2024-11-24 10:45 م

محلل إسرائيلي يهاجم نتنياهو: العالم يرانا إرهابيين-جرائم الاحتلال تقلب الطاولة

يقلب العدوان الإسرائيلي على غزة الموازين في العالم؛ فبعد الجرائم الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر، فإنها بدأت ردود الفعل الدولية تتغير من مناصرة الاحتلال إلى انتقاده على الجرائم المروعة التي ارتكبها بحق الفلسطينيين حتى إن نظرة الكثير من السياسيين بدأت تتغير تجاه قادة حركة حماس وفق محللين "إسرائيليين".

يقول المحلل الإسرائيلي آفي إيسسخاروف، إن الشارع الغربي والعربي بات ينظر الى قادة حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على أنهم "مقاتلون من أجل الحرية".

وكتب آفي إيسسخاروف في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "من المستحيل تجاهل ما أصبح على نحو متزايد واحدًا من أعظم الكوابيس السياسية التي عرفناها".

ويضيف في مقاله: "إنه بعد هجوم حماس على مواقع عسكرية للاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي فإن غالبية العالم بدأ ينظر إلى الإسرائيليين، كإرهابيين، في حين يُنظر إلى يحيى السنوار "رئيس حركة حماس بغزة" ورفاقه على أنهم مقاتلون من أجل الحرية ويحظون بالثناء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الرأي العام الأمريكي والبريطاني، والدول العربية".

واعتبر إيسسخاروف أن "يحيى السنوار يحقق الآن ما لم يحققه أي زعيم عربي سابق، لقد أصبح بطلاً للجماهير في أوروبا وحتى في الولايات المتحدة".

وقال: "بينما وقف العالم كله تقريبا في اليومين أو الثلاثة أيام الأولى من الحرب إلى جانب إسرائيل، فقد تظاهر حوالي نصف مليون شخص يوم السبت في لندن ضد إسرائيل ولصالح حماس".

الجرائم بحق الفلسطينيين تقلب الطاولة


وأضاف المحلل الإسرائيلي: "تمتلئ الشوارع في واشنطن ونيويورك بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وقد تعلم كل جون دو في أوروبا أن يهتف "فلسطين حرة" دون أن يعرف حتى أين تقع غزة على خريطة العالم".

وتابع في مقالته بالصحيفة العبرية: "نعم، يرتبط الاتجاه العام العالمي باتجاهات معادية للسامية بشكل صارخ، لكنه مرتبط أيضًا بكيفية نجاح حكومات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تصوير إسرائيل على أنها متنمر جامح وغير راغب في قبول أي صفقة دبلوماسية مع الفلسطينيين. أو بكلمات أخرى، رافض للسلام".
وأردف: "حتى زعيم حزب الله حسن نصر الله أدرك إلى أين يتجه الاتجاه العالمي، فامتنع عن تقديم التأكيدات بشأن الانضمام إلى حرب حماس، في حين دعا إلى زيادة الضغوط على الغرب، وهو يدرك بالفعل أن الرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة على وجه التحديد هو الذي قد يؤدي في النهاية إلى وقف سريع لإطلاق النار".

ولفت إيسسخاروف إلى أنه "من المؤكد أن أنصار نتنياهو سيجادلون بأن أي حكومة إسرائيلية من المرجح أن تواجه موقفاً مماثلاً من العالم في حالة شن عملية داخل غزة، ومن باب الإنصاف، فإنه لا بد من القول إننا ربما واجهنا بعض مظاهر الكراهية حتى لو كانت هناك حكومة مختلفة في السلطة في إسرائيل".

إخفاق في السياسة والدبلوماسية


وبين المحلل الإسرائيلي أن الفشل الدبلوماسي ونقص الدبلوماسية العامة الذي تشهده دولة الاحتلال لا يرجع فقط إلى معاداة السامية، بل ينشأ أيضًا من الشعور السائد في العديد من البلدان حول العالم بأن إسرائيل تفتقر إلى القيادة التي تسعى إلى شيء يتجاوز توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وأضاف: "إن ما يحدث في الأيام الأخيرة هو أحد أكبر الإخفاقات السياسية والدبلوماسية العامة التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق، وربما الأكبر بالنظر إلى الطريقة التي بدأت بها الحرب".
وتابع إيسسخاروف: "وعلى النقيض من الفشل العسكري، فإن هناك شخصا واحدا فقط يتحمل المسؤولية عن ذلك، وهو رئيس الوزراء نتنياهو. ربما لن تتمكن حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى.

