2024-11-25 04:44 م

إسرائيل تغرق في وحل غزة والهزيمة… 

“افتحوا المعبر الآن، الحرية لنا جميعا” دعوة باتت تجد آذانا صاغية ومزيدا من التعاطف بين الجماهير مع معاناة مليوني غزاوي يواجهون الإبادة من قبل إسرائيل المدعومة أمريكيا على مدار الساعة، وتنفي الحكومة المصرية أن يكون معبر رفح مغلقا، مؤكدة بأنه مفتوح من الجانب المصري. وقد أعلن الكاتب الروائي أحمد ناجي الفائز بجائزة ساويرس عن روايته “النهاية السعيدة” التبرع بالقيمة المادية للجائزة لصالح أهل غزة. وأضاف ناجي، “يأتي هذا الفوز في ظل طوفان من المآسي تعيشه شعوبنا، من الحروب الأهلية، إلى توحش حكم المشيخات والميليشيات العسكرية، والإبادة الممنهجة للشعب الفلسطيني وأهل غزة، وهو ما يجعل أي احتفال أو فرح بطعم الرماد في الحلق، وتابع “هذا التبرع يظل بلا قيمة، في ظل استمرار غلق الحدود ومعبر رفح، وهو عار سيلاحقنا جميعا وسنتحمل وزر المشاركة في الإبادة شعبا وحكومة.. إلى جانب عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال من أهل غزة، الذين قتلتهم وتقتلهم إسرائيل يوميا”. وواصل “فقدت الحركة الثقافية والمشهد الأدبي العربي، فنانين وكتابا استهدفتهم إسرائيل؛ أبرزهم حتى الآن: الشاعرة هبة أبو ندى، الشاعر والروائي عمر أبو شاويش، الشاعر والكاتب رفعت العرعير، الكاتب والمؤرخ عبد الكريم عيد الحشاش، الفنانة والكاتبة المسرحية إيناس السقا، المؤرخ جهاد المصري، الفنان والشاعر يوسف دواس، الشاعر والروائي نور الدين حجاج، الكاتب والمترجم عبد الله العقاد، الشاعر والكاتب سليم النفار. والمذبحة لا تزال مستمرة”. واختتم “وأقل واجب علينا، ككُتّاب ليس فقط ذكر أسماء زملائنا الكتاب والشعراء الذين تستهدفهم إسرائيل، بل الاصطفاف والمطالبة بإيقاف الإبادة، وفتح معبر رفح.. افتحوا المعبر الآن، الحرية لنا جميعا”. ودعت الحركة المدنية الديمقراطية، الحكومات العربية والأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى الانضمام بشكل رسمي للدعوى القضائية التي تقدمت بها دولة جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي توثق فيها ارتكاب العدو الصهيوني لجريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وحول الجدل المتزايد بشأن الحملات الرامية لمقاطعة المنتجات السورية، رد المستشار محمد الحمصاني المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، على انتشار حملات إلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو إلى «مقاطعة محال ومنتجات السوريين» وقال «هذه الحملة مرفوضة تماما، مصر تحتضن الجميع، ولا يمكن أن تقاطع أي مواطن من دولة شقيقة». وأكد أن تلك الدعوات الفردية لا تمثل جموع الشعب المصري، قائلا: «لا يوجد أدنى شك لدينا أن تلك الحملات لا تمثل الشعب المصري العظيم، ولا نعيرها اهتماما، فهي لا تعبر عنا، والجميع يعلم حجم كرم ضيافة المصري تجاه الأشقاء السوريين والجنسيات كافة». وأضاف أن اجتماع الحكومة لم يتناول أي تفاصيل تتعلق، بشأن فرض رسوم جديدة على الإقامة، لافتا إلى إعلان وزارة الداخلية في وقت سابق عن مصروفات إدارية بقيمة ألف دولار أمريكي نظير تقنين أوضاع الأجانب المقيمين في مصر بصورة غير شرعية. أما الإعلامية لميس الحديدي فأكدت أن مصر تمنح المقيمين على أراضيها عدة خيارات للإقامة المشروعة، منها الإقامة السياحية، أو إقامة الطلبة، أو الاستثمارية، أو إقامة المتزوجين من المصريين.. وأشارت إلى منح الحكومة مهلة 3 أشهر تنتهي في مارس/آذار المقبل للمقيمين «غير الشرعيين»؛ من أجل توفيق أوضاعهم نظير رسوم ألف دولار.
مقاضاة إسرائيل

