2024-11-24 07:29 م

مجلة عالمية تحاول حل ألغاز السنوار وتفرد تقريرا مطولا لسيرته الذاتية

وطن – قالت مجلة “دير شبيغل” الألمانية إن قائد حركة حماس في غزة “يحيى السنوار” يتمتع بكاريزما ذكية، وأضافت أن “هجوم حماس أعاد فلسطين إلى الواجهة”.

وخصصت المجلة ذائعة الصيت جزءاً كبيراً من تقرير لها للسيرة الذاتية للرجل الذي تعتبره العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر الماضي على إسرائيل، واضعة صورته بجانب صورة الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة على غلافها الخارجي.

ويقول التقرير إن قصة حماس بدأت في ديسمبر/كانون الأول 1987، باعتبارها فرعاً من جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي أسسها الشيخ أحمد ياسين، ويحيى السنوار، وهو في منتصف العشرينيات من عمره، وكان أكثر “المجتهدين” في حياته كطالب.

حماس والمسار المختلف
وفي السبعينيات، حصل ياسين على ترخيص من الإدارة العسكرية الإسرائيلية لتأسيس جمعية إسلامية، وكان أتباعه يديرون المدارس والعيادات والمراكز الدينية، حيث كانت إسرائيل في ذلك الوقت تخشى القوميين المسلحين.

وبينما كان ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، في المنفى في تونس، يفكر في المفاوضات مع إسرائيل وحل الدولتين، سلكت حماس مساراً مختلفاً، حيث رأت أن هذه اللحظة هي اللحظة المناسبة للكفاح المسلح.

بعد أن بدأت حماس بمهاجمة الإسرائيليين في عام 1989، قرر مايكل كوبي، الذي كان يقود التحقيقات لجهاز الأمن الإسرائيلي الشاباك في قطاع غزة في أواخر الثمانينيات، اتخاذ خطوة جذرية في شهر مايو في ذلك العام، وأمر باعتقال جميع أعضاء حماس، بما في ذلك ياسين ويحيى السنوار.

وذكر التقرير أن كوبي التقى السنوار شخصياً عندما كان الأخير يبلغ من العمر 27 عاما. وقال كوبي إن السنوار «لم يقل كلمة واحدة في البداية». موضحا أنه أهم مساعدي ياسين ومؤسس وزعيم حركة المجد التابعة لحماس. جهاز المخابرات الداخلية، وفقط تحت ضغط من ياسين تحدث معه السنوار.

وتابع : «لقد أصبح واضحاً بالنسبة لي منذ ذلك الحين أن حماس هي أكبر عدو لنا».

كشف التقرير أن كوبي سأل السنوار لماذا لم يكوّن أسرة في نهاية العشرينات من عمره، فأجاب السنوار: “حماس زوجتي وابني وابنتي وأبي، حماس هي كل شيء بالنسبة لي”. وشدد على أنه سيأتي اليوم الذي يخرج فيه رجال حماس من السجن لتدمير إسرائيل.

وفي عام 1989 حكمت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن المؤبد 4 مرات، وأضرب عن الطعام ثلاث مرات، وناضل من أجل معاملة أفضل لزملائه الأسرى، قبل أن يطلق سراحه في صفقة الجندي جلعاد شاليط الشهيرة.

كاريزما مليئة بالذكاء
ووصف كوبي زعيم حماس في غزة بعد ذلك بأنه “ذو شخصية كاريزمية وذكية”. تعلم العبرية في بضعة أشهر، وأظهر اهتمامًا بالتاريخ والسياسة الإسرائيلية، ولم يتعلم سوى القليل عن كتاب التوراة المقدس اليهودي.

وبينما كان يحيى السنوار في السجن، كان العالم من حوله يتغير؛ ووقع الراحل “ياسر عرفات” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “اسحق رابين” اتفاقا في حديقة الورود بالبيت الأبيض في واشنطن عام 1993 لتبادل “الأرض مقابل السلام”.

وأشار تقرير دير شبيجل إلى مقتل رابين عام 1995 على يد يهودي متطرف، وكان “رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ووزيره للشؤون الأمنية إيتامار بن جفير من بين الشخصيات الرئيسية التي حرضت على الاغتيال”.

ولفت التقرير إلى أن محمد ضياء إبراهيم المصري، الملقب بمحمد الضيف، تولى قيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلفا للمهندس يحيى عياش الذي اغتالته إسرائيل.

وذكر معدو التقرير أن الضيف والسنوار خططا بشكل مشترك للهجوم في 7 أكتوبر الماضي.

رفض السلطة الفلسطينية
وبحسب المجلة الألمانية، فإن فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 كان بمثابة رفض للسلطة الفلسطينية بسبب “عدم الكفاءة والفساد”. وتعبيراً عن “الإحباط” ومع تعثر عملية السلام، حتى أن بعض المسيحيين صوتوا لصالح حماس.

وزعم التقرير أن إضعاف السلطة الفلسطينية هو الهدف المشترك الذي يوحد اليمين في إسرائيل وحماس في غزة، ويستفيد منه الجانبان في البداية: فحماس مستمرة في بناء دولتها الصغيرة، ونتنياهو يشتري الهدوء، ويواصل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، ويبدو حل الدولتين غير واقعي أكثر.

ويقال إن السنوار طرح من داخل السجن فكرة حفر أنفاق لاختطاف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بمعتقلين فلسطينيين.

النمر الجائع محبوس في القفص
وتحدث السنوار لصحفيين أجانب قائلاً: “إذا كانت لدينا فرصة لحل الصراع دون تدمير، فإننا نتفق على أننا نريد الاستثمار في السلام والمحبة”. لكن تقرير “دير شبيغل” يقول إن خطاب السنوار لم يكن سوى جزء واحد من رسالته للصحفيين.

أما الجزء الآخر فكان “قاتمًا ومثيرًا للقلق”. كما يقول إن غزة مثل «نمر جائع جداً محبوس في قفص». وأن ما يصفه الاحتلال بالحيوان الذي «حاول الإسرائيليون إذلاله قد أطلق سراحه، ولا أحد يعرف إلى أين سيتحرك وماذا سيفعل».مضيفاً أن حماس لا يمكن أن تستمر كما كانت من قبل: “الوضع هنا لا يطاق والانفجار لا مفر منه”.

وبحسب التقرير، ليس من السهل إضعاف حماس اقتصاديا، حيث أن مصادر دخلها الرئيسية موجودة في الخارج. وتزعم المجلة ان الدخل السنوي لحماس يقدر بنحو 500 مليون دولار.

وتؤكد المجلة الألمانية، نقلاً عن المحلل مايكل ميلستين من جامعة تل أبيب، أنه حتى لو نجحت إسرائيل في هزيمة حماس عسكريًا، فإنها ستستمر في الوجود تحت الأرض وفي الخارج، «ولا يمكن تدميرها».

ونقلت المجلة الألمانية عن الخبيرة الإسرائيلية في مجال استطلاعات الرأي، داليا شايندلين، أن حركة حماس أصبحت الآن بالنسبة للعديد من الفلسطينيين “رقم واحد” في القتال ضد إسرائيل، في وقت أضحت حركة فتح “العلمانية” -التي تسيطر على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية– بلا أهمية.

ويقول التقرير إن ذلك كان أحد أهداف حماس، بالإضافة إلى هدف آخر هو احتجاز أكبر عدد من الأسرى للضغط من أجل إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

المصدر: وطن سرب