2024-11-25 07:33 م

في مواجهة (الصهيونية المسيحية)

بقلم: موفق محادين
لم تعد واشنطن الإمبريالية الوحيدة التي ترفع راية هنتنغتون وكتابه "صراع الحضارات" بين الغرب الرأسمالي من جهة، والشرقين الروسي والأوسطي من جهة ثانية، وتجاهر في موقفها العنصري الفاشي إلى جانب العدو الصهيوني وجرائمه بحق الشعب العربي الفلسطيني. فأغلبية متروبولات الاتحاد الأوروبي تلتحق بها وتسبقها أحياناً وتضفي على المصالح الاقتصادية بعداً عنصرياً أيديولوجياً آخر، هو المسيحية الصهيونية. 

بالإضافة إلى العوامل والاعتبارات المعروفة التي تفسر دور المتروبولات الرأسمالية في دعم الصهيونية وثكنتها العنصرية الإجرامية في فلسطين المحتلة، ثمة بيئة ثقافية أيديولوجية مشتركة تعود في جذورها إلى الصهيونية المسيحية، التي وُلدت في غمرة ما يعرف بالإصلاح الديني، الذي اخترق المسيحية المحافظة وحوّلها إلى بيئة توراتية تلائم ولادة الرأسمالية الربوية. 

انطلاقاً من ذلك، تسعى هذه المقاربة إلى قراءة المسيحية كتكثيف وتجسيد للتراث الإنساني الأممي الذي سبقها بما في ذلك النزعات الإنسانية والأخلاقية في أساطير الشرق القديم مع تجنب الحيثيات والمقاربات الإشكالية الدارجة:

1.  في مخطوطات قمران – البحر الميت، ومخطوطات نجع حمادي المصرية.

2.  في الأناجيل المعتمدة أو غير المعتمدة مثل برنابا.

3.  في المجاميع المسكونية وخلافاتها بشأن الطبيعة الواحدة أو الطبيعتين وبشأن ما انتهت إليه من انشقاق (كاثوليك وأرثوذكس).

4.  في التباينات بين اليعاقبة والنساطرة والأيروسية.

5.  في المدارس، وخصوصاً بين أنطاكية السورية التي استقرت ردحاً من الزمن كمقر لأفكار نسطور قبل نفيه إلى البتراء، وكانت تحت تأثير أرسطو، وبين الإسكندرية التي استقرت كمركز لليعقوبية (الطبيعة الواحدة) تحت تأثير أفلوطين والأفلاطونية. يشار هنا إلى مقاربة هذه المدارس في روايات متعددة، بينها روايات عزازيل والنبطي ليوسف زيدان.

6.  موضوعات أخرى بشأن: سر المناولة، التثليث وموقع الأم، التعميد وهل جرى من يوحنا المعمدان أم لا، الأيقونات وصراع الأديرة مع الكنائس.

المسيحية تكثيف لثقافات العالم الإنسانية
1.  التثليث، وما سبقه في الظاهرة التموزية، والمصرية (إيزيس، أوزيريس، حورس).

2.  حالات عرفها الهنود، مثل كريشنا (المخلص الفادي)، ومثل الولادة من أم عذراء، بوذا من مايا (مقابل مريم – ماريم)، وكريشنا من ديفاكي، ومثل بوذا (الولادة تحت شجرة، وحدة الوجود، الخلاص بالنرفانا).

3.  تواريخ مقدسة مثل كانون أول، أعياد النيروز بين آذار/مارس ونيسان/أبريل.

4.  تحويل الماء إلى خمر في عرس الجليل (البعد الرمزي) وقد عرفتها جزيرة أندروز (نبع يحول الماء إلى خمر في أعياد الميلاد).

5.  تكثيف التجارب الكبرى في الشرق، فارس في عهد شابور، ماني (المسيحية مع الزرادشتية)، وروما في عهد قسطنطين (المسيحية مع الثقافة الرومانية ومكوناتها: الشمس، النار، الرواقية المأخوذة من زينون السوري، تراث آتيس موته وانبعاثه).

استدراكات أخرى نقيض المسيحية، اليهودية، التي لا تُعَدّ ديانة عالمية باقتصارها على كذبة (شعب الله المختار) وبتأويلها العنصري للوصايا العشر، لا تقتل، (لا تقتل يهودياً). وهكذا ولعلها أقرب إلى الثلاثية عند المفكر المغربي محمد عابد الجابري: القبيلة (الشعب المختار) والعقيدة التلمودية العنصرية، والغنيمة المرتبطة بالربا والغزو.