يرى طلعت إسماعيل في “الشروق”، أن جنوب افريقيا بمقاضاتها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، وضعت العديد من الدول والبلدان الداعمة لتل أبيب وتلك الصامتة على جرائمها، في موقف لا تحسد عليه، في ظل تصاعد أعداد الشهداء في صفوف المدنيين في قطاع غزة، الذين تخطى عددهم حاجز الـ22 ألف شهيد، مع دخول العدوان الإسرائيلى شهره الرابع. تمعن تل أبيب في تصعيد عدوانها وتوسعة الجبهات بعملية اغتيال مفضوحة للقيادي الفلسطيني البارز صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بالتزامن مع تفجيرين كبيرين أوقعا عشرات القتلى في مدينة كرمان الإيرانية قرب قبر القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، خلال إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتياله، وهما التفجيران اللذان اتهمت طهران عملاء إسرائيل وأمريكا بالوقوف وراءهما. اليوم تجد الحكومة الإسرائيلية ووزراؤها المتطرفون وجنرالات جيشها من قتلة الأطفال والنساء أنفسهم في مأزق يقود إلى طريق سيعري عنصريتهم وساديتهم، التي وصلت إلى الدعوة لضرب غزة بقنبلة نووية، ووصف الفلسطينيين بالحيوانات، والعمل على تهجيرهم قسرا، بعد تحويل منازلهم إلى ركام بالقصف المتعمد، وحرمان المدنيين العزل من الماء والطعام ومنع تدفق المعونات الإنسانية إليهم. الخطوة الجنوب افريقية التي وضعت الاحتلال في قفص الاتهام بالإبادة الجماعية، فجّرت خلافات عميقة بين الوزراء المتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو أمثال، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ومن على شاكلتهما، ورئيس أركان الجيش هرتسى هليفى، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة قبل أيام على خلفية تشكيل الجيش فريقا خارجيا من الجنرالات المتقاعدين للتحقيق في سلسلة الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية، التي رافقت هجوم «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما تبعه من عدوان على غزة.

علينا التحرك

تابع طلعت إسماعيل، ووفقا لما سرب عن اجتماع الحكومة المصغرة بعد تقدم جنوب افريقيا بشكوى ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بتهم ارتكاب جرائم إبادة في غزة، قرر رئيس الأركان الإسرائيلي الإسراع في تعيين «لجنة تحقيق خارجية» للنظر في أسباب فشل الجيش والاستخبارات، باعتبار أن هذا التعيين «سيساهم في إقناع المحكمة بأن إسرائيل دولة قانون وتجرى تحقيقات نزيهة بنفسها»، ما أثار حفيظة الوزراء المتطرفين في الحكومة، لأن المجرم ومن على رؤوسهم بطحات في حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف يخشون المساءلة فقد اعتبروا «بدء التحقيق الخارجي مع الجيش قد يؤدي إلى مطالبة وزراء بالشروع أيضا في تشكيل لجنة تحقيق حكومية، وهو الأمر الذي سيقود إلى تعجيل عملية مساءلة المسؤولين وقد يدفع بعض كبار المسؤولين إلى الاستقالة». السجال وحدة النقاش، بل التهكم على رئيس الأركان الإسرائيلي، واتهام الجيش بالمسؤولية عن الإخفاق في صد هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والصراخ الذي لجأ إليه الوزيران المتطرفان بن غفير وسموتريتش، كان وراء فشل اجتماع للحكومة الإسرائيلية المصغرة استمر لنحو ثلاث ساعات، وكان يفترض أن يتناول ما سيحدث في «اليوم التالي» بعد العدوان على غزة، استجابة لضغوط أمريكية. اعتقد نتيناهو وأركان حكمه من وزراء اليمين المتطرف أنهم سيفلتون من جرائمهم العنصرية، وعمليات القتل الوحشية والتطهير العرقي، التي تمارس بحق الفلسطينيين من عشرات السنين، وظنوا أن جرائمهم يمكن أن تمر هذه المرة، كما مرت من قبل، لكن الإبادة الجماعية وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين الداعية لتهجير الفلسطينيين قسرا، يبدو أنها ستكون أمام اختبار جاد في لاهاي، أقله تثبيت أركان الجريمة بحق كيان غاصب، وحلفاء أمريكيين وأوروبيين متواطئين مع جرائم ضد الإنسانية، لا سبيل لنكرانها. يبقى أن العرب وجامعتهم، وهم أصحاب الحق الأصيل في الدفاع عن الفلسطينيين، مدعوون إلى تقديم يد العون والمساعدة لجنوب افريقيا.

