القدس/المنــار/ على الجبهة الشمالية بين حزب الله واسرائيل مواجهات عنيفة قد تتطور الى حرب واسعة، والقيادة العسكرية الاسرائيلية تراقب وتتفحص على مدار الساعة المعلومات ومجريات الاحداث في المنطقة.
هناك تعتيم من جانب المستوى السياسي في اسرائيل فيما يتعلق بخسائر جيشه وتفاصيل ما يجري على الجبهة الشمالية، منعها للانزلاق نحو حرب شاملة تكون تداعياتها العسكرية اكثر ايلاما مما تتعرض له اسرائيل في قطاع غزة.
وتقول تقارير تتمتع بصدقية كبيرة أن الجنود الاسرائيليين المنتشرين على الحدود مع لبنان منذ احداث السابع من اكتوبر الماضي وبأعداد كبيرة يشتكون في رسائلهم الى قياداتهم وعائلاتهم بانهم تحولوا الى اهداف مكشوفة امام مقاتلي حزب الله، وان هناك قتلى كثيرون، لا يتم الاعلان عنهم دفعة واحدة، وأن حقيقة الاوضاع الصعبة التي يعيشها الجنود الى الحدود لا يشعر بها الا من يعيش فيها.
وتفيد التقارير أن حزب الله لا ينشر تفاصيل ما ينفذه من عمليات عسكرية ضد القوات الاسرائيلية، حتى لا يتعرض لضغوط عسكرية من أكثر من جهة، وأن الخط الاحمر الذي أعلنت عنه اسرائيل بداية الحرب على غزة في السابع من اكتوبر الماضي، ودعت حزب الله الى عدم اجتيازه، بات خطا مرنا يتم تحريكه، دون الوصول الى نقطة اشتعال الحرب.
في المستوى العسكري الاسرائيلي وتحديدا الرتب الدنيا في الجيش وليس القيادات يرون أن الفرصة الحالية لن تتكرر للتعامل مع حزب الله وتوسيع دائرة المواجهات، ويحدثون في جلسات النقاش أن ما حدث مع حركة حماس حيث اعتقد الجميع بأن الحركة منضبطة وأن هناك قوة ردع اسرائيلية متفوقة، ثم اتضح خطأ هذا الاعتقاد الذي تحطم كليا في السابع من اكتوبر الماضي وأن اسرائيل جراء ذلك ما زالت تعيش تداعيات هذا التحطيم، واذا ما اتسع نطاق المواجهات مع حزب الله، فان السقوط الاسرائيلي سيكون مدويا بصورة كبيرة.
وأشار التقرير الى أن هناك ضغوطا امريكية على اسرائيل لعدم التصعيد على الجبهة الشمالية لان هذا يهدد المصالح الامريكية، وواشنطن لا تريد المشاركة على أرض المعركة.
وهذا التيار في المستوى العسكري الاسرائيلي يطالب بضرورة الرد على عمليات حزب الله وتغيير الوضع القائم على الحدود الشمالية، وفي ظل هذا التوجه، تقوم القيادة العسكرية العليا للجيش بتقييم الاوضاع على الجبهة، وبين التيارين يدور نقاش غاضب، حيث اعترف الجنود وقياداتهم على الجبهة الشمالية بتعرضهم للقتل بشكل يومي على أيدي مقاتلي حزب الله.
يضيف التقرير أنه منذ بداية المواجهاتى نفذ الجيش الاسرائيلي ضربات على مواقع حزب الله المتقدمة المكشوفة التي رغبت دائما في تدميرها، وسابقا لم يحدث ذلك خوفا من تدهور الاوضاع، كما ان خسائر وقعت في صفوف حزب الله، عناصر وقيادات، لكن، الحزب ما زال يملك الكثير من الاوراق المؤلمة في حال اندلعت الحرب على الجبهة الشمالية مع اسرائيل.
ويرى التقرير أن أي حدث أمني صعب على الحدود قد يشعل حربا واسعة وشاملة، وعندها لن يبقى امام اسرائيل على حد زعم التقرير الا خوضها املا في حسم الصراع وانهاء الخطر وليس ادارته.