المحور الأول
تفكيك العلاقة بين العهدين، القديم اليهودي والجديد المسيحي:

1.  عدم الاعتراف اليهودي بالمسيح حتى الآن، ويشار هنا إلى الحاخام موسى بن ميمون، مستشار صلاح الدين الأيوبي، وما كتبه في الرسالة اليمنية وتطاوله على المسيح (النبي الدجال)، وعلى الرسول محمد (النبي الكذاب).

2.  اختلاف البيئة الاقتصادية - الاجتماعية والمعرفية:

أ‌. اختلاف البيئة الاقتصادية – الاجتماعية، ففي مقابل نمط الإنتاج (العبري) (العابرين)، الربا والغزو وعالم الصحراء، الليل، القمر، النار، وُلدت المسيحية في بيئة زراعية نهرية حيث النهار، الشمس، الماء والأرض كعنصر إنتاج.

ب‌. وبالتالي اختلاف البيئة والتعبيرات المعرفية من حيث النصوص نفسها في قول المسيح: 

- ما جئت لأتمم بل لأنقض.

- جئت بالنعمة لا بالناموس (الشريعة)، كما ورد ذلك في يوحنا، ورومية.

- المسيح كمخلص للعالم كله وليس للشعب المختار المزعوم.

- الإيمان الفردي كما لخص ذلك كيركغارد في الوجودية المسيحية.

- البعد الترميزي في مقابل التفسيرات الحرفية اليهودية، ومن ذلك الهيكل السماوي الرمزي عند المسيحية في مقابل هيكل مادي مزعوم عند اليهود، علماً بأن اليهودية تحرم النحت، وبالتالي تسقط فكرة هذا الهيكل.

- المقدس والمدنس، النفس والبدن، فبحسب المسيح فإن المدنس ليس ما يدخل الفم، بل ما يخرج منه.

- البعد الأخلاقي الرواقي في المسيحية في مقابل التفسير اللاأخلاقي للوصايا العشر في اليهودية.

- القربان الخلاصي (الابن نفسه) في مقابل القربان الحيواني وبالغير عند اليهود.

- الطقس مقابل الشعائر والشرائع عند اليهود، الأخلاق في الطقس عفوية عضوية، وفي الثانية مرتبطة بالثواب والعقاب.

- التثليث المسيحي في مقابل الثنائية اليهودية وقبلها المجوسية. وغابت (الأم) عن التثليث في حقبة المسيحية البطريركية، وللتثليث جذوره الفلسفية:

عند أفلاطون وأفلوطين: المبدأ الأول ثم العقل (يساوي الابن) ثم النفس (تساوي الروح القدس).

وعند هيغل: الروح ثم الروح الموضعي ثم الروح المطلق.

- مملكة السماء ومملكة الأرض (كل أرض يطوبها اليهود العابرون). في قول المسيح، مملكتي ليست من هذا العالم، حتى إنه سخف ممالك الأرض بدخوله على أتان. ومملكة السماء المسيحية أقرب إلى المدينة الفاضلة عند المتصوفة والفارابي في مقابل المدينة الجاهلة (ممالك الأرض). وكان الوسط الكهنوتي المسيحي نفسه شهد نقاشاً بشأن ذلك:

- أوغسطين في القرن الرابع (مملكة السماء) ضد مملكة الأرض في تحذير من دمج المسيحية بأي إمبراطورية أو حكم، وكان تحت تأثير أفلاطون.

- توما الأكويني الذي حاول التوفيق بين مملكة السماء وإصلاح ممالك الأرض، وكان تحت تأثير أرسطو وابن سينا وابن طفيل في (حي بن يقظان).

المحور الثالث: تهويد المسيحية والعالم
بعد الإصلاح الديني (المزعوم) وفي قلب التحولات الرأسمالية بدأت عملية تهويد المسيحية والعالم كله، وصرنا إزاء (كتاب غير مقدس) من عهدين: عهد قديم وعهد جديد متهود، وجدنا ملامحه أيضاً في الشرقين: الشرق الأوسط عبر التوهيب الأيديولوجي، والشرق الأوروبي عبر ما يعرف بالقلاع الأمامية للرجعية وحالة بولندا والبابا بولس الثاني بصورة خاصة.

وليس بلا معنى أن معاقل الرأسمالية الأولى، كما الحالية، معاقل متهودة من شركة الهند الشرقية الهولندية إلى شركة الهند الشرقية البريطانية وصولاً إلى مشروع شركة الهند الجديد التي أعلنها بايدن في مقابل طريق الحرير الصيني، وأوراسيا الروسية.