اليوم التالي

يرى ناصيف حتى في “الشروق” أنه بقدر ما يمر الوقت، بقدر ما يثبت غرق إسرائيل في «مستنقع غزة» إذا ما تذكرنا الأهداف التي رفعتها إسرائيل في تلك الحرب من إلغاء حماس في القطاع، أو إخراجها كليا من «الملعب» والسيطرة الأمنية على القطاع. تزداد مع الوقت الضغوطات على إسرائيل من طرف أصدقائها في واشنطن، وفي عواصم غربية أخرى لوقف حرب «الدمار الكثيف» ضد السكان. الأمر الذي خلق رد فعل كبيرا ومتزايدا ضد السياسة الإسرائيلية على مستوى الرأي العام الدولي وفي العديد من مراكز القرار في عواصم الدول المؤيدة، أو المتفهمة للسياسة الإسرائيلية ضد حماس. وبالتالي لا تستطيع أن تستمر تلك العواصم في منح ضوء أخضر لتلك السياسة، التي صار المطلوب تغييرها. السلطة في إسرائيل تعيش مأزقا متزايدا في هذ الشأن، من أبرز مظاهر ذلك الخلاف المتزايد، الذي لم يعد خافيا، بين وزراء اليمين الديني المتشدد من جهة، والقيادة العسكرية من جهة أخرى من خلال «الاشتباك» مع رئيس الأركان كما ظهر في الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري المصغر المسؤول عن الشؤون السياسية والأمنية. الأمر الذي انعكس بالتالي على اجتماع الحكومة. أضف إلى ذلك الحملة على رئيس الوزراء نتنياهو واتهامه بأن هدفه من إدارة الحرب واستمرارها الهروب من استحقاق المثول أمام المحكمة لمخالفاته العديدة. تدعي القيادة الإسرائيلية أنها نجحت في إخراج حماس من شمال القطاع، وأن معركتها الآن تتعلق بالتخلص من حماس في وسط وجنوب القطاع. وهذا الأمر مستحيل، فأيا كان حجم الدمار الذي تنزله الآلة العسكرية الإسرائيلية بالقطاع. أكثر ما نتج عن هذا الوضع دعوة بعض قيادات اليمين المتشدد لإعادة الاستيطان إلى غزة، أو العمل على التهجير القسري والطوعي لأهل غزة إلى مختلف بقاع العالم. دعوات تعكس المأزق الإسرائيلي. يحصل ذلك فيما تنشط سياسة إسرائيل في زيادة الحصار و«والخنق» المادي المختلف الأوجه، والأمني لسكان الضفة الغربية، وإقامة المستوطنات الجديدة بغية تهجيرهم مما يرفع من درجة التوتر في المنطقة.

سترضخ للأمر

إسرائيل ستستمر في حرب ممتدة وغير محددة في الزمان. حرب قد تشهد مع الوقت وبشكل تدريجي، كما يرى ناصيف حتى، تخفيضا لحدة القتال دون وقفه إلى أن يأتي وقت «تجرع كأس السم» والقبول بوقف إطلاق النار على جبهتها الجنوبية، أيا كان المسمى الذي سيوصف به الوضع الجديد. الوضع الذي، لإعادة التأكيد، ما زال بعيد التحقيق، ولكنه البديل الممكن والواقعي، عن الهدف الإسرائيلي المعلن في حرب الإبادة والإلغاء التي تشنها إسرائيل ضد القطاع. وفي إطار الترابط القائم بين «الساحة الفلسطينية الغزاوية» و«الساحة اللبنانية الجنوبية»، الذي هو إحدى سمات الحرب الدائرة، والذب يعترف به الجميع جرى الاحتفاظ لفترة طويلة منذ بداية الحرب بقواعد الاشتباك القائمة في لبنان. وشهدت هذه الأخيرة في مرحلة أولى تصعيدا متماثلا symmetrical أو متوازيا من حيث طبيعة الأهداف والقوة النارية والعمق الجغرافي. ولكن أخذت إسرائيل منحى الخروج عنه من خلال اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت، الأمر الذي يهدد بإسقاط قواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل الحرب الحالية. أضف إلى ذلك التشديد الإسرائيلي على هدف إبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني، في إطار استكمال تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 والاشتباك الدبلوماسي والسياسي الدائر حول التنفيذ الكلي لمندرجات القرار كافة، وليس بشكل انتقائي كما تطرح إسرائيل. فالخرق الجوي المستمر للأجواء اللبنانية من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي، يشكل أيضا خرقا فاضحا للقرار إلى جانب نقاط أخرى تتعلق بالاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية ورفضها لأي صيغ للخروج منها. التصعيد الإسرائيلي المفتوح والمتزايد في الجغرافيا وفي الأهداف على الحدود الشمالية (اللبنانية) يشكل وسيلة خطيرة «للتفاوض على أرض القتال» بغية تحقيق أهداف سياسية أمنية على الجبهة اللبنانية. قد يؤدي هذا الأمر إلى حدوث انزلاق نحو حرب مفتوحة تزيد من تعقيدات الوضع، وتدفع نحو صراع إقليمي متعدد الأطراف والأبعاد، نلحظ بعض إرهاصاته.

