2024-11-22 02:25 م

كل استطلاعات الرأي تشير لرغبة الإسرائيليين بتغيير النظام.. ولا يمكن استمرار حملة التدمير في غزة

لندن- “القدس العربي”: قال ديفيد إل فيليبس، الأستاذ المساعد ببرنامج الدراسات الأمنية بمدرسة الخدمات الخارجية في جامعة جورج تاون، إن النظام في إسرائيل يجب أن يتغير.

وفي مقال نشرته وكالة أنباء “انتر برس سيرفيس” (أي بي أس) ورد أنه: “يجب على بنيامين نتنياهو الرحيل، فتحت غطاء الإصلاحات القانونية، قوّض حكم القانون وقسم البلد، وهو رجل مسمّم للدول العربية، حتى تلك الدول التي وقعت اتفاقيات أبراهام. وأصبح عقبة أمام التطور الديمقراطي في إسرائيل والعلاقات الإقليمية”.

وقال إن إسرائيل بحاجة إلى حكومة جديدة ملتزمة بالسلام ووزارة تدافع عن المصالحة، فالحرب الأبدية تصب في مصلحة “حماس”، وترضي المتشددين الذين يعارضون الطموحات الوطنية للفلسطينيين. وتخدم الحرب نتنياهو من خلال حرف انتباه الناخبين، وتؤخر المحاسبة على فشل حكومته الأمني في 7 تشرين الأول/أكتوبر”.

وأضاف فيليبس: ” استغرق الأمر ما يصل إلى 10 ساعات حتى رد الجيش الإسرائيلي على غزو “حماس”. وعرفت إسرائيل بخدماتها الأمنية والاستخباراتية، إلا أنها أُخذت على حين غرة”.

وقال إن سكان الكيبوتس اختبأوا في الغرف الآمنة في بيوتهم وسط مقتل 1.200 شخص، وأُخذ المئات إلى غزة، حيث لا يزال هناك 130 منهم في الأسر.

 وأكد أن إسرائيل لا يمكنها مطابقة أهدافها من ناحية تحرير الرهائن وتدمير “حماس” في الوقت نفسه، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن زار إسرائيل وناقش أولويات وطرق تخفيض العملية العسكرية الإسرائيلية.

 وفي ضباب الحرب قَتَلَ الجيش الإسرائيلي ثلاثة من الرهائن كانوا يلوحون بالراية البيضاء ويتحدثون العبرية. فقتل الأشخاص، حتى عناصر “حماس” الذين استسلموا، هو خرق لقانون الحرب والقانون العسكري الإسرائيلي.

وفتح تحقيق بالأمر، ولكن الحادث يشير إلى جنود منهكين ولديهم استعداد لإطلاق النار على أي شيء.

 واعتذر رئيس هيئة الأركان ومدير الاستخبارات، أما نتنياهو فظل يراوغ وأجّلَ لقاءه مع عائلات الرهائن.

 وأدى الحادث إلى غضب في إسرائيل، وأثار أسئلة حول إدارة الحرب في غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى وصل إلى 20.000 مدني نتيجة لنشاطات الجيش الإسرائيلي، وتطالب عائلات الأسرى بتحقيق. وهناك ضجة متزايدة لجلب الرهائن إلى بيوتهم، وتطالب عائلاتهم بخطة لوقف الحرب. وكانت بشكل عام داعمة لرد نتنياهو، لكنهم باتوا مترددين، ويعتقدون أن استمرار الحرب في غزة يحمل مخاطر على الرهائن الباقين، وعددهم 130 رهينة. وأضاف أن العملية الفاشلة أدت لتشويه سمعة المؤسسات الإسرائيلية- الجيش، الشاباك والموساد. وحتى الرئيس جو بايدن، أكبر داعم لإسرائيل، انتقد الجيش الإسرائيلي على “القصف الذي لا يميّز”، وعبّرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن نفاد صبر، وتطالب بـ “وقف مستدام لإطلاق النار”. ويقول نتنياهو إن وقت ومكان التحقيق في هجوم “حماس” والرد الإسرائيلي سيحدد، وهو يعتقد أنه كلما تأخر التحقيق، كلما هدأت مشاعر عائلات الرهائن.

ويجب وقف الحرب الطاحنة مع “حماس”، وبعد شهرين فإن الجيش الإسرائيلي يتأرجح، حيث وُصفت إسرائيل بالمعتدي وفقدت المصداقية الأخلاقية العليا. ولكن ما بدا وكأنه عملية مكافحة إرهاب محسوبة تحول إلى غضب وانتقام.

وتساءل: هل يمكن هزيمة “حماس”؟ “حماس” هي أكثر من كونها تنظيماً، فهي حركة، ومقابل كل عنصر من “حماس” تقتله، ينتظر المزيد من المسلحين الفلسطينيين في الغرف الجانبية.

وهناك حاجة إلى نهج جديد وحكومة انتقالية تشرف عليها   السلطة الوطنية الفلسطينية، وتعمل على خطط تقود إلى دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

وبعد الإفراج عن الرهائن يجب عقد محادثات دولية.

ومن المرجح أن تؤدي انتخابات إسرائيلية لنبذ نتنياهو، وتقود إلى حكومة سلام وتعيد “ديمقراطية” إسرائيل إلى مسار ديمقراطية تحترم حقول الأقليات، وتقدر العلاقات مع الجيران. ومن غير المتصور تخيل نجاة نتنياهو من أدائه العفن. وينتظره المدعون لتوجيه تهم الفساد إليه. ويستطيع الإسرائيليون مناقشة تفاصيل تشكيل حكومة ولأشهر، ولكن استطلاعات الرأي تقترح أن تغيير النظام هو ما يريده الإسرائيليون.