هكذا تُفهم معركة غزة وباب المندب في الشرق الأوسط، ومعركة أوكرانيا شرق أوروبا، والتي جرت وتجري تحت عنوانين لأيديولوجيا التهويد والأخويات السرية، الصهيونية الأوروبية شرقاً، والإبراهيمية هنا.

المحور الرابع
ما الألفية البيوريتانية اليهودية وأخوياتها السرية التي تُعرف من دون تدقيق بالمسيحية الصهيونية.

الإحالة النظرية الأولى: بحسب ماركس فيبر وكارل ماركس: 

ماكس فيبر (1864- 1920) في كتابه الأخلاق البروتستنتينية وروح الرأسمالية 1905، إذ عدّ الإصلاح الديني اللوثري – الكالفيني مكوناً أساسياً في الرأسمالية، وهو الإصلاح الذي أعاد إنتاج اليهودية في قلب المسيحية (نظرية التشاكل) بحسب شبنغلر وإداورد سعيد.

كارل ماركس في الخط العام لكتاب (رأس المال) أي ماركس الشيخ أو المتأخر، وفي كتابه المسألة اليهودية 1844 أي ماركس الشاب الذي كان قد غادر الهيغلية في تلك الفترة.

بحسب ماركس: لا تبلغ اليهودية ذروتها إلا في المجتمع البرجوازي، ولا تتحرر البشرية برمتها من الاغتراب والقهر الطبقي إلا بالتحرر من الرأسمالية، ولا تتحرر من الرأسمالية إلا إذا تحررت من اليهودية وجوهرها الربوي. 

ومنذ ذلك الحين في القرن التاسع عشر وإلى يومنا هذا والعالم الرأسمالي تحت سيطرة هذه الربوية اليهودية التي كرست قوتها في النظام المالي والنقدي العالمي لاتفاقية بريتون وودز وأذرعها، مثل البنك وصندوق النقد الدوليين.

الإحالة النظرية الثانية: التطويب المقدس
أولاً: الحيثيات:

1.  المركزية الثقافية الأوروبية وتأويلها للانتقال من حالة الطبيعة إلى الحضارة، فالأولى تتعلق بالجماعات البدائية والثانية بالشعوب المتحضرة.

2.  جدل العلاقة بين الإصلاح الديني والرسملة والاستعمار، أي الحالة المتروبولانية، فلا رأسمالية بلا استعمار.

3.  تقسيم العالم وفق منطق هنتنغتون:

- غرب مقدس متحضر (ربط القداسة بالغرب وحضارته).

- شرق من البرابرة (الأغيار، الغوييم)، روس أرثوذكس، صينيون كونفوشيون، عرب مسلمون وأرثوذكس، بوذيون آسيويون، أفارقة أرواحيون.

ثانياً: التطويب المقدس للعالم، كل أرض ما قبل الحضارة الرأسمالية الاستعمارية (للشعوب والطبقات المختارة) في الغرب، هي مجرد جغرافيا لم تتحرر من الدنس، وكل شعب ما قبل هذه الحضارة هو مجاميع سكانية.

أي أن الأرض والشعب حالة حضارية أنغلو سكسونية، وما قبل ذلك جغرافيا للبرابرة: هنود حمر، سكان أصليون في كندا وأستراليا ونيوزيلندا...، الفلسطينيون، الأفارقة....، يمكن تمدينهم قليلاً لغايات العمالة الرخيصة أو كجنود في جيوش الدول الأوروبية لترويض المستعمرات (الهنود من مختلف الأديان، ولاسيما المسلمون والطبقات الهندية الدنيا في الجيش البريطاني، والسنغال في الجيش الفرنسي)، ويمكن تحويل البقية من هذه الجماعات المستعمرة إلى سياحة أنثروبولوجية في محميات طبيعية، بشرية مع الزواحف النادرة.

تهويد المسيحية على نحو خاص
1.  الإطار العام لقوى التهويد أو ما يعرف بـ(الصهيونية – المسيحية) يتمثل أساساً بالأنغلو سكسونية كما يؤكد هنتنغتون. لننظر في تركيبة تحالفات الشر الإمبريالية في كل مكان وفي كل حرب، ضد غزة وحزب الله وأنصار الله، وضد أوكرانيا وفنزويلا، وضد تفاهمات روسيا والصين والبريكس....

الأنغلو سكسون: أميركا – بريطانيا – كندا – أستراليا، ومعها هولندا وألمانيا ودول إسكندنافية.

