كشفت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة الرامية لوقف التصعيد في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، عن اتصالات مصرية جرت مع عدد من الأطراف الدولية، لعقد قمة عاجلة بشأن الوضع في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن القاهرة "تجري مباحثات مع بعض الأطراف ذات التأثير في المشهد الفلسطيني، لعقد قمة طارئة، للوصول إلى حلول عاجلة وسريعة، لتدارك الكارثة الإنسانية التي يواجهها قطاع غزة". ولفت إلى أن القاهرة "رشحت الأردن لاستقبال تلك القمة".
وكشف المصدر أن "الأطراف المرشحة لحضور القمة حتى الآن، هي تركيا وقطر ومصر والأردن، بالإضافة إلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن". ولفت إلى أن "هناك اتصالات جارية لإشراك أطراف أخرى، لكن لا يزال هناك غموض بشأن موقف كل من الإمارات والسعودية من المشاركة في تلك القمة".
في موازاة ذلك، كشف مصدر مصري آخر عن "نقل القاهرة رسائل أميركية إلى إيران، بشأن مشاركتها المحتملة في الحرب الدائرة في قطاع غزة".
ولفت إلى أن "الإدارة الأميركية طلبت من المسؤولين في مصر، نقل تحذيرات إلى طهران، لحثها على عدم المشاركة في الحرب بشكل مباشر أو عبر حلفائها في الإقليم". وقال إن "الرسائل الأميركية تضمنت مغريات، وهي إمكانية تقديم تسهيلات لإيران على صعيد ملفات أخرى".
وعلى صعيد مبادرات التهدئة والوصول لهدنة، كشف المصدر أن "من بين الطروحات الإقليمية، قيام حماس والجهاد بإطلاق سراح الأسرى المدنيين لديهما، مقابل الضغط على إسرائيل لإعادة الكهرباء والمياه، ودخول الطاقة والمساعدات إلى غزة". وأشار إلى أن "هناك أكثر من طرف بينها مصر وقطر وتركيا، يعمل على هذا المسار في الوقت الراهن".
ولفت إلى أن "هذه خطوة أولى يتم بعدها التطرق لمسار المفاوضات بشكل أوسع، وأن المقاومة سيظل لديها بعد ذلك نحو 60 أسيراً عسكرياً يمكن التفاوض بشأنهم لاحقاً".
إلى ذلك، أكد مصدر قيادي بحركة حماس أن القاهرة "لم تكن على علم" قط بشأن العملية العسكرية "طوفان الأقصى" قبل تنفيذها ولا حتى بساعة واحدة.
وأوضح المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، رداً على تصريحات لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي مايكل ماكول بأن مصر "قدمت تحذيرات بشأن تلك العملية قبل حدوثها"، قائلاً إنه "قبل العملية بنحو شهر، كانت هناك اتصالات متكررة بين القاهرة وقيادة حماس بشأن بحث الأوضاع في إطار وساطة القاهرة لمنع التصعيد رداً على الانتهاكات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى، والانتهاكات في سجون الاحتلال، وكذلك التصعيد على السياج الحدودي بين غزة ومستوطنات الغلاف".
وتابع: "وقتها كانت القاهرة تحاول إقناع الجانب الإسرائيلي بالدفع بمزيد من التسهيلات للقطاع، نظراً لصعوبة الأوضاع المعيشية، وكان الجانب الإسرائيلي يماطل ويلقي بالفتات، بدعوى أن هذا هو المطروح فقط من جانبه، وخلال تلك الاتصالات، أبلغت قيادة حماس، المسؤولين في القاهرة، بأن المطروح من الجانب الإسرائيلي غير كاف وغير مرض ولا يمكن قبوله، وأن الأمر يسير في الاتجاه العكسي، حال أصر الاحتلال على موقفه".
وقال المصدر: "ربما وقتها أبلغ الجانب المصري، المسؤولين في حكومة الاحتلال، بأن استمرار نهجهم، قد يؤدي لانفجار الأوضاع المعيشية والإنسانية في غزة، وبالتبعية حدوث تدهور أمني".
إلى ذلك، قال مؤسس حركة "مصريون ضد الصهيونية"، والمتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي، محمد سيف الدولة، لـ"العربي الجديد" إنه "يجب التحرر من (اتفاقية فيلادلفيا) الموقعة عام 2005، التي ألزمت مصر بالقيام بمراقبة الحدود مع غزة أمنياً لصالح إسرائيل، والقيام بفتح معبر رفح فوراً وذلك وفقا لقرار واتفاق معابر مصري فلسطيني مستقل عن أى أطراف أخرى، ويهدف إلى تحرير وتطبيع العلاقات المصرية الفلسطينية بعيداً عن إسرائيل".
وأكد سيف الدولة على أن مصر "يجب ألا تكون شريكاً في جرائم الإبادة والتجويع التي ترتكبها إسرائيل الآن ضد أهالينا في غزة".
المصدر: رأي اليوم