2024-11-24 10:33 م

كيف قرأت المقاومة تصريحات ناصر القدوة؟!

وصفت أوساط مطلعة جدا على التفاصيل في فصائل المقاومة الفلسطينية وتحديدا في حركة حماس مضمون الخطاب والبرنامج الذي تقدم به الفتحاوي الغاضب ناصر القدوة عبر صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية مؤخرا بانه “كلام قديم” سبق للحركة ان سمعته مباشرة من ناصر القدوة عندما إلتقى بقيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي وقت مبكر أظهرت قيادة حماس عموما عدم إرتياحها للخطاب الذي يطرحه ناصر القدوة وفهمها بان ما يتحدث عنه لا يقف فقط عند حدود انه لا يلائم اطلاقا فصائل المقاومة ولا تضحيات وصمود وكلفة صمود شعب واهل غزة لكنه لا يلائم الواقع الميداني.
وإستعاد قادة في فصائل المقاومة مضامين التقارير والمحاضر التي تضمنت ما قاله القدوة في الدوحة اصلا قبل ان ينتقل الى مرحلة التعبير العلني عنه وان كان يعرضه بصفته الشخصية خصوصا وانه يقيم في العاصمة الفرنسية باريس ولا يوجد له نفوذ حقيقي وفقا لبعض المصادر الفلسطينية داخل وفي عمق حركة فتح.
بكل حال قالت مصادر في حركة حماس انها أصغت جيدا لما يطرحه ناصر القدوة وان ما طرحه كان بالترافق مع نقاشات جرت مع قياديين من تيارات فتحاوية أخرى.
وبالتالي المزج بين أفكار بعض أجنحة فتح كان حاضرا من بداية التأشير قبل ان ينتقل ناصر القدوة مؤخرا الى مستوى التعبير عن أفكاره ومقترحاته حتى عبر الاعلام الاسرائيلي.
وهي اشارة الى انه يخاطب جهة ما في الجانب الإسرائيلي ويبحث عن موطيء قدم او مجلس يستطيع عبره التقدم بأفكار ومقترحات محددة.
وهو بكل حال ما حاوله القدوة في القاهرة وما سعى لإنجازه في عمان وفيما استمعت له بعض الشخصيات الرسمية في القاهرة إستمعت له ايضا شخصيات شبه حكومية في الاردن لكن طلب منه عدم التحدث بالشأن الفلسطيني في جلسات وندوات عامة في العاصمة الاردنية مما انهى عمليا برنامجا كان قد اعده في هذا السياق.
بكل حال نقلت شخصيات سياسية اردنية عن عضو المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل قوله مؤخرا بان حديث القدوة او غيره عن “حماس جديدة” لا يعبر عن قراءة موضوعية  لا للواقع اليوم في المعركة والميدان ولا حتى لأي وقائع مرتبطة بفهم حركة حماس وبنيتها.
وسخر قياديون في حماس عدة مرات في اجتماعات محددة من الحديث عن تجديد حركة حماس او وجود حماس جديدة واعتبرها فكرة عبثية او تنطوي على رغائبية ولا تمثل الوقائع والحقائق لان حماس في جملتها السياسية تعمل ضمن محددات يعلمها الجميع وتلك محددات لا تسمح حتى بقبول فكرة مناقشة تجديد خطاب حركة حماس بمعنى او بآخر.
وكان القدوة قد قال مؤخرا بان حماس والرئيس محمود عباس خارج نطاق المستقبل الفلسطيني لا بل إقترح على قادة حماس آلية لإعادة تجديد ما اسماه الشرعية الفلسطينية بوضع الرئيس الفلسطيني والسلطة الفلسطينية امام خيارين لا ثالث لهما وبصورة علنية.
الخيار الأول هو ان تجري عملية التجديد ونزع الصلاحيات من رئيس السلطة في ظل الرئيس عباس وعبره  وبعد التشاور معه لكن القدوة طرح خيارا اعتبرته اوساط في حركة حماس إنقلابيا وليس في واردها الان عندما اعتبر بان ترك الرئيس عباس ومؤسسة الرئاسة والسلطة هو الخيار الثاني وبناء المرجعية الفلسطينية الجديدة على انقاض مؤسسة الرئاسة الحالية في حال رفض الرئيس الفلسطيني الاشراف والتوجبه والمتابعة تتم عملية التغيير التي يقترحها القدوة طبعا  في ظل الرئيس نفسه.
يشير سياسيون فلسطينيون الى ان القدوة في حالة تخاصم مباشرة مع الرئيس عباس لأسباب مفهومة.
لكن حماس وعندما استقبلت القدوة واستعمت اليه بعمق لم تعلق على ما قاله ولم تمنحه اي اطار له علاقة بموافقة  على أفكاره والاقتراحات التي تتحدث عن حالة تجاوز الرئاسة الفلسطينية في حال رفض المضي قدما في مشوار محدد  معروض عليها لتجديد الشرعية الفلسطينية ولتشكيل حكومة تكنوقراط نزيهة تتولى ادارة الضفة وغزة ولها كامل الصلاحيات مقابل صلاحيات شرفية فقط للرئاسة.
المصدر: رأي اليـــوم