2024-11-27 10:28 م

المصدر الرئيسي لأكذوبة “قطع حماس رؤوس الأطفال”.. من هو ديفيد بن صهيون؟

ال البيت الأبيض في تصريحات جديدة له إن الرئيس جو بايدن لم ير صورا مؤكدة عن قيام عناصر حركة حماس بـ”قطع رؤوس أطفال” إسرائيليين، على خلفية عملية طوفان الأقصى، وأكد أن التصريحات بهذا الخصوص استندت إلى تقارير إعلامية ومزاعم مسؤولين إسرائيليين.

الإشاعة التي روجت لها وسائل إعلام غربية عديدة دون التحقق منها وتسببت بجدل واسع، فضحت آلة الغرب الدعائية المتحيزة للكيان المحتل، واتضح أن مصدرها هو زعيم صهيوني متطرف يدعى “ديفيد بن صهيون”.الإعلام الغربي متحيز للاحتلال ويروج أكاذيب
واندلعت موجة من الغضب الدولي عندما أعلنت خارجية الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية، قتلت 40 طفلاً وقطعوا رؤوس العديد منهم أثناء توغلهم في “كيبوتس كفار عزة”، على حدود غزة.

وكرر الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الادعاء التحريضي خلال خطاب ألقاه في حديقة البيت الأبيض، يوم 10 أكتوبر، في حين نقلت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية هذه القصة دون أدنى قدر من التدقيق النقدي.

وبتتبع مصدر هذه الشائعة ووفقاً لتحقيق أجراه موقع “غراي زون thegrayzone“، فإن المصدر الرئيسي لهذا الادعاء الزائف هو ديفيد بن صهيون، نائب قائد الوحدة 71 في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويشغل “بن صهيون” أيضاً منصب زعيم مستوطنين متطرف حرّض على أعمال شغب عنيفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في وقتٍ سابق من هذا العام.

مقابلة “بن صهيون” على قناة عبرية مصدر الشائعة
وفي مقابلة أُجريت معه في 10 أكتوبر، مع المراسلة “نيكول زيديك” من شبكة “i24″، التي ترعاها حكومة الاحتلال، قال ديفيد بن صهيون: “لقد مشينا من بابٍ إلى باب، وقتلنا الكثير من الإرهابيين. إنهم سيئون للغاية. لقد قطعوا رؤوس الأطفال، وقطعوا رؤوس النساء. لكننا أقوى منهم”.

وأضاف زعيم المستوطنين المتطرف: “نحن نعلم أنهم حيوانات -في إشارة إلى الفلسطينيين- لكننا وجدنا أن لا قلوب لهم”.

وبعد ساعات من مقابلته المذكورة، نشر بن صهيون فيديو له على صفحته على فيسبوك وهو يرتدي الزي العسكري الرسمي، وكان لا يزال في قرية كفار عزة.

في وقت سابق من ذلك اليوم، أعلنت مراسلة i24 زيديك خلال تقرير مباشر من كفار عزة أنه “أُخرج حوالي رضيع على نقالات.. كانت أسرّة الرضع مقلوبة، وتركت عربات الأطفال في الخلف، والأبواب مفتوحة على مصاريعها”. شُوهِد تقرير زيديك عشرات الملايين من المرات على تويتر وروّجت لها وزارة الخارجية الإسرائيلية التي تدعم الشبكة الإخبارية.

عدّلت المراسلة أقوالها بعد عدة ساعات، لتصرّح: “أخبرني الجنود أنهم يعتقدون أن 40 طفلاً قتلوا. لا يزال عدد القتلى الدقيق غير معروف، حيث يواصل الجيش التنقل من منزل إلى منزل والعثور على المزيد من الضحايا الإسرائيليين”.

ومع ذلك، فإن الحكاية التي لم يُتحقق منها سرعان ما شقت طريقها إلى أعلى مستويات القيادة، وصرح المتحدث باسم نتنياهو على نحوٍ قاطع أنه عُثِر على أطفال رضّع وصغار “مقطوعي الرأس”، في حين أشار “بايدن” إلى “التقارير المثيرة للقلق عن مقتل أطفال رضع”.

وبعدها، دخلت الكثير من القنوات الأمريكية على الخط، لتنقل القصة بلا هوادة، على الرغم من تراجع الجيش الإسرائيلي عن تأكيده الأولي.

ووفقل لتقرير “غراي زون”، فإن “بن صهيون” الذي يرأس منصب زعيم المجلس الإقليمي شمرون الذي يضم 35 مستوطنة غير قانونية في الضفة الغربية، سبق أن دعا هذا العام إلى “محو” قرية حوارة الفلسطينية.

وقال في تغريدة على منصة “إكس” ـ تويتر سابقا ـ في 26 فبراير 2023: “كفى كلاماً عن بناء وتعزيز المستوطنات. يجب أن يعود الردع المفقود الآن، لا مكان للرحمة”.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ديفيد بن صهيون قوله بعد فترة وجيزة: “يجب محو قرية حوارة، هذا المكان هو وكر للإرهاب، ويجب أن يتناول العقاب الجميع”، وهي دعوة واضحة لإجراء العقاب الجماعي على جميع الفلسطينيين.

وقد حظيت تغريدته وقتها على إعجاب وزير المالية الإسرائيلي آنذاك بتسلئيل سموتريش، وهي خطوة دفعت 22 باحثاً قانونياً إلى دعوة النائب العام لفتح تحقيق مع المسؤول بتهمة “التحريض على جرائم حرب”.

وعندما ردد “سموتريش” في وقت لاحق صدى ديفيد، ودعا إلى “القضاء على” حوارة في الشهر التالي، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية خطابه ووصفته بأنه “خطير”.

وكانت حوارة في ذلك الوقت هدفاً لأعمال شغب عنيفة قام بها المستوطنون الذين يعملون تحت إشراف ديفيد بن صهيون. وفي أعقاب هجوم المستوطنين على البلدة، والذي أدى إلى إحراق عشرات المنازل والمركبات، فضلاً عن إصابة السكان المحليين، وصفت حماس الهجوم بأنه “إعلان حرب”.

لم تكن دعوة ديفيد بن صهيون إلى العقاب الجماعي في حوارة هي الوحيدة من نوعها، فقد دعا مراراً وتكراراً للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. كما أنه استخدم حساباته على وسائل التواصل للدعوة على نحو متكرر إلى ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، فضلاً عن دعواته لـ”ترحيل الجماهير” الفلسطينية.

كتب ديفيد في عام 2016: “الشعب الفلسطيني عدو، لا يمكننا تغيير حمضه النووي الهمجي”.

وخلال حملته الفاشلة لدخول الكنيست الإسرائيلي عام 2021 مع حزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان، وصف ديفيد مهمته على النحو التالي: “أنا ملتزم بمهمة استعادة البيت السياسي للصهيونية الدينية”.