “لا يتوقع نتنياهو والمقربون منه أن يكون هناك حكم عسكري إسرائيلي في غزة. لكن إسرائيل ستسيطر على غزة من بعيد”، مشيرة إلى أنه “بافتراض استمرار الحرب لمدة 10 سنوات، ستجري انتخابات 2028 في الولايات المتحدة أيضاً وسط القتال في غزة”. وتابعت أنه “في الوقت الحالي، يستعد مكتب رئيس الوزراء، بل ويتمنى، تغيير الحكومة في الولايات المتحدة”، مبينةً أن “نتانياهو مقتنع بأن لا أحد يمتلك القدرة على إدارة شؤون البلاد أو الحرب مثله”. ووفق وسائل إعلام وقرائه محللين للمخطط الإسرائيلي الجديد، فإن خطة نتنياهو تعتبر “ضربًا من الخيال”، ولا يمكن إنجازها على أرض الواقع، في ظل وجود مقاومة لا يمكن “كسرها” حتى هذه اللحظة رغم مرور أكثر من 153 يومًا على الحرب الطاحنة. وهنا نجد أن الشروط والاهداف الثلاثة التي وضعها نتنياهو لإنهاء الحرب لم تتحقق بعد، فقط فشل في إطلاق سراح الأسرى لدة المقاومة في غزة، وكذلك فشل في منع إطلاق الصواريخ من القطاع وجعلها منطقة آمنه، والأهم فشل في شرطه الثالث بالقضاء على حركة “حماس”. ويرى مراقبون، أن طرح خطة السيطرة على غزة بعد انتهاء الحرب، “خطيرة للغاية” رغم صعوبة تحقيقها، معتبرين المواقف الأمريكية والعربية والدولية “المتراخية” قد تساعد نتنياهو في تحقيق كل أهدافه وقلب المنطقة بأكملها مقابل البقاء على كرسي الحكم وعدم الذهاب للمحكمة. واعتبرت السلطة الفلسطينية، خطة نتنياهو لليوم التالي للحرب على غزة “اعترافا رسميا بإعادة احتلال القطاع”. وكانت “إسرائيل” قد احتلت قطاع غزة في 1967. وفي 2005 انسحبت أحاديا منه فيما عرف بـ”فك الارتباط”. ودخلت “خطة فك الارتباط” حيز التنفيذ في 15 آب/ أغسطس 2005، وهي خطوة تم فيها إخلاء جميع المستوطنات والمستوطنين من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة.. من جانبها، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في وقت سابق، أن طريق المفاوضات بين حركة حماس و”إسرائيل” وصلت إلى طريق مسدود. ويبقى التساؤل المطروح.. من سيمنع نتنياهو من تنفيذ هذه الخطة؟ وكيف؟ وهل ستتحول غزة لـ”الضفة 2″؟

المصدر: رأي اليوم