2024-11-24 05:21 م

ستالستالينغراد الفلسطينية تتشكّل: إسرائيل تواجه «جيشاً حقيقياً»

مستنداً إلى الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، وإلى «العجز» الدولي أمام الإجرام الإسرائيلي اللامتناهي في القطاع، حيث لم تنفع بعد كل الدعوات إلى «تقليل أعداد الضحايا المدنيين من الفلسطينيين»، على حدّ تعبير الأميركيين الذين لا يملّون المراوغة والتسويف، استهلّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الاجتماع الأسبوعي لمجلس وزرائه أمس، بشكر الرئيس الأميركي، جو بايدن، على استخدام إدارته حق النقض (فيتو) ضدّ مشروع قرار مجلس الأمن، الذي يحثّ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجدّد نتنياهو رفض الدعوات الدولية إلى إنهاء الحرب، ووصفها بأنها «لا تتوافق مع هدف الحرب المتمثّل في القضاء على حركة حماس». وأشار نتنياهو إلى أنّه أبلغ رؤساء فرنسا وألمانيا ودول أخرى، «أنهم لا يستطيعون الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار، لأن ذلك سيمنع القضاء على حماس». كما لم ينسَ شكر الإدارة الأميركية على الموافقة على إرسال شحنة عاجلة من حوالي 14000 قذيفة دبابات إلى الكيان الإسرائيلي، من المقرّر أن تبدأ في الوصول اليوم. لكن في واشنطن، كانت شبكة «سي بي إس» تُعلن أن «61% من الأميركيين لا يوافقون على سياسة بايدن تجاه الحرب بين إسرائيل وحماس»، كما أن «نهج الرئيس تجاه إسرائيل نجمت عنه خلافات متزايدة داخل حزبه»، حيث أظهر استطلاع رأي أجرته الشبكة، أن «نسبة من يعتقدون من الديمقراطيين أن بايدن يظهر دعماً زائداً لإسرائيل، ارتفعت إلى 38%». مع ذلك، نقلت إذاعة «كان ريش بيت»، التابعة لـ«هيئة البث الإسرائيلية الرسمية»، أمس، عن مسؤولين إسرائيليين، أن «الحرب على غزة بزخمها وقوّتها الحالييْن، ستستمرّ شهرين إضافيّين، بحسب التقديرات الإسرائيلية». وترجّح هذه التقديرات نفسها أن تكون هناك محاولات خلال فترة الشهرين المذكورين لطرح صفقات تبادل أسرى جديدة، كما «ستسمح إسرائيل ــــ في مرحلة معيّنة ــــ لجزء من سكان القطاع بالعودة إلى منازلهم، بناءً على مطالب أميركية، وأيضاً بسبب الاحتياجات العمليّاتية». وبدورها، أفادت «القناة 12» العبرية بأن «تقديرات الجيش الإسرائيلي هي أنه يحتاج إلى نحو شهر ونصف شهر من أجل استكمال سيطرته على جميع مراكز حماس في قطاع غزة».

مسؤولون إسرائيليون: الحرب بزخمها وقوّتها الحالييْن، ستستمرّ شهرين إضافيّين


ميدانياً، كشف موقع «أكسيوس» الأميركي، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن «العملية العسكرية الآن تركّز على اعتقال أو اغتيال قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار». وقال الموقع إن «المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن القضاء على السنوار سيؤدّي إلى تسريع انهيار حماس عسكرياً وإنهاء الحرب». وأضاف أن «الجيش الإسرائيلي قام الأسبوع الماضي بتوسيع عمليّاته البرية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، كما واصل هجماته على مناطق في الشمال، بهدف أساسي ومركزيّ، وهو الوصول الى السنوار من دون أن ينجح في ذلك». وأوضح أن «الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن السنوار هرب من مدينة غزة في وقت مبكّر من الحرب، واختبأ في أنفاق حماس تحت مدينة خانيونس الجنوبية». ونقل الموقع عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، قوله إن «الهدف من العملية في خانيونس هو القبض على السنوار، حيّاً أو ميتاً»، مضيفاً: «علينا أن نخرجه من اللعبة، هذا هو الهدف. معنويات كتائب حماس ستضعف إذا قتلنا السنوار».

وفي سياق متصل، قال المحلّل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، لـ«القناة 12»، إنّ «الشجاعية وجباليا، هما المعقلان الأيديولوجيان التقليديان والصلبان جداً لحماس»، مشدّداً على أنّ «الفلسطينيين سيُقاتلون فيهما حتى النهاية»، بينما كشف المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «على الأرض، يندهش الجيش كل يوم من مدى قوة حماس، هم (القسّام) جيش حقيقي تمّ تأسيسه على بعد 50 دقيقة من تل أبيب، على مدى السنوات الماضية». ونقل زيتون عن ضابط كبير في لواء النخبة «غولاني»، قوله إن «حماس وضعت أقوى كتيبة لها هناك، المسلّحون الذين ولدوا ونشأوا في الحي، مرتبطون به ولن يهربوا، ومن الناحية العملية، سنحتاج إلى حوالي 6 أشهر لتطهير الشجاعية بالكامل».

من جهة أخرى، كشف مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بعض تفاصيل المحادثة التي جرت مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، واستمرّت نحو 50 دقيقة. وقال المكتب إن نتنياهو أعرب للرئيس الروسي عن «استيائه من المواقف التي عبّر عنها ممثّلو موسكو في الأمم المتحدة وفي محافل أخرى ضد إسرائيل». كما أعرب نتنياهو عن «انتقاده الشديد للتعاون الخطير بين روسيا وإيران»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت». وفي المقابل، أعلن «الكرملين»، في بيان حول الاتصال، أن «بوتين أكّد لنتنياهو ثبات موقفه المتمثّل في رفضه وإدانته للإرهاب بكل أشكاله». وأضاف الكرملين: «تمّت الإشارة إلى أهمية ضمان ألا تؤدي مكافحة التهديدات الإرهابية إلى عواقب وخيمة على السكان المدنيين». وهذه هي المرّة الثانية التي يتحدّث فيها نتنياهو وبوتين منذ بداية الحرب، مع الإشارة إلى أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، كان قد زار موسكو قبل أيام، حيث التقى نظيره الروسي، وعقدا اجتماعاً مُغلقاً طال لساعات. ومن المتوقّع أن يكون الاتصال بين بوتين ونتنياهو، قد تناول رسائل أرادت طهران إيصالها الى تل أبيب، حول الحرب المستمرّة على غزة، واحتمالات توسّعها إلى دول المنطقة.

المصدر: الاخبار اللبنانية