الكريم لا يُضام

وسم مسموم، على منصة إكس «تويتر سابقا»، يدعو إلى مقاطعة محلات السوريين في مصر مصحوبا بـ«مش هشتري_غير_من_المصري». وسم مفخخ كما وصفه حمدي رزق في “المصري اليوم” يستهدف إخوتنا بين ظهرانينا، لا نعرف مصدر هذه الوسوم المفخخة، وتجاهلها شعبيا فرض عين على كل وطني. اشترِ ما شئت وشاء لك الهوى من المحلات المصرية، ولكن لا تحجر على حق غيرك في الشراء من المحلات السورية، ولا تتبجح بالمقاطعة، ظلما وعدوانا للمحبين. المقاطعة تصح تجاه من يحمل العداوة لوطنك وأهلك وناسك، من يقبر الخُّدَّج العزل في غزة، ويقتل بدم بارد الشباب في الضفة، ومن يدعم الكيان الصهيوني، ولكن تقاطع إخوتك السوريين دون ذنب جنوه، إنها لكبيرة من الكبائر الوطنية. مصر بحر الكرم، والمصري الكريم يبتدع أسبابا للعطاء، والكرم المصري من صنف فاخر، الكرم الحقيقي هو أن تعطي أكثر من استطاعتك، وأن تعطي ما أنت بحاجة إليه فعلا.. مصر التي تعاني لا تبخل باللقمة مغموسة في عرق العافية، تطلع اللقمة من فم الفقير تطعم بها من ضاقت بهم سبل العيش الكريم في بلادهم فقصدوا مصر، شطارا، نافعين، ليسوا متعطلين وليسوا عالة على أحد. صحيح مصر ليست غنية بالمقاييس الاقتصادية، ولكنها كريمة بالمواصفات الأخلاقية، مصر كبيرة قوي، وحضنها حنين قوي، وشعبها كريم قوي، لم يصدر منها (رسميا أو شعبيا) حرف في قرار يخص أحبتنا في ديارنا، ورغم ضيقة المعايش لم تتبرم من المقيمين فيها، السوري له مثل المصري، يأكل من الطبق نفسه، له ما لنا وعليه ما علينا، وشعارنا في ديارنا «إن ما شالتكم الأرض تشيلكم العيون». مصر الكبيرة لا تتبرم بمن لجأ إليها، وتكرم وفادته، ولا تفرق بينهم وبين المصريين في أبواب الرزق المفتوحة، وصاروا كما يقولون كلنا في العيش مصريون، في قلوبنا مسكن، وفي عيشنا مأكل، هذه طبائع المصريين، ويصدق فيهم القول العميق “الكريم لا يُضام”.

