2024-11-25 07:50 م

ما قبل السابع من اكتوبر ليس كما بعده-قيادات الفصائل الفلسطينية أمام إمتحان صعب في العاصمة الروسية

القدس/المنـــار/ تواصــل روســـيا دورها لانهاء الانقسام الفلسطيني وشهدت العاصمة الروسية موسكو عدة جولات من اللقاءات والحوارات بين الفصائل الفلسطينية، يذكر أن ملف المصالحة حط الترحال في أكثر من عاصمة دون تحقيق أي تقدم باتجاه انهاء الانقسام المستمر منذ سنوات طويلة، وترتبت عليه تداعيات وسلبيات خطيرة، انعكست ضرارا خطيرا على القضية والساحة الفلسطينية، وغيب الانقسام اجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية وفتح الباب واسعا أمام أمواج التبريرات وهي ليست صحيحة.
القيادة الروسية معنية باستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي ما تزال غائبة في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة في الضفة الغربية وغزة، وسط صمت شعبي غير مفهوم مع أنه القادر على فرض رغباته وتطلعاته وقراره.
وترى موسكو أن تحقيق الوحدة الوطنية والتخلي عن المصالح الذاتية تسقط ذريعة عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة التي تطرحها جهات اقليمية ودولية، قيادة موحدة تمثل جميع الفلسطينيين، حيث لا قدرة لتيار على اقصاء التيار الاخر خاصة التيارات ذات القاعدة الجماهيرية الواسعة، عندها تنهار وتسقط الذريعة التي يستخدمها كل من لا يريد حلا عادلا للقضية الفلسطينية ويدفع باتجاه تكريس الانقسام.
اللقاء المرتقب في موسكو وبدعوة من القيادة الروسية ينعقد في ظل تحديات رهيبة يتعرض لها الشعب الفلسطيني في مقدمتها الحرب الاجرامية على قطاع غزة، مما يفرض على المؤتمرين تحقيق انجاز المصالحة بعد هذه السنوات الطويلة من المرارة والقطيعة والنوايا غير السليمة.. وبعيدا عن سياسة الاقصاء والعبثية والمسرحيات السيئة والتبريرات المكشوفة.
في قطاع غزة ينفذ الاحتلال الاسرائيلي عدوانا وحشيا على أهله وفي الضفة الغربية محافظات مستباحة واعدامات متواصلة، واستيطان متغول، فمن العيب أن يستمر الانقسام في ساحة تحت العدوان والاحتلال والابادة الجماعية.
لقاء موسكو الذي دعت اليه كل الفصائل الفلسطينية، الفصيلان الكبيران حماس وفتح، وتلك الصغيرة، يفترض أن تتمخض عنه نتائج ايجابية ترقى الى مستوى تلبية مطالب الشعب الفلسطيني، وتحقيق توافق ايجابي، يتمثل في اعادة هيكلة منظمة التحرير وانضمام الفصائل غير المنضوية اليها، وعدم الاستفراد باتخاذ اية خطوة، كاجراءات الاصلاح وتشكيل حكومة التكنوقراط بمرجعية مقبولة وقيادة موحدة تأخذ على عاتقها مواجهة التحديات والابتعاد عن الشراك المنضوية أو المشاركة في زرعها والخروج من تحت عباءة الامريكان القذرة، وعدم الانزلاق الى حلول عرجاء وقبول الوعود الكاذبة والمبادرات الوهمية.
ان كل الذي سيشاركون في مؤتمر موسكو يتحملون المسؤولية، ومن الضرورة ان يتجه الرئيس الفلسطيني الى المؤتمر مشاركة وحضورا لتكون هناك جدية ونوايا صادقة في النقاش والحوار، وان يدرك الجميع ان ما قبل السابع من اكتوبر ليس كما بعده، ونجاح لقاء موسكو من شأنه حماية الساحة الفلسطينية من مخططات الانشغال الذي قد يصل الى حد الاشغال واثارة الفتن والتساوق مع اجراءات وعدوانية الاحتلال وداعميه والمشاركين في حرب الابادة على قطاع غزة.