2024-11-27 01:58 م

تهميش القضية الفلسطينية وضعف "النظام الصهيوني"-دوافع "طوفان الأقصى" بعيون إسرائيلية 

تعتبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أنه تبلورت لديها "صورة واضحة جدا" حول الأسباب التي دفعت حماس لشن هجوم 7 أكتوبر، وبينها الوضع بالمسجد الأقصى وتدهور وضع الأسرى وتطبيع السعودية، وأن "محور المقاومة" سينضم للحرب.
تعتبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أنه تبلورت لديها "صورة واضحة جدا" حول الأسباب التي دفعت حركة حماس ورئيسها في قطاع غزة، يحيى السنوار، إلى شن هجوم "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك بحسب معلومات استخباراتية تم ضبطها أو تحليلها خلال الحرب على غزة، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وأشارت الصحيفة إلى وجود خلافات أحيانا بين شعبة الاستخبارات العسكرية ("أمان") وبين جهاز الأمن العام (الشاباك)، لكن توجههما متشابه جدا في فهم دوافع السنوار، بسبب توفر معلومات يصفونها بأنها "أدلة صلبة"، وهي عبارة عن وثائق وتسجيلات ومواد من التحقيقات مع معتقلين.

وحسب هذه المعلومات التي تقول أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إنها ضبطتها، فإن السنوار توصل إلى قناعة بأنه "انتهت كافة السبل". وخلال مداولات في الأشهر التي سبقت الحرب، كانت حماس تعتبر أنه "يجب التركيز على إشعال" الضفة الغربية. لكن كلما مرّ الوقت تبين أن عمليات مسلحة، وكذلك محاولة أسر جندي، لن تكون كافية.

فقد توصل السنوار والمقربون منه إلى الاستنتاج أن الوضع بات خطيرا على القضية الفلسطينية. ورأوا أن الوضع القائم في المسجد الأقصى في خطر بسبب اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، وأن وضع الأسرى يتدهور، وسيتدهور أكثر بدون احتمال لتحريرهم سوى "بعملية اختطاف عملاقة".

كما أن الاعتقاد لدى حماس كان أن اتفاق تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية أصبح قريبا، وأن القضية الفلسطينية ستبقى في الخلف، وربما لفترة طويلة.

وأضافت الصحيفة أنه في موازاة ذلك، بدأت تتردد تقارير عن عزم إسرائيل العودة إلى سياسة الاغتيالات في قطاع غزة. وفي هذا السياق كان من المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) بعد عيد العُرش اليهودي، الذي انتهى في 7 أكتوبر، وترددت تقارير حول ذلك في وسائل الإعلام.

وساد تخوف في حماس، ووصلت تقارير بشأنه إلى إسرائيل "مرة تلو الأخرى"، من عملية إسرائيلية مفاجئة، تبدأ بموجة اغتيال قياديين في الحركة، وفقا للصحيفة.

كما تعتبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في إطار "الصورة الواضحة" لدوافع حماس لشن هجومها، أن السنوار اقتنع، مثل جميع قادة "محور المقاومة"، أن إسرائيل ضعيفة وتنهار من الداخل، بسبب خطة الحكومة الإسرائيلية لإضعاف جهاز القضاء وردود الفعل ضدها التي أشارت إلى "تصدع النظام" الإسرائيلي.

وحسب الصحيفة، فإن السنوار اقتنع، من خلال محادثات أجرتها حماس مع حزب الله، بأن "محور المقاومة" سينضم إلى حرب تبدأ في أعقاب هجوم "طوفان الأقصى". واعتقد أن ثقة الجمهور الإسرائيلي بالمستوى السياسي منخفضة جدا، وأن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من الرد بحرب شاملة في قطاع غزة.

والتقطت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هذه النظرة حول ضعف "النظام الصهيوني"، وأدى ذلك إلى توجيه "أمان" والشاباك والموساد تحذيرات إلى المستوى السياسي. كما أن هذه التحذيرات دفعت وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إلى إلقاء خطاب حذر فيه من تأثير خطة إضعاف القضاء على أمن إسرائيل، في آذار/مارس الماضي، وأدى إلى قرار رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بإقالته، ثم تراجع لاحقا.

وأشارت الصحيفة إلى أن رؤساء الشاباك الثلاثة الأخيرين، يورام كوهين وناداف أرغمان ورونين بار، أوصوا باغتيال قادة حماس. وبار وضع خطة الاغتيالات منذ أن كان رئيس شعبة العمليات في الشاباك، في العام 2011، وقبل تحرير السنوار من السجن في إسرائيل.

وحسب الصحيفة، فإن نتنياهو رفض تنفيذ الاغتيالات. والمرة الأخيرة التي جرى فيها التداول في تنفيذ اغتيالات كانت خلال ولاية حكومة نفتالي بينيت، وبدأ الجيش الإسرائيلي حينها التدرب على عمليات اغتيال قادة حماس، وأطلِقت عليها تسمية "اليوم الأخير لحارس الأسوار". و"حارس الأسوار" هي التسمية الإسرائيلية للعدوان على غزة في أيار/مايو العام 2021.

وأضافت الصحيفة أن بينيت كان المبادر للعودة إلى سياسة الاغتيالات خلال فترة حكمه القصيرة، بينما الجيش الإسرائيلي تحفظ من ذلك، وحذر من أن استهداف قادة حماس في فترة اعتيادية، من خلال هجوم مفاجئ، هو شن حرب، سيكون لها تبعات إقليمية ودولية. وكان الاعتقاد لدى معظم صناع القرار الإسرائيليين أن "حماس مرتدعة". وبعد فترة قصيرة سقطت حكومة بينيت – لبيد.