2024-11-24 06:05 م

بايدن يبيع بضاعته الفاسدة لأدواته في المنطقة وللجاليات العربية والاسلامية في الولايات المتحدة

القدس/المنــار/ هل تقدم اسرائيل على اجتياح مدينة رفح وهي التي لم تتوقف عن قصفها طوال اشهر الحرب الاجرامية التي تشن على قطاع غزة، تحت سمع العالم وبصره، دون التحرك الجاد الحقيقي لوقف هذه الحرب المجنونة.

اجتياح رفح ما زال واردا، للعديد من الاسباب وفي مقدمتها التركيبة الحاكمة في اسرائيل وعنجهية تل أبيب ورغبة نتنياهو بالابقاء على حكمه، تحت يافطة "تحقيق الانتصار" أي اقتلاع حركة حماس وتصفية قيادتها.

اجتياح رفح وارد تماما، لأسباب كثيرة في مقدمتها عدم تحقيق قيادة نتنياهو أية انجازات من الاحداث المعلنة، والأسباب الاخرى واضحة تماما، فما دام العرب شعوبا وأنظمة صامتين وغالبية هذه الانظمة متآمرة منتظرة تصفية المقاومة فلا غرابة أن تستمر تل أبيب في عدوانها، فلا رادع لها، ولو بموقف صادق حازم ضد العدوان المستمر على قطاع غزة، او حتى التوقف عن التآمر والاسناد لهذا الاجرام الاسرائيلي الذي فاق كل تصور، رغم امتلاك العرب الكثير من الاوراق القادرة على صد هذا العدوان المستمر منذ شهور وكسر اسطوانة التخويف التي ترددها تل أبيب ترهيبا للعرب، واستنهاض تلك الدول الاستعمارية وفي طليعتها الولايات المتحدة، التي تشارك فعليا في الحرب على قطاع غزة.

اسرائيل وداعموها من الاستعمار الابيض تنفذ مشروعا استعماريا في المنطقة قد يتحقق في حال نجحت في تحقيق اهدافها المعلنة وغير المعلنة من وراء حربها في غزة.

والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا، اذا كانت الانظمة العربية تستمد بقاءها من الدعم الامريكي والرضى الاسرائيلي بفعل ما تقدمه من خدمات وتؤديه من ادوار.. فلماذا تهب الشعوب العربية لتمارس دورها المفروض والمطلوب في مواجهة مخططات وحرب اسرائيل وهي تشاهد شلالات الدماء المسفوكة في قطاع غزة.

موقف الانظمة المريب يعني بوضوح أنها مع الحرب ومع سفك الدماء والاقتلاع والابادة ومواصلة اسرائيل الاستخفاف بهذه الامة وبالشرعية الدولية.. ان الرد على موقف الانظمة المشبوه والمرفوض، يفترض الرد عليه من جانب شعوبها فهي وحدها القادرة على اقتلاعها من جذورها، وتنهي الى الابد احتكارها وظلمها وخستها.

وهنا لا بد من الاشارة الى تفاني الشعب اليمني الذي هب دفاعا عن غزة واهلها مثبتا انه يدرك ابعاد ما تخطط له اسرائيل وحاضنتها الولايات المتحدة، ويدرك ايضا أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية ايقاظ للشعوب من سباتها.

هذه المرحلة المفصلية والخطيرة تستدعي تضافرا من كل محبي الحرية، والداعمين لحقوق الانسان بصدق والمؤمنين بحق شعبنا في استقلاله ونيل حقوقه ودعوة محكمة العدل الدولية لمعاقبة كل الجهات المشاركة في الحرب القذرة على غزة عبر تزويد اسرائيل بالمواد التموينية، من خلال معابر برية لم تعد خافية على احد. هذه الانظمة التي شاركت وصمتت على حصار قطاع غزة، تواصل دورها القذر ضد شعب فلسطين وقضيته، هذا الدور مشارك في التطهير العرقي الذي تقوم به اسرائيل، وما تطلقه من تصريحات وحرص وانتقاد، مجرد كذب وخداع وهروب من المسؤولية.

للصامتين والمتشفين والمشاركين في العدوان الاجرامي على غزة، من انظمة الردة القابعين في دائرة الانتظار لتلقي "الاجور" من "الفتات" نقول: ان من لم يتعظ من الموت فلا واعظ له".

انظمة تعيش في الوهم، تستجدي واشنطن وتتغطى بالرداء الامريكي الذي لا يخفي العورات، وتتلقى بلهفة بضاعة بايدن الفاسدة، كحل الدولتين، والدعوة للاستقرار الذي تريده.