2.  الأفكار الأساسية فيما يخص فلسطين وما تشهده غزة من مذابح ضد الأطفال والنساء:

أ‌. ضرورة قيام "إسرائيل" كشرط لمجيء المسيح وفق أيديولوجيا الألفية – الهرمجدونية.

ب‌. حرب هرمجدو، هر مجدون، هار-مجدة، أو ها-أرمجدو. وتقع في مرج ابن عامر على بعد أميال عن حيفا.

مع مجيء المسيح والحرب النووية يهرب قسم من اليهود إلى البتراء ثم يخرجون ويعلنون المسيحية ويحكم المسيح ألف عام حتى قيام الساعة.

الأفكار المذكورة مستمدة من تأويلات وردت في أسفار: دانيال – أشعيا – الرؤيا – زكريا – حزقيال.

يشار إلى أن بعض الإسلاميين يتحدث عن هرمجدون أيضاً، وعن مجيء المسيح متحالفاً مع مهدي (غير شيعي) ضد روسيا والصين والشيوعية والشيعة، ولكن الأخطر هو حديث بعض الإسلاميين، كما الألفية اليهودية، عن ضرورة قيام "إسرائيل" كشرط لهذه الألفية.

من الأفكار الأخرى لما يعرف بالصهيونية المسيحية أن حكومات "إسرائيل" غير ملزمة بالقرارات والمواثيق الدولية إزاء الأغيار.

وليس بلا معني ما قاله نتنياهو عام 1985 عندما كان ممثلاً للعصابة الإسرائيلية في الأمم المتحدة: لقد نشأت على أفكار المسيحية الصهيونية عند الإنكليز والأميركيين الأوائل، فمن هم هؤلاء.

منذ ذلك العهد، دخلت بريطانيا في حالة صهيونية تتبنى فكرة إقامة دولة لليهود في فلسطين لأغراض اقتصادية – سياسية بخلفية المسيحية المتصهينة. وشهدت بريطانيا أكثر من صهيونية – مسيحية: صهيونية اللورد شافتزبري واللورد بالمرستون (وزير خارجية ثم رئيساً للحكومة في العهد الفكتوري، قام هذا اللورد مع روتشيلد بدعم السلطان العثماني بعد هزيمته أمام الجيوش المصرية وحصار اسطنبول نفسها)، وصهيونية يهودية تمثلت برئيس الوزراء دزارئيلي في العهد الفكتوري أيضاً.

أميركا الإسرائيلية
أبرز الإحالات التي تبنت ما يعرف بالصهيونية – المسيحية ودعم "إسرائيل" وفكرة هرمجدو والألفية:

- بيلي غراهام، صاحب كتاب وفيلم أرض الله.

- هال ليندسي، صاحب نهاية الأرض العظيمة والعالم القادم.

- جريس هالسل، (النبوءة السياسية).

- روبرت دول، (الكابوس الأميركي)

-  فول ويل.

أبرز المنظمات وعددها 250 منظمة تدير آلاف المحطات بإشراف 80 ألف رجل دين، وتتلقى دعماً حكومياً أميركياً بالمليارات:

- التدبيريون وهم أنغلو سكسون بيض وعددهم نحو 40 مليون.

- المشيخانية أتباع كالفن.

- المعمدانيون ومنهم الرئيس كارتر.

- السفارة المسيحية الدولية 1985، ومركزها القدس، كما عقدت مؤتمرها الأول في بال في سويسرا في القاعة ذاتها التي شهدت انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول.

- تاف أو الكاتدرائية الإنجيلية.

- الاتحاد من أجل أميركا.

- شهود يهوه ومنهم مايكل جاكسون، 

وبالإضافة إلى شعاراتهم السياسية الداعمة لـ"إسرائيل" والهرمجدونية، يدعو بعضهم إلى ختان الإناث، والفصل في المدارس والجامعات. كما عرفوا في وقت سابق بالحملة ضد الخمور وإبدالها بالكولا (1920-1933)، وهي الفترة التي أرختها أفلام المافيا مثل العراب (كوبولا ومارلون براندو).

المحور الخامس: المسيحية العربية والمقاومة
المسيحية العربية هي المسيحية التأسيسية، حيث البيئة الجغرافية والاجتماعية والثقافية:

- البيئة الجغرافية، هي بيئة ما بين النيل والفرات.

- البيئة الثقافية، هي بيئة حضارات الشرق القديم النهرية المصرية، الآرامية، الفينيقية والكنعانية والنبطية والحرانية.

بسبب الصراع مع روما الوثنية واحتلالها هذه البيئة، تراجعت المسيحية العربية إلى الأطراف الصحراوية وتحولت أديرة للمقاومة من شبه الجزيرة العربية وأطرافها (نجران) إلى سيناء.

