كشفت القناة 12 العبرية عن وثيقة وصفتها بأنها "سرية"، حذّرت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من نشوب حرب دينية، ما دفعه للحد من القيود التي تنوي حكومته فرضها على دخول فلسطينيي الداخل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الذي يحل الأسبوع المقبل.
وأوضحت القناة أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون حاليفا هو الذي بعث الوثيقة التي تتضمن التحذيرات إلى نتنياهو.
وأضافت أن هذه الوثيقة السرية كُتبت بعد عدة "مناقشات سرية"، بقيادة الجنرال حاليفا، ووصلت إلى المستوى السياسي، وحتى لرئيس الوزراء نتنياهو نفسه، وأن قراءة الوثيقة قد تظهر لماذا اختار نتنياهو رفض مطالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي طالب بفرض قيود واسعة وصارمة على دخول الأقصى في رمضان.
ومما كتبه حاليفا: "المحفّزات الدينية، وعلى رأسها جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، قد تؤدي إلى إشعال الوضع وتصعيد متعدد الساحات، وحتى إقليمي في شهر رمضان، وتحويل الحرب إلى حرب دينية".
وحذّر أيضاً من أن "هناك إمكانية لحصول تهديدات متزايدة وغير عادية من جميع الساحات ومختلف الأبعاد، وربما أثناء محاولة خلق تنسيق فلسطيني محوري ومتعدد الساحات، بهدف تجديد وتكثيف الهجوم على إسرائيل".
وأشار أيضاً إلى أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار "إمكانية تنفيذ أعمال عدائية استثنائية من ساحات لم تكن جزءاً من الحرب حتى الآن".
ونشر مكتب نتنياهو، الثلاثاء، قرارات بشأن القيود التي ستفرض على دخول فلسطينيي الداخل إلى الأقصى خلال شهر رمضان.
وزعم مكتب نتنياهو أن رئيس الحكومة والمؤسسة الأمنية قررا أن لا تكون هناك قيود كبيرة على دخول فلسطينيي 48 إلى المسجد الأقصى، بحيث لن يكون هناك تحديد لأعمار الزوار والمصلين.
وعمم المكتب بياناً في أعقاب جلسة ترأسها نتنياهو، وشاركت فيها جميع الأجهزة الأمنية، زعم فيه أن "إسرائيل تصون حرية العبادة لأبناء جميع الأديان بحذافيرها، في كل مكان في إسرائيل، ولا سيما في جبل الهيكل/الحرم الشريف"، وفق ما جاء في البيان.
وأضاف أن "شهر رمضان مقدس للمسلمين وسيتم الحفاظ على قدسيته هذا العام مثلما كان الأمر في السنوات السابقة. وسيتم السماح بدخول مصلين مسلمين إلى الحرم الشريف خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، على غرار الأعداد التي سجلت في السنوات السابقة، وستعقد أسبوعيا جلسة لتقييم الموقف بما يخص الوضع الأمني والسلامة العامة، وسيجري اتخاذ قرار وفقاً لذلك".
"المتابعة العليا" تؤكد رفضها القيود على دخول الأقصى
إلى ذلك، أكدت لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني رفضها أي قيود تفرض على المسلمين في الدخول إلى المسجد الأقصى في أي وقت من الأوقات، ومن ضمنها شهر رمضان.
ونبهت اللجنة، في بيان لها، إلى قرار حكومة الاحتلال بشأن عدم فرض قيود في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، خصوصاً أن الشرطة الإسرائيلية تقوم بتوزيع استدعاءات لمئات المواطنين لإبلاغهم بمنع دخولهم إلى ما أسمته باللغة العربية "جبل الهيكل".
ودعت "المتابعة" لاستمرار الحراك الشعبي، مناصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدةً أنها ستعلن في الأيام المقبلة عن تفاصيل إحياء الذكرى الـ48 ليوم الأرض الخالد، وعن تظاهرة مركزية في منطقة البطوف.
وقدم رئيس "المتابعة" محمد بركة بياناً عن عمل اللجنة، واستعرض المهمات اللاحقة، وافتتح كلمته موجهاً التهنئة باقتراب حلول شهر رمضان.
وأكد بركة، في كلمته، أن المعلومات التي تصل اللجنة حول استدعاء فلسطينيين من الداخل، من أجل الضغط عليهم لعدم دخول الأقصى، تزايدت في الفترة الأخيرة، داعياً إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى وإلى القدس لحماية المقدسات ودعماً لاقتصاد المدينة.
المصدر: العربي الجديد