2024-11-24 08:43 م

العدوّ تحت ضغط الوقت-استماتة لتحقيق اختراق «عمودي»

تنقضي أيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط شعور متزايد في عدة عواصم، وعلى رأسها تل أبيب وواشنطن، بأن الحرب باتت في مراحلها الأخيرة، وإن امتدّت هذه المراحل على أسابيع لاحقة. وأمام ضيق الوقت الذي وجد العدو نفسه فيه، فهو بدأ يستعجل تحقيق إنجازات عسكرية، ما يدفعه إلى تزخيم عملياته العسكرية وتنويعها وتسريعها، بهدف تحقيق اختراقات ميدانية عمودية وسريعة، لا تضمن له بقاء طويلاً ولا استقراراً لقواته، لكنها ربما تؤمّن له بعض صورٍ للجنود والدبابات في هذا الحي أو ذاك، حيث «معاقل» حركة «حماس»، كما يسمّيها. وإذ تُرافق ذلك حملات قصف جوية شعواء، تحيل المدن والأحياء المكتظّة أكواماً من الركام، حتى لا يلتقي جنود الاحتلال المتوغّلون بالمقاومين، إلا أن التكتيك العسكري المذكور لا يُفلح في كل مكان.فحتى يوم أمس، كانت لا تزال المواجهات بين المقاومين وجيش العدو على أشدّها في شمال قطاع غزة، ليس في الشجاعية فقط، بل حتى في بيت لاهيا وبيت حانون والشيخ رضوان وجحر الديك، ومختلف محاور التقدّم. أما في الجنوب، فيسطّر المقاومون في خانيونس ومحيطها ملاحم حقيقية، تضطرّ قوات الاحتلال أكثر من مرة إلى إيقاف تقدّمها وتغيير اتجاهات توغّلها. ويصاحب ما تقدّم، ارتفاع ملحوظ في عدد القتلى والجرحى في صفوف العدو، حيث كلما توغّلت القوات أكثر، واستعجلت الوصول، وجدت نفسها أمام مقاومة أشدّ، وخسائر أكبر. وفي ظل استعصاء الميدان، وضيق الوقت، وتفاقم الخلافات السياسية، يبرز الانقسام بين فريقين، وربما أكثر، في إسرائيل، حول مسار الحرب وأهدافها، و«معضلة» الجبهة الشمالية، والأهم «اليوم التالي».

ومساء أمس، أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها، تمكّنوا، ليل الخميس، من «تفخيخ مدخل نفق شرق تل الزعتر شمال قطاع غزة بعبوة تلفزيونية، وفور وصول جنود العدو إلى المكان، ومحاولتهم فتح باب النفق، تمّ تفجير العبوة، ما أدّى إلى مقتل نجل رئيس أركان العدو السابق، والوزير في مجلس الحرب الصهيوني غادي إيزنكوت، ومقتل وإصابة عدة جنود آخرين». وسبقت ذلك إقامة مراسم دفن الجندي القتيل في هرتسيليا، حيث حضرت غالبية الشخصيات الأمنية والسياسية، وسط حالة من الحزن والوجوم بانت على وجوه الحاضرين.
كذلك، أعلنت «القسام» قصف تل أبيب برشقة صاروخية، وقبلها كانت قد قصفت مدن الوسط ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية كثيفة. وبحسب إعلام العدو، فإن هاتين الرشقتين أُطلقتا من شمال القطاع، وبالتحديد من حي الشجاعية ومن مدينة جباليا، حيث الاشتباكات على أشدها. كما أعلنت أن مجاهديها تمكّنوا «فجر اليوم (أمس) من إفشال محاولة صهيونية للوصول إلى أحد الأسرى الصهاينة، حيث تمّ اكتشاف قوة صهيونية خاصة أثناء محاولتها التقدم لتحرير أحد أسرى العدو والاشتباك معها، ما أدّى إلى مقتل وإصابة أفراد القوة، وتدخّل الطيران الحربي وقصف المكان بسلسلة من الغارات للتغطية على انسحابهم. وقد أدّى الاشتباك إلى مقتل الجندي الأسير ساعر باروخ (25 عاماً)». كما تمكّن المقاومون من «السيطرة على بندقية أحد الجنود وجهاز الاتصال الخاص بالقوة الخاصة». ومساء، أعلنت «القسام» «مقتل وإصابة عدد من أسرى العدو في القصف الهمجي للاحتلال على مناطق عدة في مدينة غزة».
في المقابل، ارتفعت أعداد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، منذ بدء العملية البرية، إلى 95 من الجنود والضباط، بحسب الإعلان الرسمي. وفي حين يدور القتال الشرس في مختلف المحاور، وتحديداً جنوب القطاع في محيط مدينة خانيونس، حيث «المواجهات الأعنف منذ بدء الحرب»، بحسب الإعلام الإسرائيلي، «لا يزال بإمكان حماس شنّ هجمات رغم مزاعم الجيش أنّ قوّاته تحاصر مراكز قوة التنظيم، فيما قادة حماس ما زالوا قادرين على تحريك القوات إلى المناطق التي ينشط فيها الجنود»، وفقاً لما أوردته صحيفة «هآرتس».