· انتشرت قبائل متعددة: تغلب، كندا، بكر، وائل، عذرة، طي، وغيرها كذلك في المناطق التي كانت تحت سيطرة المناذرة وعاصمتهم الحيرة، الغساسنة ومراكزهم في حوران والجولان.

·  شارك المسيحيون من أفراد هذه القبائل في الفتح الإسلامي وفي تأسيس الأندلس.

· برز منهم خطباء وشعراء معروفون (كانوا مزيجاً من الحنفية والمسيحية) أمثال عمرو بن كلثوم، امرئ القيس، عنترة، أمية بن أبي الصلت، والأخطل.

· تصدوا للحملات القادمة من أوروبا مرتين، الأولى ضد روما الوثنية والثانية خلال ما يعرف بالحملات الصليبية التي أبادت في طريقها أعداداً كبيرة من الأرثوذكس.

المسيحيون العرب والمقاومة في الأزمنة الحديثة
المحطة الأولى: ضد الاحتلال التركي، وخصوصاً في الجانب الخاص بالمعركة اللغوية ضد التتريك، بحيث حافظوا على اللغة العربية، كما حافظ عليها القرآن بعد الفتح الإسلامي. يشار إلى شهادة محمد علي رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق حين نصح الأهالي بإرسال أولادهم إلى المدارس المسيحية لتعلم اللغة العربية في مقابل المدارس العثمانية.

المحطة الثانية: المحافظة على الهوية العربية بخلاف الأكاذيب الملفقة المعروفة من أن هذه القومية اختراع من الدول المستعمرة، وخصوصاً بريطانيا وفرنسا، ذلك بأن التأثيرات الأوروبية في المسألة القومية تحديداً جاءت من ألمانيا التي كانت هي نفسها مستعمرة فرنسية. واشتهر من فلاسفتها آنذاك فيخته وهردر، اللذان اهتما باللغة كمادة للدفاع عن الهوية الألمانية.

نعرف كذلك أن قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي كانت حصلت على تسهيلات كبيرة من السلطة العثمانية لضرب فكرة القوميات، ومنها القومية العربية، وتحويل العرب إلى رعايا طوائف لهذه القوى الاستعمارية.

ونعرف أيضاً أن البنك العثماني الذي كان يوجه السياسة التركية كان يدار من فريق يهودي – أوروبي بإشراف روتشيلد أكبر المساهمين في البنك. يشار في هذا المجال أن القومية والأمة واقعة اجتماعية تاريخية لا أيديولوجيا برسم الاستيراد والتصدير.

المسيحيون وحركة التحرر الوطني والقومي
من أبرز عناوين حركة التحرر العربية ضد الاستعمار الأوروبي، تيارات ليس بينها أي تيار ليبرالي:

أولاً: شيوعيو الكومترن (1919-1943) وأبرزهم رئيف خوري وسليم خياطة اللذان ركزا على وحدة الأمة والتصدي للخطر الصهيوني.

ثانياً: القوميون العرب، زريق وأعضاء العروة الوثقى، وصولاً إلى حركة القوميين العرب، جورج حبش ووديع حداد.

ثالثاً: القوميون السوريون ومنهم أنطون سعادة. 

محطات في مواجهة الخطر الصهيوني

التحذير المبكر الأول وقبل وعد بلفور 

- من نجيب عازوري في (يقظة الأمة العربية في آسيا 1904).

- آخرون بالتقاطع مع البابا بيوس العاشر بعد رفضه عروض هرتزل.

- أمين الريحاني وأدباء المهجر.

- نجيب نصار وصحيفة الكرمل.

المقاومة
- مثل بندلي الجوزي، خليل السكاكيني، الغوري، نعواس، وليم شهوان، وليم نصار.

محطة رفض قرار التقسيم

- يوسف سلمان، مؤسس الحزب الشيوعي العراقي.

- أنطون سعادة، مؤسس الحزب السوري القومي.

رجال دين

- المطران كبوجي، البابا شنودة، الآباء مسلم وعطا الله.

الموجات التالية من المقاومين

من فلسطين: أنيس صايغ، ناجي علوش، إلياس شوفاني. الشهداء: كمال ناصر، وميخائيل حنا.

من العرب: غالب هلسا، تريز هلسا، جورج عبد الله، محجوب عمر وغيرهم.

من النساء: تريز هلسا، حياة عطية، سناء مجدلي، مها بشارة، إميلي بشارات وغيرهن.

المصدر: الميادين