2024-11-25 06:25 م

مسؤولون إسرائيليون سابقون يدعون إلى وقف حرب غزة: النصر على حماس غير ممكن

دعا مسؤولون كبار سابقون وكتاب إسرائيليون إلى وقف الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، نظراً لعدم إمكانية تحقيق الانتصار والقضاء على حركة حماس.

وحث رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت إلى وقف الحرب فوراً، لأنه لا يمكن تحقيق الأهداف التي وضعتها لها حكومة بنيامين نتنياهو. وقال أولمرت في مقال بعنوان: "أوقفوا الحرب مقابل عودة المخطوفين أحياء"، نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة، إنّ مزاعم نتنياهو وأركان حكومته بأنه يمكن القضاء على حركة حماس عبر عمليات عسكرية "غير واقعية".

وحاجج أولمرت بأنّ نتنياهو نفسه لا يصدق أنه بالإمكان تحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أنّ رئيس الوزراء يتصرف "كممثل مسرح"، كل ما يعنيه الإفلات من تبعات المسؤولية عن الفشل في منع تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأضاف أنّ نتنياهو الذي تحرّكه اعتبارات سياسية داخلية "يعي أنه لا توجد قدرة واقعية لتحقيق هدف القضاء على حركة حماس، لكنه منذ اللحظة الأولى لم يكن مشغولاً بالحرب على غزة، بل بحرب البقاء الشخصية الخاصة به".

ولفت أولمرت إلى أنّ نتنياهو، من خلال تشديده على هدف القضاء على حماس رغم عدم واقعيته، معني بتحميل شركائه في الحكومة وقادة الجيش والمؤسسة الاستخبارية المسؤولية عن انتهاء الحرب من دون تحقيق هذا الهدف، بزعم أنه ظل دائماً متمسكاً بتحقيقه.

وأردف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق قائلاً: "يبدو اليوم بشكل واضح أنه على الرغم من أنّ الجيش الإسرائيلي يقاتل بجرأة وبتصميم وبالحذر المطلوب ويتكبد خسائر بشرية مؤلمة، فإنه لا يوجد أي احتمال لأن تتحقق التوقعات التي كرّسها نتنياهو، ولن يتم القضاء على حركة حماس".

وشدد أولمرت على أنّ إسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما: "إما أن توافق على وقف إطلاق نار وتعيد أسراها لدى حماس عبر صفقة تبادل، أو أن تواصل القتال بحيث تنتهي الحرب من دون أن تحقق هدف القضاء على حماس ومن دون استعادة الأسرى".

"كل يوم في عمق غزة سيعمق الفشل"
من ناحيته، رأى وزير الخارجية والأمن الداخلي الأسبق شلومو بن عمي أنه لا يمكن لإسرائيل تحقيق النصر على حركة حماس.

وفي تحليل نشرته صحيفة "هآرتس"، لفت بن عمي إلى أنه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لم يكن بوسع دول ذات جيوش نظامية أن تحقق في حروب غير متناسبة انتصارات على تنظيمات مسلحة.

واعتبر بن عمي أنه نظراً للواقع الجغرافي والديمغرافي في قطاع غزة، فإنّ "أي جيش حديث مهما حاز على قوة عسكرية وتكنولوجية ليس بوسعه تحقيق انتصار على حركة حماس، تماماً كما فشل الأميركيون في حروبهم في فيتنام وأفغانستان وفشل السوفييت في أفغانستان".

ويرى بن عمي أنه بخلاف الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي؛ الدولتين اللتين كان بوسعهما إدارة حرب طويلة الأمد، فإن إسرائيل لا يمكنها خوض حروب طويلة.

ورفض بن عمي الرأي القائل إنّ حركة حماس شنت عملية "طوفان الأقصى" لدوافع غير واقعية، مشيراً إلى أنّ الحركة حققت من خلال هذه العملية إنجازات استراتيجية، تمثلت في "دفع القضية الفلسطينية مجدداً إلى رأس أولويات المجتمع الدولي، وفرملة مسار التطبيع بين إسرائيل ونظم الحكم العربية، وإجبار إسرائيل على الاعتماد بشكل غير مسبوق على المظلة العسكرية الأميركية لتلافي خطر اندلاع حرب متعددة الساحات، فضلاً عن أنّ الحركة نجحت في منح نفسها المكانة الرئيسية في حركة التحرر الوطني الفلسطيني".

وتوقع أن تتمكن حركة حماس في نهاية الحرب من تحرير كل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.

وفي السياق، دعا الكاتب هليل شوكن إسرائيل إلى الاعتراف بالهزيمة أمام حماس. وكتب وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس": "لن ننتصر، حتى ونحن موحدون، لقد خسرنا المعركة الحالية على حقنا في وطن قومي في أرض إسرائيل في السابع من أكتوبر".

وبحسب شوكن، فإنّ كل يوم تتواصل فيه العملية البرية في عمق قطاع غزة "سيعمق الهزيمة والفشل" الإسرائيليين، لافتاً إلى أنّ إسرائيل ستخرج من الحرب الحالية بواقع "أسوأ مما كانت عليه قبلها".