وصفة مثالية

استبق نتنياهو وصول وزير الخارجية الأمريكية إلى إسرائيل ضمن جولته الحالية في المنطقة بإغلاق كل الأبواب نحو التهدئة. واصل كما يقول جلال عارف في “الأخبار”، تصعيد المذبحة ضد المدنيين الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية، وأشاع حالة من الفوضى السياسية داخل أجهزة الحكم في الكيان الصهيوني، بما في ذلك الصراع بين قيادة الجيش وحلفاء نتنياهو من زعماء عصابات اليمين، الذين أصبحوا الصوت الأعلى في الحكومة لتظل خيوط اللعبة في يده، رغم الفشل المتوالي. ثم.. قبل ساعات من وصول الوزير الأمريكي أطلق نتنياهو تصريحه اللافت الذي أكد فيه أن إسرائيل لن توقف الحرب، إلا بعد أن تحقق أهدافها «التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن» مضيفا أن هذا هو الموقف الذي ينبغي أن يفهمه الأعداء.. والأصدقاء، ولم يكن الوزير الأمريكي في حاجة لتأكيدات نتنياهو الجديدة، فهو يعرف الموقف الإسرائيلي جيدا.. وهو يعرف أنه «رغم أي خلافات في التفاصيل» بين واشنطن وتل أبيب، فإن الموقف الأمريكي الثابت هو دعم إسرائيل الكامل، حتى إن كان هذا الدعم – كما قال الرئيس بايدن نفسه – يفقد أمريكا الكثير سياسيا وأخلاقيا، وهو في جولته الحالية حتى الآن يبتعد تماما عن أي حديث جاد حول وقف المذبحة الإسرائيلية التي يتعرض لها شعب فلسطين، والتى قالت واشنطن قبل أيام قليلة، إنها لا ترى فيها أبدا «حرب إبادة».. ربما لأن ثلاثين ألف شهيد أكثر من 70% منهم نساء وأطفال لا تكفي بالمقاييس الأمريكية لكي تكون المذابح الإسرائيلية «حرب إبادة» ولهذا.. فلا بأس من أن تستمر المذابح الإسرائيلية، ويستمر الدعم الأمريكي، ويستمر الحديث عن عدم توسيع الحرب. لكن هذه في حقيقة الأمر ليست إلا «الوصفة» المثالية لكي تتوسع الحرب، ولكي توضع المنطقة كلها على حافة الانفجار، ولكي تتورط أمريكا أكثر على حساب مصالحها في المنطقة والعالم. في البداية كان الموقف الأمريكي «والغربي عموما» يتبنى موقفا يقوم على أساس أن الصراع بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول وليس مع نكبة 48 واحتلال 67 وإذلال عشرات السنين من العنصرية والهمجية الإسرائيلية.. والآن يبدو الحديث عن عدم توسع الحرب مع استمرار المذبحة الإسرائيلية بدعم أمريكي سيرا على طريق الفشل نفسه، لكن.. هذه المرة فإن ثمن الفشل سيكون فادحا للغاية. نتنياهو لا يهمه الآن إلا البقاء في السلطة، والإفلات من السجن وذبح أكبر عدد من أطفال فلسطين.. ماذا تريد أمريكا من مساندته؟

الديكتاتورية الأمريكية

سقطت ورقة التوت الأمريكية، فكشفت عن زيف ديمقراطيتها التي طالما تشدّقت بها، مباهية بها العالم.. تابع رفعت رشاد في “الوطن”: نزع برقع الحرية عن عراقة الجامعات الأمريكية التي تتصدّر جامعات العالم في مكانتها العلمية. كانت عملية «طوفان الأقصى» كاشفة لما وراء ستار الكذب والخداع الأمريكي، عن حرية التعبير وديمقراطية الفكر وتقبّل الآخر. بعدما اندلعت في غالبية دول العالم مظاهرات مؤيدة لحق الفلسطينيين بالعيش في سلام ورفض الهمجية الصهيونية التي تدمر الأخضر واليابس في قطاع غزة، والتي تقتل الطفل والمرأة وتغتال المدني، كان لشباب الجامعات الأمريكية موقف إيجابي تجاه مساندة هؤلاء الضحايا، فخرجوا يعبّرون عن رفضهم هذا في أعرق الجامعات. تابعت وسائل الإعلام الموقف وأظهرته في صفحاتها ونشراتها الرئيسية فانزعجت إسرائيل وحرّكت اللوبي الصهيوني في أمريكا لتهديد القائمين على تلك الجامعات، وابتزازهم حتى يتوقفوا عن السماح للطلاب بالمظاهرات والتعبير عن مساندة فلسطين وتخويف الآخرين، حتى لا يكرّروا الموقف نفسه. مارس اللوبى الصهيونى دوره المعتاد ودفع الكونغرس للتحقيق مع رؤساء جامعات هارفارد وبنسلفانيا، ومعهد إم أي تي. في جلسة التحقيق مارست رئيسة اللجنة دورها متلبسة دور السيناتور جو مكارثي في خمسينيات القرن العشرين. كان مكارثي يفتّش في الضمائر والنوايا ويضع ضحاياه ممن يوقع بهم سوء الحظ تحت أنيابه ويتلذّذ بمشاهدة عذابهم. مارست رئيسة اللجنة في الكونغرس الدور نفسه الذي وضع أمريكا والعالم في ذلك الوقت على سطح من الصفيح الساخن. كان مكارثي متزلفا للجماهير وكاذبا أشر، وأراد تحقيق طموحه السياسي بإثارة الاتهامات ضد شخصيات مشهورة، ووصل الأمر إلى أن خضع له رئيسان لأمريكا هما ترومان وآيزنهاور، خشية منه ومن الرأي العام الذي أيده مجسّدا صورة حقيقية لغوغائية الجماهير.

