2024-11-25 01:36 م

أميركا لا تنعى المفاوضات-حراك متجدّد لترويض نتنياهو

مرة بعد أخرى، تحاول الولايات المتحدة بثّ الروح في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والتهدئة، والتي يجتهد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في العمل على إفشالها. وأوفدت الإدارة الأميركية مسؤوليها، واحداً تلو الآخر، إلى الكيان، لإقناع نتنياهو وشركائه بضرورة المضيّ بالصفقة، والشروع في إدارة الحرب على قطاع غزة، وفق الرؤية الأميركية، أي بالقتل البطيء والإحباط المزمن، خلافاً للطريقة الإسرائيلية الهمجية والانتقامية، والتي تخشى واشنطن من أن تنقلب خسارة استراتيجية لها ولتل أبيب، على حدّ سواء. يوم أمس، زار رئيس الاستخبارات الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، الأراضي المحتلّة، قادماً من الدوحة، وعقد لقاءً مع نتنياهو ورئيس جهاز «الموساد»، ديفيد برنياع، في تل أبيب. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، أبلغ نتنياهو، بيرنز، أن «على حماس التخلّي عن مطالبها غير الواقعية، وإلا يستحيل المضيّ قُدماً»، في حين أشار المسؤول الأميركي إلى أن «قطر تطلب إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة لدفع صفقة الرهائن قُدماً، لكن نتنياهو رفض مناقشة الطلب إلى أن تحصل إسرائيل على إثبات وصول الأدوية إلى الأسرى الإسرائيليين». وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال: «تلقّينا ردّ حماس (السابق)، وهناك بعض القضايا الصعبة للغاية التي يتعيّن حلّها»، مضيفاً: «نحن بصدد العمل مع قطر ومصر وإسرائيل للتوصّل إلى اتفاق نهائي بشأن الرهائن، وهذا ممكن الآن (...) حتى وإن اكتنفته صعوبات».وعلى ضوء هذه المستجدّات، عقد «مجلس الحرب» والحكومة السياسية والأمنية الموسّعة، اجتماعين منفصلين لبحث صفقة التبادل وقضايا أخرى. وبحسب «هيئة البثّ الإسرائيلية»، فإن «التوتّر داخل مجلس الحرب وصل إلى ذروته»، حيث بات «نتنياهو وغانتس نادراً ما يتحدّثان معاً». وأضافت أن «نتنياهو لديه شكوك تتعلّق بتواصل غانتس مع المسؤولين الأميركيين عبر قناة خاصة». ولذلك، فهو قام باتخاذ قرار منفرد بمنع الوفد الإسرائيلي المفاوض من العودة إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات، أول من أمس، من دون أن يُشرك فيه عضوَي «مجلس الحرب»، بني غانتس وغادي آيزنكوت. وفي هذا السياق، «انتقد آيزنكوت قرارات نتنياهو بشأن الوفد المفاوض»، معتبراً «اتّخاذ نتنياهو القرارات بمفرده، إخلالاً باتفاق مجلس الحرب».
أيضاً، وبحسب «القناة 12» الإسرائيلية، «طرح نتنياهو، خلال جلسة الحكومة (أمس)، مسألة معارضة قيام دولة فلسطينية بناءً على طلب سموتريتش»، في ما يمثل رسالة مباشرة إلى الإدارة الأميركية، التي تتذمّر من تصرفات نتنياهو، متجنّبةً في الوقت نفسه الصدام المباشر والعنيف معه. ويوضح ذلك، ما أوردته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، من أن «بايدن صبره نفد بالفعل مع نتنياهو»، وهو «يعتقد منذ أشهر أن نتنياهو مستعدّ لإطالة الحرب لاعتباراته السياسية». لكن، مع هذا، بحسب المصادر، «لا تحوّل استراتيجياً في العلاقة مع إسرائيل رغم إحباط بايدن»، إذ «يرى الرئيس الأميركي أن انهيار العلاقة مع نتنياهو، ليس في مصلحة الأمن الأميركي»، وأن «إثارة الخلافات علناً، لن تكون فعّالة مع نتنياهو». وأشارت هذه المصادر إلى أن «الأصوات تتزايد داخل الإدارة الأميركية، لاتّباع نهج أكثر شدّة تجاه نتنياهو».
وفي وقت كانت تُعقد فيه جلسة الحكومة، قطع متظاهرون إسرائيليون الطريق المؤدّي إلى وزارة الحرب في تل أبيب، للمطالبة بصفقة تبادل أسرى فورية. كما عقدت «هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين» مؤتمراً صحافياً، ناشدت فيه مجلس الحرب «عدم التنازل عن صفقة القاهرة لأننا لا نستطيع التحمّل أكثر». وأضافت «الهيئة» أنه «لن يكون هناك نصر إلى أن يعود آخر مختطف من غزة»، معتبرة «قرارات نتنياهو بشأن مفاوضات صفقة التبادل تضحية بالأسرى»، ومؤكدة «أننا سنصعّد حراكنا». كذلك، خلص استطلاع للرأي نشرته صحيفة «معاريف» إلى أن «45% من الإسرائيليين يعارضون قرار نتنياهو عدم إرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة، بينما يؤيّده 33%».
على خط موازٍ، وبعد تأجيل عدة مرات، تقدّمت الجزائر، أمس، بمسوّدة قرار بشأن غزة للتصويت عليه في «مجلس الأمن الدولي». وتنصّ المسوّدة النهائية، التي اطّلعت عليها «الأخبار»، على المطالبة بـ«وقف إطلاق نار إنساني فوري»، وامتثال جميع الفرقاء لـ«التزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا سيّما ما يتعلّق بحماية المدنيين والأهداف المدنية». وتشجب المسوّدة «جميع الهجمات ضدّ المدنيين والمنشآت المدنية، إضافةً إلى أعمال العنف والاعتداءات ضدّ المدنيين، وجميع الأعمال الإرهابية». كما ترفض «التهجير القسري للسكان الفلسطينيين المدنيين».

المصدر: الاخبـــــار اللبنانيـــــة