نتنياهو جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل


ويقول المحلل الإسرائيلي إن توم فريدمان كتب في صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى الشرعية الدولية وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقف إلى جانب إسرائيل، ولكن من أجل الحصول على دعم دولي كبير، تحتاج إسرائيل إلى اتخاذ مبادرة دبلوماسية تخاطب الفلسطينيين في غزة، وتساعد في إيجاد حل لليوم الذي لن تحكم فيه حماس القطاع.

ووصف فريدمان نتنياهو بأنه أسوأ زعيم في تاريخ "إسرائيل"، وأنه من المشكوك فيه ما إذا كان نتنياهو يستطيع أو يريد اتخاذ مثل هذه المبادرة.

ويضيف فريدمان أن سياسة نتنياهو طويلة الأمد المتمثلة في إعلان حرب سياسية على الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، ورفضه المطلق للانخراط في أي حوار مع الفلسطينيين، وتركيزه على قاعدته الانتخابية، أدى إلى التكلفة الدبلوماسية الحالية التي ندفعها، إلى جانب المشاهد التي لا تصدق للحشود في جميع أنحاء الولايات المتحدة تحتج ضد إسرائيل، وتلوح بالأعلام الفلسطينية، وتمزيق الملصقات التي تظهر الأسرى الإسرائيليين.

إن ما يحدث في الأيام الأخيرة هو أحد أكبر الإخفاقات السياسية والدبلوماسية العامة التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق، وربما الأكبر بالنظر إلى الطريقة التي بدأت بها الحرب، كما يقول فريدمان.

وعلى النقيض من الفشل العسكري، فإن هناك شخصا واحدا فقط يتحمل المسؤولية عن ذلك، وهو رئيس الوزراء نتنياهو. ربما لن تتمكن حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى لكن عند الحديث عن اليوم التالي، فإن نتنياهو جزء من المشكلة، وليس جزءا من الحل.

عضو المجلس الأسكتلندي: "حماس" مقاتلون من أجل الحرية


وكان زعيم المقاطعة الأسكتلندية جيمس بولان قد وصف قادة "حماس" بـ"المناضلين من أجل الحرية". وقال عضو مجلس المقاطعة، الذي يقود حملة مقاطعة الكتب وغيرها من المنتجات الإسرائيلية، لموقع واي نت إن إسرائيل "لا تعرف ما هي العدالة والمساواة "بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.

وفي خطوة مفاجئة، أبلغ جميع المكتبات الخاضعة لسلطته القضائية بأنه يجب أن تكون هناك مقاطعة فورية لأي كتاب من تأليف إسرائيلي.

وتمت مصادرة المنتجات الأخرى المستوردة من إسرائيل وأعرب جيمس بولان عن دعمه لحماس، وادعى أن أعضاء المنظمة هم "مقاتلون من أجل الحرية يعملون ضد الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لفلسطين".

وبولان، الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الأسكتلندي، هو عضو في المجلس الإقليمي غرب دونبار تونشاير، الذي أعلن المقاطعة.
 
وكتب بولان في إحدى المراسلات التي دارت بينه وبين نشطاء يهود في بريطانيا من بينهم ستيفن فرانكلين، الذي يعمل ضد مقاطعة إسرائيل، أن حماس تم انتخابها في الانتخابات وأن شعبها "مقاتلون من أجل الحرية يعملون ضد الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لفلسطين".

وفي مراسلة مع زعيم يهودي محلي يدعى مارتن شوغرمان، كتب بولان: "إن الأسكتلنديين يؤمنون بالمساواة والعدالة وهذه كلمات غير مألوفة للصهاينة".
المصدر/ عربي ٢١