مآس لا حصر لها، تسبب بها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والنساء الحوامل دفعن أقسى الأثمان، حيث يعشن تداعيات الحصار وتدمير الاحتلال للمنظومة الصحية، ويعانين ظروفاً كارثية في ظل عجز هذه المنظومة عن تقديم المساعدة اللازمة.
50 ألف امرأة حامل نزحن إلى مراكز الإيواء لا يتوافر لهن الغذاء والدواء، ويعشن ظروفاً قاهرة وسط خشية على حياة الأجنة في ظل عدم تلقيهن للرعاية الصحية وحالة الازدحام الشديدة في هذه المراكز التي لجأ إليها نحو مليوني نازح من مختلف مناطق القطاع، ما فاقم معاناة الحوامل في ظل التلوث وعدم توافر المياه.
معظم النساء الحوامل لا يستطعن الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية بعدما أخرج الاحتلال 83 منها من الخدمة، بينما يفتقر ما تبقى منها في الخدمة لكل مستلزمات الولادة من علاجات وغيرها، ما يتسبب بوفاة المواليد أو الأمهات اللواتي يجبر الكثير منهن على الولادة داخل مراكز الإيواء، حيث تلد فيها أكثر من 180 امرأة يومياً، بينهن أعداد كبيرة يلدن قبل الأوان بسبب الظروف العصيبة التي يكابدنها.
وفي ظل ارتفاع عدد الأطفال الخدج يمثل توفير الوقود للحاضنات أمراً في غاية الأهمية، وهو ما لا يتوافر في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وتضاف إلى المخاطر على حياة الأمهات ومواليدهن كارثة صحية أخرى تتمثل في عدم توافر حليب الأطفال، جراء مواصلة الاحتلال حصاره الشامل ومنعه إدخال مقومات الحياة إلى القطاع.
معظم النساء الحوامل لا يستطعن الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية بعدما أخرج الاحتلال 83 منها من الخدمة، بينما يفتقر ما تبقى منها في الخدمة لكل مستلزمات الولادة من علاجات وغيرها، ما يتسبب بوفاة المواليد أو الأمهات اللواتي يجبر الكثير منهن على الولادة داخل مراكز الإيواء، حيث تلد فيها أكثر من 180 امرأة يومياً، بينهن أعداد كبيرة يلدن قبل الأوان بسبب الظروف العصيبة التي يكابدنها.
وفي ظل ارتفاع عدد الأطفال الخدج يمثل توفير الوقود للحاضنات أمراً في غاية الأهمية، وهو ما لا يتوافر في قطاع غزة منذ بداية العدوان، وتضاف إلى المخاطر على حياة الأمهات ومواليدهن كارثة صحية أخرى تتمثل في عدم توافر حليب الأطفال، جراء مواصلة الاحتلال حصاره الشامل ومنعه إدخال مقومات الحياة إلى القطاع.
منظمة “أكشن إيد” الدولية نقلت عن السيدة ختام وهي أم لخمسة أطفال، بينهم طفلة حديثة الولادة، ونزحت إلى مدرسة في دير البلح قولها: لا يوجد ماء ولا طعام لنأكله، ابنتي الصغيرة تعاني من طفح جلدي بسبب قلة النظافة هنا، وضعنا صعب للغاية، كيف لنا أن نشرب الماء.. نتساءل هل يوجد ما يكفي لنا وللأطفال.. بالطبع لا.. لا توجد مياه نظيفة، نحن بالكاد نسد رمقنا، لدي أربعة أطفال آخرين يريدون تناول الطعام لكن لا يوجد خبز.
وتضيف ختام التي نزحت من منزلها بسبب قصف الاحتلال: أجبرنا القصف على إخلاء منزلنا بعد ولادتي بيومين فقط، كنت متعبة جداً بعد خروجي من المستشفى مع استمرار النزيف، كنت أحمل ابنتي ونسير تحت الصواريخ والقصف، ونجلس لبعض الوقت لنستريح على الأرصفة والطرقات.
إيمان من جهتها تروي معاناتها مع الحمل والولادة قائلة: شعور لا يوصف.. كان صعباً جداً أن أكون حاملاً وألد في هذه الظروف، في هذه الحرب البشعة.. نزحت مع زوجي وابنتي من منطقة عبسان الكبيرة جنوب شرق قطاع غزة إلى مدينة خان يونس جنوبه مشياً على الأقدام.. المستشفى بعيد عن المكان الذي نزحت إليه، فاضطررت أن أذهب إليه سيراً وأنا في مرحلة المخاض.
وتضيف إيمان: لم يعطوني مسكنات بسبب النقص الشديد في الأدوية وكانت الولادة صعبة على الرغم من أنها ولادة طبيعية، والمستشفى كان مزدحماً جداً، حاولت أن أدخل المرحاض قبل الولادة فلم أستطع بسبب الطابور الطويل من النازحين.
شروق حامل في شهرها التاسع بطفلها الأول تعيش في مركز إيواء بخان يونس تتساءل: كيف يمكن أن ألد هنا.. لا توجد رعاية صحية ولا أدنى شروط النظافة.. الولادة هنا ستكون كارثية بالنسبة لي.
معاناة الحوامل تضاف لها معاناة 68 ألف مرضعة في القطاع وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، وهن بحاجة إلى تدخلات وقائية وعلاجية وغذائية فورية منقذة للحياة، كما يعاني 7685 طفلاً دون الخامسة من الهزال الذي يهدد حياتهم، ما يجعلهم عرضة لتأخر النمو والمرض والوفاة في الحالات الشديدة، في حين تم تصنيف أكثر من 4 آلاف طفل يعانون من حالات الهزال الشديد، وهم بحاجة إلى علاج منقذ للحياة.
رهام جعفري مسؤولة التواصل في منظمة “أكشن إيد” بفلسطين تقول: لا نملك الكلمات لوصف حجم الرعب الذي يتحمله سكان قطاع غزة، يعاني الجميع من الجوع، لكن النساء الحوامل والمرضعات وأطفالهن هم الأكثر معاناة.. القصص التي نسمعها مروعة حيث تضطر الأمهات إلى مشاهدة أطفالهن وهم يصرخون ويبكون من الجوع بلا حول ولا قوة، فهن عاجزات تماماً عن فعل أي شيء.
وتضيف: الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، وليس هناك مجال لتضييع الوقت، كل يوم يموت المئات في غزة بسبب القصف وقريباً سيموت المئات أيضاً من الجوع والمرض، إن وقف إطلاق النار الفوري والدائم هو وحده الذي سيمنع وقوع المزيد من الضحايا ويسمح بدخول الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة على نطاق واسع وضروري.
المصدر: سانا+وكالات