2024-11-25 02:28 م

القصف الجوي الإسرائيلي يتصاعد في غزة... توطئة للهجوم البري؟

تصعّد طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية من غاراتها على قطاع غزة مع دخول العدوان أسبوعه الثالث، في مسعى لدفع المزيد من سكان منطقتي غزة وشمال القطاع إلى النزوح جنوباً، فيما يبدو تمهيداً للعدوان البري الذي يتوعد به قادة الاحتلال.

وفي ساعات الليل، تشن طائرات حربية إسرائيلية والمدفعية عشرات الغارات على المنازل والمساجد وعلى البنية التحتية، للضغط أكثر على السكان المدنيين ودفعهم بالإكراه، وتحت وطأة الخوف، للخروج من منازلهم نحو ما يسميه الاحتلال المنطقة الآمنة جنوبي وادي غزة.

والمنطقة الآمنة كما يطلق عليها الإسرائيليون ليست آمنة، وهي من ضمن المناطق التي تتعرض لهجمات جوية عنيفة من الطيران الحربي الإسرائيلي، ما أدى في الساعات الـ24 الأخيرة لاستشهاد نحو خمسين فلسطينياً في منطقتي النصيرات وخان يونس، وهما من المناطق المصنفة بالآمنة.

منشورات تطالب السكان بالخروج إلى الجنوب
ويتزامن هذا التصعيد مع استمرار الاتصالات الهاتفية والمنشورات التي تلقيها طائرات الاحتلال من الجو على مناطق غزة والشمال، تطالب السكان بالخروج. وربطت المنشورات الأخيرة المحدثة، التي ألقاها الاحتلال على المناطق، بين من سيبقى في منزله وبين عناصر المقاومة، عبر القول إن من سيظل في منزله قد يجري تشخيصه كجزء من نشاط "إرهابي".

وإلى جانب المنازل المستهدفة لهدمها على رؤوس سكانها، صعّدت إسرائيل من استهداف دور العبادة، حيث ثم تدمير 5 مساجد جديدة في الساعات الـ24 الأخيرة، ما رفع عدد المساجد المدمرة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي إلى 31 مسجداً، إضافة لتضرر ثلاث كنائس بشكل بليغ.

تصعيد الاحتلال عملياته لتقليل الخطر على قواته
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجيش صعّد عملياته في قطاع غزة لتقليل الخطر على قواته في المرحلة المقبلة، ما يؤشر على أن القصف المركّز والعنيف يهدف لتسهيل عملية التوغل البري في حال أقر الاحتلال القيام بها.

وعلى الرغم من الحديث الاسرائيلي "المريح" عن العملية البرية المتوقعة ضد غزة، والحشود العسكرية الكبيرة على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع، إلا أن أصواتاً كثيرة في إسرائيل تعترف بأن الهجوم البري لن يكون نزهة.

وجرّب الاحتلال ورأى العالم مشاهد من القدرات العسكرية خلال عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، في 7 أكتوبر الحالي، والذي شمل كل مقار الجيش ومستوطنات "غلاف غزة".

المقاومة تجهزت لأي توغل بري
وقالت مصادر في المقاومة، لـ"العربي الجديد"، إن أي توغل بري في قطاع غزة سيقابل بمقاومة كبيرة من الشعب الفلسطيني ومقاومته، وإن المقاومة لم تغفل منذ اليوم الأول لإعداد عملية اقتحام المستوطنات ومواقع قيادة جيش الاحتلال أن تصل الأمور لتوغل بري، وتجهزت لذلك جيداً.

وذكرت المصادر أن قوى المقاومة لديها نفس طويل ولديها الإمكانيات لمواجهة أي عدوان بري محدود، أو واسع، يستهدف قطاع غزة، وهي مستعدة لكل السيناريوهات، ولديها خطط للمواجهة وقدرات قتالية لا يعرفها "العدو الصهيوني".

وقال الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي حاتم يوسف، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المقاومة أخذت في حساباتها منذ اليوم الأول للتجهيز لعملية "طوفان الأقصى" أن تصل التداعيات لعدوان بري وجوي واسعين، ويُعتقد أنها تجهزت لذلك جيداً وقادرة على المواجهة والتصدي.

جيش الاحتلال مرتبك في مسألة التوغل البري
وأشار يوسف إلى أن جيش الاحتلال مرتبك للغاية في مسألة التوغل البري، ولديه تصورات غير منطقية عن تجهيزات المقاومة، لذلك يسعى قبل الذهاب لهذا الخيار إلى تكثيف غاراته الجوية على المناطق الفلسطينية كتمهيد للتوغل البري، إذا ما أقره المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل.

ووفق يوسف، ففي إسرائيل يخشون من كلفة مرتفعة لأي عدوان بري، لافتاً إلى أن لا أحد في الحكومة الإسرائيلية ولا الجيش قادر أو بإمكانه تحمل كلفة أي هجوم بري قد يؤدي لمقتل نحو ألفي جندي إسرائيلي، وفق التقديرات المنشورة. كما أن إسرائيل لا ترغب في احتلال قطاع غزة لفترات طويلة، وهي غير مستعدة لسيناريو البقاء طويلاً في أزقة غزة الضيقة والمليئة بالموت، وفق الخبير الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي.

المصدر: العربي الجديد