2024-11-25 01:30 م

تحذيرات من توسع الحرب الإسرائيلية على غزة إلى رفح: ناقوس خطر

حذرت فلسطين، السبت من "خطر شديد" يهدد 1.5 مليون فلسطيني في "حلقة إبادة جديدة" في حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديداته بنقل عملياته إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية إنها تنظر "بخطورة بالغة لتصريحات وزير جيش الاحتلال (وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت)، وغيره من المسؤولين الإسرائيليين باقترابهم من بدء حلقة جديدة وبشعة من الإبادة في رفح ومنطقتها، بما يعرض حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لخطر كبير ومحقق".

وأضافت، في بيان، أن "قوات الاحتلال تواصل ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق المدنيين في جميع مناطق قطاع غزة من شماله إلى وسطه إلى جنوبه".

وتابعت أنه "بالرغم من تزايد التحذيرات والمطالبات الأممية والدولية بشأن الأبعاد الخطيرة المتواصلة لتعميق وتوسيع الكارثة الإنسانية في صفوف المدنيين في غزة يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان ائتلافه الحاكم مراوغاتهم لكسب المزيد من الوقت لإطالة أمد الحرب واستكمال المجازر وجرائم القتل والتدمير والنزوح المتواصل نحو تهجير المواطنين بالقوة".

والخميس، قال وزير الأمن الإسرائيلي، في بيان: "نحقق مهمتنا في (مدينة) خانيونس (جنوبي غزة)، وسنصل أيضاً إلى رفح".

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن "الحكومة الإسرائيلية لا تُعير أي اهتمام لقرار محكمة العدل الدولية أو قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ولجميع المناشدات الدولية التي تُجمع على حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية".

قلق أوروبي
بدوره أعرب الاتحاد الأوروبي اليوم السبت عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تحدثت عن اعتزام الجيش الإسرائيلي نقل معركته ضد حماس إلى مدينة رفح على حدود غزة مع مصر حيث فر أكثر من مليون شخص من القتال.

وحذر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من احتمالات تمدد الصراع إلى جميع أنحاء المنطقة ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وقال بوريل إن حوالي مليون فلسطيني "نزحوا تدريجياً نحو الحدود المصرية. وزعموا أنها مناطق آمنة، ولكن في الواقع ما نراه هو أن القصف الذي يؤثر على السكان المدنيين مستمر ويخلق وضعا سيئا للغاية".

وأثار احتمال نشوب حرب برية في رفح مخاوف بشأن المكان الذي سيذهب إليه بحثا عن الأمان. وقالت الأمم المتحدة إن البلدة أصبحت "قدر ضغط من اليأس".

وفي حديثه في بروكسل قبل أن يترأس المحادثات غير الرسمية بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال بوريل إن الحرب بين إسرائيل وحماس كان لها "تأثير الدومينو"، باندلاع الصراع أيضا في لبنان والعراق وسورية ومنطقة البحر الأحمر.

وقال: "إننا نعيش وضعا حرجا في الشرق الأوسط، وفي المنطقة بأكملها. طالما استمرت الحرب في غزة، فمن الصعوبة بمكان الاعتقاد بأن الوضع في البحر الأحمر سيتحسن، لأن هناك شيئا مرتبطا بالآخر".

ألمانيا: تحرك إسرائيل نحو رفح "لن يكون مبررا"
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنها "مصدومة" من التصريحات الإسرائيلية بشأن احتمال التحرك عسكريا نحو مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة أن ذلك "لن يكون مبررا".

جاء ذلك في حديث لموقع إخباري ألماني، نشر السبت، حيث تطرقت إلى تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن التحرك العسكري باتجاه رفح.

وأعربت بيربوك عن صدمتها عندما سمعت تصريحات غالانت. وأضافت: "التحرك الآن في رفح، آخر مكان والأكثر ازدحاما، كما أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، ببساطة لن يكون مبررا". ولفتت إلى أن أغلبية الموجودين في رفح هم من النساء والأطفال، وأردفت: "دعونا نتخيل أنهم أطفالنا".

بلجيكا تحذر
من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب، التي تتولى بلادها حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، من "خطر حقيقي لامتداد الصراع".

وقالت للصحافيين: "إنه مصدر قلق كبير. إننا نطالب بضبط النفس، ونطالب بالحوار والدبلوماسية. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تهدئة الوضع في الشرق الأوسط".

المفوض السامي لحقوق الإنسان: تصريحات غالانت تدق ناقوس الخطر
وأمس الجمعة، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، من أن تصريحات إسرائيل بالتحرك العسكري إلى مدينة رفح الفلسطينية "مقلقة وتدق ناقوس الخطر" لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني أمرتهم بالتوجه إلى هناك.

وكتب تورك، في تدوينة نشرها على حسابه عبر منصة "إكس": "نشعر بالقلق البالغ إزاء تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، بشأن التحرك العسكري إلى رفح جنوبي قطاع غزة".

أكثر من نصف سكان غزة يتكدسون في رفح
وصار أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى حاليا ويتكدسون في رفح. ووصل عشرات الآلاف في الأيام القليلة الماضية، حاملين أمتعتهم ويجرون الأطفال على عربات، بعدما شنت القوات الإسرائيلية واحدة من أكبر الهجمات في الحرب الأسبوع الماضي للسيطرة على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع والقريبة من رفح.

وقال عماد (55 عاما)، وهو رجل أعمال وأب لستة أطفال، عبر تطبيق دردشة على الهاتف المحمول: "إذا هادا صار إحنا بنصير قدام خيارين، نظل ونموت أو نتسلق الجدار مع مصر".

وأضاف: "غالبية أهل غزة موجودين في رفح، يعني إذا الدبابات بتجتاحها راح تصير مجازر ما صار متلها طوال الحرب هاي".

وقالت أم بدري، وهي أم لخمسة أطفال من مدينة غزة وتعيش الآن في خيمة في خان يونس: "شو نعمل، عايشين في كذا مأساة مش مأساة واحدة، حرب وتجويع ومطر".

وأضافت: "كنا دايما بنستنى فصل الشتا مشان نتفرج على المطر من البلكونة وهو بينزل، بيتنا راح والمطر غرق الخيمة".

وتستضيف رفح حالياً أكثر من نصف سكان غزة الذين شردتهم الحرب، وهي أيضا الطريق الرئيسي للمساعدات الإنسانية لنحو 2.3 مليون شخص في حاجة ماسة إليها.

ومنذ 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة جوية ومدفعية على خانيونس، وفي محيط المستشفيات المتواجدة فيها، وسط تقدم بري لآلياته بالمناطق الجنوبية والغربية من المدينة، ما دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح منها.

وحتى السبت، خلفت الحرب المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، "27 ألفا و238 شهيدا و66 ألفا و452 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.