عودة المكارثية

بدأ مكارثي منهجه الذي ذكرنا به رفعت رشاد بأن أعلن أن الشيوعيين يسيطرون على وزارة الخارجية الأمريكية، وأنه يعرف 205 أشخاص منهم، وأن الوزير أيضا يعرفهم، ولكنه يتستّر عليهم. بمجرد أن أعلن مكارثي ذلك التهب المسرح السياسي الأمريكي، وعُقدت لجان برلمانية للتحقيق في ما أعلنه مكارثي الذي كان نكرة قبل أن يتصدّر الساحة السياسية. استنزف مكارثي وقت وجهد الكونغرس والرأي العام والإدارة الأمريكية لسنوات، متهما شخصيات من الفنانين والأدباء والمفكرين والعلماء بأنهم شيوعيون وعليهم أن يثبتوا عكس ذلك، وكان من هؤلاء الفنان الكوميدى الأعظم شارلي شابلن الذي غادر أمريكا بلا عودة بعد إفلاته من العقوبات، ورحل إلى سويسرا ليستكمل حياته هناك. صارت المكارثية صكا يطلق على كل من يفتش في النوايا والضمائر ويحاكم الناس على أساسها. مارست رئيسة لجنة الكونغرس الدور نفسه بعد ما يزيد على 60 عاما من المكارثية الأصلية، وهو ما يؤكد أن جينات المكارثية ما زالت تترعرع وتحيا. كانت أسئلة رئيسة اللجنة نوعا من تحقيقات الأجهزة الأمنية وليست تحقيقا برلمانيا يهدف إلى الوصول إلى الحقيقة. كانت تضغط على رئيسات الجامعات الثلاث مستهدفة استنطاقهن بما ترغب وترضي به اللوبى الصهيوني. لم تكن تسعى إلى تصحيح أوضاع جامعية، وإنما أرادت توجيه رسالة إلى كل من تسول له نفسه أن يؤيد فلسطين وحقوق شعبها، حتى لو كان الظلم والقهر الصهيوني مجسّدا أمام العالم كله. إن ما يتردد عن حرية التعبير والديمقراطية في أمريكا أمر يحتاج إلى تدقيق كبير، فهناك من يستعيد المكارثية، وهناك من يمد نشاطه إلى حقبة أبعد من ذلك، حقبة محاكم التفتيش في أوروبا في العصور الوسطى. كانت المظاهرات في الجامعات الأمريكية حجرا ألقي على الوجه القبيح للصهيونية حولته قوى اليمين الأمريكي إلى معاداة للسامية والصهيونية حتى تتخلص من فورة الشباب والتأثير على الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية.

أسوار القدس

(للقدس سورُ سما بالحُسن رونقُه/أبوابه ستةُ فيها مغاربةُ/أسباطُ ساحرةُ عمودُ ثالثُها/بابُ الخليل وداود مغاربُه). أورد الدكتور محمد هاشم غوشة هذا الوصف البديع لسور القدس وأبوابها من كتابٍ الرحاَّلة المصري مصطفى اللقيمي الصادر عام 1731، في مقالته: القدس وحكايا أسوارها عبر التاريخ، المنشورة في كتاب أفق السنوي الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي (المدن العربية بين العراقة والاستدامة). تأتي هذه المقالةُ على حد رأي الدكتور وحيد عبد المجيد في “الأهرام” في وقتها حيث تشتد الهجمة الصهيونية على القدس، ويتواصل العدوان الهمجي على غزة ويمتد إلى الضفة. للقدس تاريخُ طويلُ مع الأسوار يبدأ غوشة روايته منذ آخر القرن الثاني عشر عندما بنى صلاح الدين الأيوبي سورا قام الملك شرف الدين عيسى بتخريبه بعد ربع قرن تقريبا حتى لا يتمكن المعتدون الفرنجة من الاختباء خلف جدرانه. يأخذُنا الكاتب في رحلةٍ تاريخيةٍ في القدس، وصولا إلى بناء سورها الشامخ وأبوابه في المرحلة العثمانية. ويُقدم نبذة مُلخَّصة ولكنها وافيةُ عن أبواب العمود والنبى داود والأسباط والسَّاَهرة والمغاربة والجديد، فضلا عن باب الخليل. بدأت محنة القدس وأبوابها مع الاحتلال الإنكليزي والتخريب الذي مارسه، وازدادت أضعافا منذ نكبة 1948 عندما طالت الأضرارُ بعض أجزاء سورها خلال المعارك بين أصحابها والغُزاة الجدد الأبشع من كل غازٍ. وكانت الأضرارُ أكبر في عدوان 1967 من جراء القصف العنيف الذي لا يُجيد جيش الرعاديد سواه، ثم بفعل سياسات التهويد والاستيلاء على الأراضي والمنازل بأساليب شتى. لم يتطرق الكاتب إلى هذه الممارسات التي لم تخرج عن نطاق بحثه. ولكن الدكتور هنري العويط مدير مؤسسة الفكر ألقى ضوءا عليها في توطئة الكتاب، إذ كتب عن صمود المدينة ومقاومتها محاولات محو هويتها وتغيير معالمها الدينية والعمرانية والحضارية. وكان مرور جدار الفصل العنصري الذي بنته سلطة الاحتلال في داخل القدس، وعزله نحو 25% من سكانها عن مركزها، أكثر الممارسات الهمجية تأثيرا في معالم المدينة، بعد الاعتداءات على المسجد الأقصي. وقد أحسن غوشة عندما ختم مقالته بأن كل شيء في القدس تغير: غاب نهارُ آخر، وانبرى لسانُ القدس، وهو يُردد: أين أنت أيها العربي؟ فهل من مُجيب؟

