الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
عندما سُئِلَ رجل الأعمال الإسرائيليّ، أرنون ميلتشين، وهو الشاهد الرئيسيّ ضدّ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في ملّف تلّقي الرشاوى منه، خلال النقاش في المحكمة المركزيّة بالقدس المُحتلّة، فيما إذا كان نتنياهو صديقه، ردّ ميلتشين بالقول: “لنتنياهو لا يوجد أصدقاء، لديه صديق واحد وهو نتنياهو نفسه”.
من جانبه، قال محلّل الشؤون السياسية في القناة الـ 12 العبريّة، أمنون أبراموفيتش، إنّ “نتنياهو الجبان غيرُ قادرٍ على إتمام العمل العسكريّ المرفق بعملٍ سياسيٍّ، وهو قادر فقط على مواصلة الكلام مثل ترديد عبارة أنا أعطيتُ التعليمات والأوامر لتحقيق النصر المطلق”.
وفيما رأى معلّقون بالكيان أنّ إعلان نتنياهو عن أنّ تحقيق النصر المطلق بات في متناول اليد، يخدمه سياسيًا فقط، أيْ يزيد من التأييد له في صفوف الإسرائيليين، على وقع انخفاض شعبيته إلى الحضيض، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق إيهود باراك إنّه “من الهذيان الاعتقاد بأنّ مَنْ جلب الفشل التام قادر الآن على تحقيق النصر الكامل”، وفق ما أكّده في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، يتسحاق شامير، قد وصف نتنياهو بـ (ملاك الخراب والتدمير)، قد قال في مقابلةٍ أجرتها معه إذاعة جيش الاحتلال في العام 2000 إنّه يُطالِب حزب (ليكود) بعدم إعادة نتنياهو لرئاسة الحزب، لافتًا إلى أنّ نتنياهو لم يتغيَّر، وتابع: “البحر هو نفس البحر، والعرب هم نفس العرب، ونتنياهو هو نفس نتنياهو، لذا لا أريد أنْ أراه مرّةً أخرى في زعامة حزب (ليكود)، أوْ في منصب رئيس الوزراء”، على حدّ تعبيره.
في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ الأسبق، أرئيل شارون، إنّ نتنياهو يعمل كلّ شيءٍ من أجل مصالحه الشخصيّة، مُشدّدًّا على أنّ الرجل يتصرّف كما لو أنّه مُصاب بمسٍّ من الجنون، على حدّ وصفه.
في السياق عينه، قال البروفيسور يورام يوفال، عالم الاجتماع الإسرائيليّ في مقالة كان قد نشرها بصحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ “نتنياهو يمتاز بعددٍ من الصفات الحصرية عن سواه من السياسيين الإسرائيليين، فهو: بخيل، كذاب، فاسد، جبان، متباكٍ، هذا ليس تحليلاً سيكولوجيًا لشخصيته، وإنّما مؤشرات تصدر عن سلوكياته العملية، فالأقوال والأفعال الصادرة عنه تؤكّد ذلك كما قرأناها وسمعنا عنها طيلة السنوات الماضية”.
وأضاف: “ذهبت لإحدى المكتبات الإسرائيليّة، واشتريت جميع الكتب التي تتحدث عن نتنياهو وشخصيته، عن نتنياهو المليونير الذي يتجوّل سنواتٍ طويلةٍ دون محفظةٍ ماليّةٍ، ويعيش على حساب الآخرين، صحيح أنّ الفساد قد يشترك فيه العديد من الساسة الإسرائيليين، لكنّنا أمام كاريزما فاسدة حتى الجنون“.
وقال: “أكتب هنا جملة صفات من أجلها لا أحّب نتنياهو، وبسبب بعضها، وليس كلّها، محظور عليه أنْ يتبوأ موقع رئيس الحكومة، لأنّه أصبح خطرًا على إسرائيل أنْ يكون لديها رئيس حكومة يحوز على هذه الصفات، الأعداء من حولنا يعرفوننا أكثر ممّا نعرف أنفسنا، ويشخصون نقاط الضعف لدينا، ويعتقدون أنّ نتنياهو المتهم بالفساد سيكون عرضة للابتزاز”.
وسرد يوفال رئيس معهد الدراسات العقلية، صفات نتنياهو السيئة قائلاً، إنّ “أول صفة سيئة يمتاز بها البخل الشديد، فهي صفة قبيحة، لأنّه يطلب طيلة الوقت هدايا وامتيازات من الآخرين، ولا يجد نفسه مضطرًا مرةً واحدةً أنْ يخرج محفظته من جيبه، والمشكلة هنا أنّه لا توجد هدايا مجانية، فمن يعطي الهدايا يحصل على قوة تأثير على نتنياهو، وحين يكون رئيس الحكومة، يصبح الأمر خطرًا على الدولة“.
وأضاف أنّ “نتنياهو يحب المتعة، وهذا خطر على الدولة، لأنّه مستعد أنْ يتنازل عن أشياءٍ كثيرةٍ مقابل عدم حرمانه من الاستمتاع بالحياة الجميلة، وقد كشفت ذلك سلسلة الدعاوى القضائية عليه، فالزعيم الذي لا يمتلك القدرة على التضحية لا يصلح أنْ يقود، نتنياهو يُحّب أنْ يعش حياة المليارديرات، مع أنّه حين تكون مواطنًا عاديًا فهذا حقك، لكن حين تصبح رئيس حكومة إسرائيل، فهذا أمر يخصنا نحن الإسرائيليين“.
وأوضح أنّ “الصفة الثالثة السيئة لنتنياهو أنّه كاذب، ونتنياهو من أكثر الكذابين في العالم، لديه القدرة أنْ يقود الناس المتضررين من مصائبه، ويجعلهم يسيرون خلفه وعيونهم مفتوحة بسعادةٍ، وإقناعهم بعدم صحة الاتهامات الموجهة ضده، رغم توفر البيانات والأدلة الدامغة“.
ورأى أنّ “نتنياهو لديه صفة رابعة سيئة هي أنّه جبان، بل الأكثر جبنًا في تاريخ رؤساء الحكومات الإسرائيلية، هذه مشكلة كبيرة، حتى إنّه بات يخاف من ظلّه الذي يلازمه، لذلك فهو يهرب ويهرب ويمتنع عن الحسم في كلّ شيءٍ”.
واختتم: “نتنياهو كثير البكاء والشكوى، وهذا ليس خطيرًا على إسرائيل فقط، وإنّما يسرع في تقسيمها، وانفراط عقدها، يكفيك بيبي، آن أوان نهاية حياتك السياسيّة، والبدء من جديد مع زعيمٍ آخر، اتركنا، واذهب فورًا إلى البيت“، قال عالم الاجتماع الإسرائيليّ.