2024-11-22 01:10 م

إسرائيل تدرس مخططا لإقامة جيوب سكانية في غزة.. شبح العراق يخيم

تدرس إسرائيل إقامة "جيوب سكانية" في قطاع غزة، على شكل أحياء يتم إسكانها بعدد محدود من سكان القطاع "غير المؤيدين لحماس"، تحت حماية الاحتلال الإسرائيلي.

وفق صحيفة "معاريف"، فإنه يجري إعداد مخطط في مقرات أجهزة الأمن في تل أبيب من أجل تنفيذ هذا المخطط، بعد انتهاء الحرب على غزة.

وحسب المخطط، ستشرف لجنة تنفيذية فلسطينية على الشؤون الداخلية في هذه "الجيوب"، والجيش الإسرائيلي مسؤول عن الأمن. ويأملون في إسرائيل أن تمول دول الخليج هذا المخطط.

وتقول الصحيفة إنه في إسرائيل يخططون لتجربة أولية، وفي حال نجحت في "جيب" واحد، سيتم تطبيق المخطط في "جيوب" أخرى، وبعد ذلك سيطبق هذا المخطط في "مدن بأكملها".

ويستند المخطط إلى تعاون بين إسرائيل وممثلين محليين، بهدف إقصاء حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية، عن القطاع.


وتلفت الصحيفة إلى أنه يجري حاليا "البحث عن غزيين يوافقون على التعاون" في التجربة الأولى.

وتشير إلى أن هذا المخطط "يبدو واعدا"، لكنها حذرت من أن الواقع مختلف.

وتقول: "منذ البداية ستعلن حماس عن هذه الجيوب أنها مناطق معادية، وسيوصم أولئك الزعماء المحليين بأنهم متعاونين.. وسيهدر دمهم وستكون حياتهم معرضة للخطر.. كما أن السكان فيها سيتعرضون للخطر والضغوط".

ولا يتطرق هذا المخطط الإسرائيلي لباقي سكان القطاع، الذين يشكلون الأغلبية الساحقة.

كما أنه ليس واضحا كيف سيعيشون ومن سيهتم بهم، فهم "وسكان فقراء، أو غير راضين، هم عدو أوتوماتيكي. وستنمو بداخلها احتجاجات عنيفة وقوية".

وتلفت الصحيفة إلى أن مسألة التمويل ليست مضمونة أيضا، "لأن دولا خليجية ستطالب بدفع أموال على المشروع التجريبي ستطلب ضمانا بشأن استقراره".


وتتساءل الصحيفة: "كيف سيتم اختيار المواطنين الذين ستشملهم التجربة؟، وهل سيخضعون لاختبارات قبول؟، وفي حال كان هناك موالون لحماس في عائلة واحدة، هل سيحصل قسم منها على الامتياز، ويتم رفض أقاربهم؟، وماذا ستفعل إسرائيل مع عشرات آلاف الموظفين الحكوميين في القطاع، فجميعهم عملوا في حكومة حماس. هل ستتركهم يواجهون مصيرهم؟".

وتضيف الصحيفة، أنه "حتى لو تم القضاء على الذراع العسكري لحماس، فإنه سيبقى في القطاع عدد كاف منهم، الذين يملكون خبرة عسكرية، وسيتحدون جميع الذين يمثلون الحكم الجديد".

وتتابع: "إذا صدرت أوامر للجيش الإسرائيلي بالدفاع عن هذه الجيوب، سيكون جنوده هدفا، ومن شأن خائبي الأمل (الفلسطينيين) أن يتجمعوا في ميليشيات مسلحة، فميليشيا واحدة وربما أكثر في كل مدينة. وأعداء إسرائيل وفي مقدمتهم إيران، أو ربما رأسمال إسلاموي أو تنظيمات جهادية في سيناء، سيدعمونها عن بعد بالتمويل والسلاح والتدريب".

وتزيد الصحيفة أنه عندها، "لن تكون هناك جهة بالإمكان ممارسة ضغط عليها أو التحدث معها، لأنه لن يكون حكم مركزي في القطاع. وقد يُستدرج الجيش الإسرائيلي إلى مطاردة يومية، بدون توقف، لهذه الخلايا".

وهكذا حدث تقريبا في العراق، وفق الصحيفة، التي قالت إنه عندما غزا الجيش الأمريكي بغداد وأطاح بصدام حسين، وفكك جيشه وألقى بضباطه وجنوده إلى الجحيم. وفي أعقاب ذلك نشأ تنظيم القاعدة في العراق، الذي تشكل من ضباط وجنود في جيش صدام، الذين انتقموا من الأمريكيين".


وأقام الأمريكيون إدارة مؤقتة في العراق وعينوا حاكما أمريكيا عليها.

لكن الانهيار الكبير فتح الأبواب أمام الجميع، وهكذا دخل الإيرانيون إلى بغداد، ولم يخرجوا منها منذئذ، وفق الصحيفة التي قالت: "بعدما سحبت إدارة (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما القوات الأمريكية من أجل إيقاف إراقة دماء جنودها، احتل تنظيم داعش الفراغ الحاصل".

وتضيف: "خلال 3-4 سنوات تطور لدى ملايين العراقيين، ولدى الأمريكيين أيضا، اشتياق لتنظيم القاعدة، الذي بسببه اشتاقوا قبل ذلك إلى (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين".

وتخلص الصحيفة، في تلميح إلى مصير مخطط "الجيوب السكانية" في قطاع غزة، إلى أن "التجربة الأمريكية في العراق كانت وما زالت فشل مجيد".

وتختتم: "إدارة أمريكية شجعت بتهور إقامة القاعدة، وإدارة أخرى، بهربها، دعت داعش إلى الصالون، وكانت لديهم نوايا حسنة، كما يقول أي أمريكي كان هناك، فقد أرادوا أن يبنوا كيانا طبيعيا في العراق، يتمتع بسلام وأمن".

المصدر: الخليج الجديد