هدف مستحيل

من يتابع الجدل الدائر بين كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وقادة إسرائيل سيلحظ ما أشار إليه أشرف راضي في “المشهد” من وجود تعارض واضح، ومتزايد، بين رؤية المجتمع الدولي، والولايات المتحدة، الذي يرى أن هذه الحرب يجب أن تتوقف، أو أن يكون لها أفق زمني على الأقل، ورؤية قادة إسرائيل الذين يرفضون وضع جدول زمني لتوقف العمليات العسكرية ويصرون على استمرار هذه الحرب مبررين ذلك بالسعي للقضاء على حماس وفصائل المقاومة، والعمل على بلورة بديل فلسطيني قادر على إدارة القطاع يحظى بقبول إسرائيلي، وهو هدف مستحيل، على الأقل في المدى المنظور، ويقدرون أن تستمر هذه الحرب لشهور ويضعون شروطا ويقدمون على أفعال من شأنها أن تزيد حدة العداءات، التي تفتح الباب لمزيد من الحروب وأعمال العنف في المستقبل. ورغم هذا التعارض في الرؤى، تمارس واشنطن نفوذها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولتعطيل الآليات الأخرى في الأمم المتحدة، رغم إدراكها لخطورة الوضع. هناك تفسيرات عديدة للموقف الأمريكي الراهن، الذي تبدو فيه الإدارة الأمريكية عاجزة عن الرد في مواجهة تصريحات لمسؤولين وساسة إسرائيليين، يتحدون فيها إرادتها وأهدافها المعلنة في مسألة غزة، وكلها تفسيرات تحتاج إلى مزيد من التمحيص والمراجعة، من أجل بناء موقف سياسي للتعامل مع هذا الوضع. التفسير الأول، يأتي في سياق الحديث عن العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتأثير ما يعرف باللوبي الإسرائيلي وقدرته على التأثير في موقف الإدارة الأمريكية. وينتشر في العالم العربي تصور على مستوى النخب ومستوى الجمهور العالم يبالغ في تقدير النفوذ الذي يتمتع به هذا اللوبي في السياسة الأمريكية، وتتراوح هذه المبالغة بين فكرة المؤامرة اليهودية العالمية، التي يفترض أنصارها وجود سيطرة يهودية على العالم، عبر آليات إعلامية ومالية وسياسية، ومن يركزون على اللوبي الإسرائيلي وآليات عمل الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة وفي أوروبا وغيرها من مناطق العالم، بما في ذلك في البلدان العربية والإسلامية، وفي الحالتين يرى الفريقان أن اليهود وإسرائيل قادران على فرض إرادتهما وتصوراتهما على العالم وكسب الدعم والتأييد لكل سياساتهم وتجاوزاتهم.

حذارِ حذارِ إنهم قادمون!

