2024-11-25 12:27 ص

استشهاد الأسير الـ 11 منذ «7 أكتوبر»: التوحش الإسرائيلي لا يستثني الضفة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تسعير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، بتكثيف اعتداءاته وجرائمه على مدار الساعة من شمال الضفة إلى أقصى جنوبها، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتصاعد عمليات الخنق والحصار للمدن والبلدات والقرى. وصباح أمس، اقتحمت قوات خاصة إسرائيلية مدينة جنين، وحاصرت بناية في حي الجابريات وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع. على الأثر، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والشبان، أصيب خلالها شاب على الأقل بجروح خطيرة جراء رصاصة في الرأس. كما أطلق جنود العدو الرصاص الحي باتجاه مركبة إسعاف في حيّ خلة الصوحة في المدينة، وداهموا عمارة «الجابريات» بعد محاصرتها، واعتقلوا الشاب رأفت عواد (33 عاماً)، واعتدوا بالضرب المبرح على الشاب علاء أبو الجحيم. أيضاً، استولت قوات الاحتلال على كاميرات تسجيل المراقبة في العمارة المذكورة، بعد خلع أبواب الشقق السكنية.وفي مدينة طولكرم، أعلن، أمس، استشهاد إبراهيم محاميد (59 عاماً)، متأثراً بجروح حرجة أصيب بها قبل نحو 5 أشهر، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم نور شمس، الذي تعرّض في الأشهر الماضية لاقتحامات متكررة، وسط استهداف مباشر للفلسطينيين بالرصاص الحي، وتدمير واسع لمنازل وممتلكات السكان والبنى التحتية للمخيم. وبالتزامن مع ذلك، شيّع الفلسطينيون، الشهيد بشار حنني (25 عاماً) من بلدة بيت فوريك في مدينة نابلس، والذي قضى، فجر أمس، بعدما أصيب برصاصة في البطن، في أعقاب تصدّيه ورفاقه لاقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للبلدة، والذي تخلّله إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحيّ عليهم وعلى منازل المواطنين. أيضاً، شهدت بلدة قصرة في المحافظة نفسها، مواجهات عنيفة أصيب خلالها شاب بجروح خطيرة جراء رصاصة استقرت في صدره، فيما اعُتدي على طاقم إسعاف «الهلال الأحمر الفلسطيني». وقد جرى الاعتداء على شاب بالضرب، الأربعاء الماضي، على حاجز صرة العسكري المقام على أراضي المواطنين غرب نابلس.
أما في مخيم الجلزون قرب رام الله، فتعمّد جنود الاحتلال إطلاق النار بشكل مباشر على الشاب صالح محمد حسونة (28 عاماً)، وهو نائم، بعد مداهمة منزله، ما أدى إلى إصابته في القدم، قبل أن يقتادوه إلى غرفة المعيشة، حيث أطلقوا عليه رصاصتين، وأجبروه على نزع ملابسه، ثم قيّدوه واعتقلوه عارياً، وسط ذهول ورعب زوجته وطفله الرضيع الذي يبلغ من العمر 6 أشهر. وفي هذا الإطار، قالت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين» إنها تملك صوراً تدل على محاولة إعدام حسونة، حيث أطلقت عليه النار من دون أن يكون هناك أي شكل من المقاومة أو الدفاع عن النفس من قبله، مشيرة إلى أن طبيعة الاقتحام وأعداد الجنود المقتحمين تعكس سادية هذه المنظومة الفاشية.
في هذا الوقت، يستمرّ الاحتلال في ارتكاب جرائمه بحقّ الأسرى، وآخرها ما أسفر عن استشهاد الأسير المصاب بالسرطان عاصف الرفاعي (22 عاماً) من بلدة كفر عين قضاء رام الله، بعدما عانى الإهمال الطبي في عيادة سجن الرملة، طوال سبعة أشهر. وقد اعتقل الرفاعي، منذ تاريخ 24 أيلول 2022، رغم إصابته بالسرطان، علماً أن هذا الاعتقال هو الرابع الذي يتعرض له منذ أن كان طفلاً، فضلاً عن إصابته برصاص الاحتلال عدة مرات. على أن الاحتلال حرم عاصف قبل اعتقاله من الحصول على تصريح للعلاج في القدس، ليستكمل جريمته باعتقاله، وتنفيذ جريمة طبيّة بحقّه بالمماطلة في نقله إلى المستشفى وإجراء الفحوص اللازمة له، وتزويده بالعلاج. وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في صفوف الأسرى إلى 11 منذ السابع من أكتوبر، فيما يواصل العدو عزل هؤلاء عن العالم الخارجي، ويمعن في الانتهاكات ضدهم.
وعلى خطّ موازٍ، شنّت قوات الاحتلال، فجر وصباح أمس، حملة اقتحامات واسعة في الضفة، تخلّلتها مداهمات لعشرات المنازل في مختلف المناطق، وذلك وسط مواجهات في عدة محاور، كان أبرزها في مخيم بلاطة الذي شهد مواجهات مسلحة عنيفة بين المقاومين وجنود العدو، وتفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال. وجاء هذا فيما قرر «كابينت الحرب» سحب صلاحيات وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، بشأن المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، استجابة للتحذيرات الأمنية من إمكانية أن يؤدي فرض قيود على دخول المصلين إلى الحرم القدسي، إلى اشتعال الأوضاع. وإذ ستحدد الشرطة سقفاً لعدد المصلين بناءً على الاعتبارات الأمنية والمعلومات الاستخبارية، فهي ستسمح، بحسب تقديرات «القناة 12 العبرية»، في بداية رمضان، بدخول ما بين 50 و60 ألف مصلٍّ إلى المسجد الأقصى، على أن يجري تقييم الوضع لاحقاً.


المصدر: الاخبار اللبنانية