2024-11-25 10:31 م

أميركا وحيدةً في العالم: لن نوقف الحرب!!

للمرة الثالثة على التوالي، عرقلت الولايات المتحدة مشروع قرار في «مجلس الأمن» بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما منع المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، بحسب المقترح الجزائري، موضع التصويت. وصوّتت 13 من أصل 15، هي الدول الأعضاء في المجلس، لصالح النصّ الذي صاغته الجزائر، بينما امتنعت بريطانيا عن التصويت، واستخدمت أميركا حقّ النقض. وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، للمجلس قبل التصويت، إن «التصويت لصالح مشروع القرار هذا، هو دعم لحق الفلسطينيين في الحياة. وعلى العكس من ذلك، فإن التصويت ضدّه يعني تأييداً للعنف الوحشي والعقاب الجماعي اللذيْن يتعرّضون لهما». وفي المقابل، ادّعت سفيرة الولايات المتحدة أن «أيّ إجراء يتخذه هذا المجلس الآن يجب أن يدعم، لا أن يعوّق، هذه المفاوضات الحسّاسة الجارية. ونعتقد أن القرار المطروح الآن سيؤثّر في الواقع سلباً على تلك المفاوضات». وتابعت: «المطالبة بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار من دون التوصل إلى اتفاق يلزم حماس بالإفراج عن الرهائن لن تؤدّي إلى سلام دائم، وربما تؤدي بدلاً من ذلك إلى إطالة أمد القتال بين حماس وإسرائيل». وبدورها، كرّرت الخارجية الأميركية، في بيان، أن «وقف إطلاق نار غير مشروط يفيد حماس، ونسعى لوقف إطلاق نار مؤقّت لضمان إطلاق سراح الرهائن». وأضافت: «نجري حالياً محادثات للسعي نحو تحقيق هدنة إنسانية في غزة، ونودّ تحقيقها قبل شهر رمضان».ويكشف ما سبق، مجدّداً، حقيقة «المناورات» التي تمارسها الولايات المتحدة، بحديثها عن سعيها إلى وقف الحرب، بينما هي من يتعمّد إطالتها بدعوى الحرص على مفاوضات حسّاسة منع رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، الوفد الإسرائيلي من العودة إلى استكمالها، وانقلب على ما كان اتّفق عليه بشأنها مع الولايات المتحدة وقطر ومصر في باريس، وفشل موفدو الرئيس الأميركي، جو بايدن، واتصالاته المتكرّرة، حتى الآن، في نفخ الروح فيها.
مع ذلك، بدا أمس وكأنّ فصلاً جديداً من مسلسل التفاوض الطويل قد فُتح، حيث وصل إلى القاهرة وفد قيادي من حركة «حماس»، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، لمناقشة تطورات الحرب والمفاوضات. وبالتزامن، تحدّثت معلومات عن هبوط طائرة تقلّ وفداً رسمياً أميركياً في تل أبيب، ومن ثمّ مواصلتها طريقها من هناك إلى القاهرة. وفي الوقت عينه، كشفت «القناة 12» أن «مسؤولاً إسرائيلياً زار القاهرة اليوم (أمس) لمدّة ساعتين». وأضافت القناة نفسها، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، أن «الوقت بدأ يضغط على كلّ الأطراف للتوجّه نحو صفقة تبادل قبل رمضان». وتابعت أن «إسرائيلَ تريد صفقة، والقطريين والمصريين يريدون الهدوء، والولايات المتحدة تريد وقفاً لإطلاق النار، وحماس تريد فترة تنفّس وبقاء المختطفين عندها». ومن جهتها، أشارت «القناة 13» إلى «تفاؤل حذر في إسرائيل: إذا كان هناك تقدّم في مفاوضات صفقة التبادل، فسينضم الوفد الإسرائيلي إلى المفاوضات في الأيام المقبلة». وكانت واشنطن قد أعلنت، في وقت سابق، أن بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، سيزور مصر وإسرائيل اليوم، بينما أفاد موقع «واللا» العبري بأن «الزيارة تهدف إلى بحث عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح وصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة».
وفي سياق متصل، وبحسب قناة «كان»، فإنه «بعد انقطاع دام بضعة أسابيع، تلقّى الوسطاء رسائل جديدة من مقرّبين من (رئيس حماس في غزة يحيى) السنوار، تشير إلى أنه عاد إلى التواصل مع القيادة في الخارج»، وهو «لم يعد بعيداً عن الواقع». وكان وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد ادّعى، قبل يومين، بأن السنوار معزول عن التواصل، وأن قيادة «حماس» في الخارج تبحث عن بديل له، قبل أن تنفي الحركة ادّعاءات غالانت جملة وتفصيلاً. وفي موازاة ذلك، كشف موقع «واللا» أن رئيس وزراء قطر أجرى اتصالاً هاتفياً، أمس، مع رئيس «الموساد»، وأبلغه في أن «حركة حماس بدأت بتسليم الأدوية للأسرى الإسرائيليين»، وهو شرط كان وضعه نتنياهو أمام الوسطاء، حينما طالبوا بزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وعلى رغم أنباء عودة المفاوضات، قال نتنياهو: «لسنا مستعدّين لدفع أي ثمن، وخصوصاً ثمن الأوهام التي تطلبها حماس منا، والتي تعني هزيمتنا». أما حليفه، وزير المالية ورئيس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، فاعتبر أن إعادة الأسرى الإسرائيليين «ليست الأمر الأهم». وأضاف سموتريتش، في مقابلة مع إذاعة «كان ريشت بيت»، أن «كل شيء مهم. من المهمّ هزيمة حماس وتدميرها. إعادة المختطفين ليست هي الأهم، إنها مهمّة للغاية، لكن القول (بإعادتهم) بأيّ ثمن، تصريحات غير صحيحة وغير مسؤولة». وحاول الوزير المتطرّف تبرير موقفه، بعد عاصفة من ردود الفعل، من خلال حسابه على منصة «إكس»، قائلاً إن ما قصده هو أنه «فقط من خلال القضاء على حماس يمكن إعادة المحتجزين». وكتب: «من يدعون إلى إبرام صفقة بأي ثمن، سيقودون إلى هزيمة إسرائيل في الحرب، ويبعدون فرصة إعادة المختطفين إلى ديارهم».
في المقابل، هاجم رئيس المعارضة، يائير لبيد، سموتريتش، قائلاً إن «هجومه على عائلات المختطفين هو وصمة عار أخلاقية، ولا يمكن لأشخاص بلا قلب أن يستمرّوا في قيادة دولة إسرائيل إلى الهاوية»، فيما شدّد عضو «مجلس الحرب»، بيني غانتس، على أن «إعادة المحتجزين الإسرائيليين هي الأمر الأهمّ في الحرب». وكتب غانتس: «إعادة المختطفين ليست هدفنا في الحرب فحسب، بل هي واجبنا الأخلاقي كدولة وشعب. إنها الشيء الأكثر إلحاحاً. ولن نفوّت أي فرصة لإعادتهم إلى الديار». إلى ذلك، شهدت مدينة تل أبيب، أمس، تظاهرة لأهالي الأسرى الذين أوقفوا حركة المرور في شارع «شاؤول هامليخ» لدقائق، وهم يهتفون: «سموتريتش، لقد تخلّيتم عن أسرانا والآن تتخلّون عنا مرة أخرى».

المصدر: الاخبار اللبانية