فجأة ودون سابق إنذار كما أخبرنا عصام كامل رئيس تحرير “فيتو”، تابعنا واحدة من أساطير حزب مستقبل وطن بطرح القانون 143 لسنة 1981 الخاص بتملك الأراضي الصحراوية في مصر، والذي أصبح وبأسرع مما يمكن يسمح للأجانب بتملك الأراضي الصحراوية والزراعية بدعوى تشجيع الاستثمار. إن الذين يتحدثون عن الاستثمار كمفتاح لتمرير مصائب تجني الأجيال القادمة ثمارها، لا يعرفون شيئا عن الاستثمار، والذين قالوا أثناء مناقشة التعديلات إن مصر 2024 غير مصر 1981 في إشارة إلى تاريخ صدور القانون الأصلي لا يعرفون شيئا عما كنا عليه وما صرنا إليه. مصر في عام 1981 لم تكن مرهونة، رغم أزمتها الاقتصادية في ذلك الوقت، أما اليوم فمصر رهينة الصندوق والبنك الدوليين.. مصر 1981 كانت في وضع أكثر أمانا وأكثر قدرة على المناورة وحفظ أمنها القومي، ومصر 2024 محاطة بكلاب سعرانة من جلدتنا ومن غير جلدتنا. مصر عام 1981 لم تكن معرضة لخطر دفع الفلسطينيين للهجرة إلينا، بل كنا ساعتها نقود معركة التحرير، ونستعد لتسلم بقية أراضينا من العدو المحتل.. ومصر 2024 معرضة لسعار نهب من أغراب وأعداء ومن دول تحمل أسماء عربية، ومن كان أخا وشقيقا بالأمس، أصبح اليوم في خانة واحدة مع صهاينة العصر. أما من يقولون إن ذلك جاء استجابة لضرورات عصرية بشأن جذب الاستثمار، فإنهم واهمون فالمستثمرون الجادون لا يهمهم إن كانت الأرض ملكا أو حق انتفاع.. يهمهم مناخ من الشفافية والاستقرار والمنافسة الشريفة وقائمة طويلة غائبة عن بلادنا، وليس من بينهما فكرة تملك الأرض. أما عن حزب مستقبل وطن الظهير السياسي للنظام، فإننا نقول لقادته الذين لا يعرفهم أحد، إن التعديل في وقت تلح فيه واشنطن وعواصم غربية على فكرة تهجير أبناء غزة من أرضهم إلى سيناء، إنما هو أمر يثير الشكوك في نفوس المغرضين من أمثالي وما أكثرهم. وإذا كان التعديل الجديد قد ترك الأمر هكذا دون ضابط أو رابط، فما الذي يمنع اليهود من شراء مساحات شاسعة من أراضينا، وهل تظنون أن اليهودي أو الصهيوني سيأتى إليكم وعلى جبينه ختم الصهيونية.. إن الأمر جد خطير ولا يمكن الوثوق بما تمضي إليه الأمور.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.

أعيدوه لأرضه

سوف يبقى العمل أهم وأبقى مصادر الغنى والثراء للشعوب والأفراد، وحين يتوقف الإنسان عن العمل فهو يخسر أهم مقومات وجوده، وما زلنا كما أخبرنا فاروق جويدة في “الأهرام”، نذكر الفلاح المصري المبدع حين كان يصلي الفجر وينطلق إلى أرضه يزرع ويروي ويجني ثمار جهود تعبه.. كان بيت الفلاح يجمع كل احتياجاته: القمح والأرز والخضار واللحوم، ولم يكن في حاجة إلى البندر، لأن بيته يكفيه.. وكانت أكياس القطن على الأبواب كأنها حراس تحمى البيت من الفقر والحاجة، وكان القطن يمثل فرحة كل بيت.. ماذا حدث للفلاح المصري المبدع الخلاق هل أهمله زمانه فلم يعد يجد مصدر رزقه؟ هل بخلت عليه الأرض، لأنه أهملها وتحولت إلى كتل خرسانية؟ هل هي الضرائب والرسوم وأسعار كل شيء: المبيدات والبذور والأسمدة؟ أم هي روح الفلاح التي لم تعد كما كانت؟ كيف يعود فلاح مصر منتجا مكتفيا راضيا؟ ولماذا غاب الجميع عن معاناته ومشاكله؟ كان الفلاح كنز مصر الحقيقي ومنذ غاب ضاقت كل الأشياء وباع قطعة الأرض واشترى «توك توك» يعمل عليه الأولاد، بعد أن تخرجوا في الجامعات وأصبحوا بلا عمل.. أعيدوا الفلاح إلى أرضه ووفروا له كل ما يحتاجه، لكي تعود الأرض وتطعمنا كما كانت.. كان الفلاح مصدر الإنتاج والكفاية وكان يطعم مصر كلها، ومنذ بدأت رحلة المعاناة فقد الرغبة في الإبداع، رغم أنه علم الدنيا أقدم وأرقى الفنون وهي الزراعة.. أعيدوه إلى أرضه فهي طوق النجاة من أشباح الفقر والحاجة.. سوف تبقى الأرض منبع الخير وسوف يبقى الفلاح المصري أهم ثروات مصر وأغلاها، ومنذ انسحب وحاصرته الهموم هاجر أحيانا، ثم أغلق الباب على نفسه وباع قطعة الأرض أو أقام عليها بيتا يحميه في ليالي الشتاء الطويلة..
المصدر: حسام عبد البصير| القدس العربي